أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-03-2015
![]()
التاريخ: 5-05-2015
![]()
التاريخ: 17-10-2014
![]()
التاريخ: 27-02-2015
![]() |
انماز الشهيد زيد (عليه السلام) بسعة اطّلاعه في العلوم وممّا أثر عنه جملة من المصنفات التي كانت نتاجاً علمياً غني بالمعارف الحقة، ومن هذه المصنّفات كتاب تفسير غريب القرآن، وغيره من المصنفات التي سنتحدث عنها، وهي على وفق الآتي:
أولاً: تفسير غريب القرآن
يُعدّ كتاب تفسير غريب القرآن[1] المنسوب لزيد الشهيد باكورة المصنفات في غريب القرآن، إذ سبق بذلك جميع المسلمين المصنفين في هذا الاتجاه.
ومازال العمل به مشروعًا عند أغلب العلماء؛ إذ توجد منه نسخًا عديدةً وبتحقيقات مختلفة لعلمائنا الأعلام كالسيد محمد جواد الحسيني الجلالي[2] وتحقيق أخر للسيد الدكتور حسن محمد تقي الحكيم، حيث سار على نهجه (عليه السلام) فيه من جاء بعده كأبي عبيدة معمر بن مثنى البصري ت209هـ في كتابه مجاز القرآن[3]، والذي ظهر جلياً تأثير زيد بن علي عليهما السلام فيه.
وقد قال السيد الدكتور حسن محمد تقي الحكيم في تحقيقه على الكتاب المذكور بعد عرضه لمجموعة من الآراء في من ألّف في غريب القرآن، ومن له قصب السبق فيه إلى أن قال: قد نقلت مصادر أخرى أنّ أبان بن تغلب ت 141 هـ هو أول من ألّف في غريب القرآن، وهذا الرأي كان سائدًا بين العلماء والباحثين في علوم القرآن حتى عثرت على كتاب زيد بن علي تفسير غريب القرآن ومن ذلك الوقت أصبحت هذه المقولة مجانبةً للحقيقة لأنّ زيد بن علي ت 120 هـ متقدّم على أبان بن تغلب ت 141 هـ فقد توفي قبله بأكثر من عشرين سنة.
وبناءً على ما تقدّم يكون زيد بن عليعليهما السلام على رأس قائمة المؤلفين في الغريب بعامة وغريب القرآن بخاصة. وهو أول من ألّف كتاباً كاملًا في الغريب.[4]
وقد ذكر هذا الكتاب المستشرق الألماني كارل بروكلمان في كتابه تاريخ الادب العربي[5]، وكذلك الشيخ باقر شريف القرشي[6]، كما ذكره الشيخ جعفر السبحاني في كتابه بحوث في الملل والنحل، وأشار إلى أسبقيته في التصنيف أن صحة نسبته إلى زيد عليه السلام، ووصف منهجه بقوله: والكتاب يبتدئ من سورة الفاتحة وينتهي بسورة الناس ويركز في التفسير على الغريب ولذلك لا يذكر من آيات السورة إلّا ما هو موضع نظره[7].
وذكر أن نسبة الكتاب إلى زيد بن علي أكدها بعض المصنفين في كتبهم وذكر ثلاثة أمثلة على ذلك[8] هي:
ثمّ أردف الشيخ السبحاني تأييده على نسبة هذا الكتاب إلى زيد الشهيد مستنداً على تفسيره للآيات القرآنية التي يظهر منها مذهب مفسره والتي عدها قرائن يمكن الاستناد عليها في تصحيح نسبة الكتاب الى زيد الشهيد قال: ونستطيع أن نؤيد نسبة الكتاب إلى الإمام الثائر بالرجوع إلى المواضع التي يمكن أن يظهر فيها مذهبه وعقيدته.
ومن تلك الآيات آية البلاغ، فهو يقول في تفسير قوله: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} قال زيد بن علي عليهما السلام: هذه لعلي بن أبي طالب صلوات الله عليه خاصة: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } أي يمنعك منهم.
ومنها آية الذكر، قال في تفسير قوله سبحانه: {فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ} النحل - 43 قال الإمام زيد بن علي عليهما السلام: نحن أهل الذكر.
فالتفسيران يؤيدان أنّ الكتاب لشيعي يرى النص لعليّ يوم الغدير، ويرى أنّ المرجع بعد الكتاب والرسول، هو عترته.
كما يعلم كونه نافياً للرؤية التي كانت يوم ذاك عقيدة أصحاب الحديث. يقول في تفسير قوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ * إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ} القيامة: 22 - 23 معناه مشرقة وناضرة: منتظرة للثواب.
هذه نظرة عابرة إلى التفسير، ولو قرئ بإمعان ودقة، يتبين أن التفسير لمن تربّى في أحضان أئمة أهل البيت والعترة الطاهرة (عليهم السلام)[9].
وتأييداً لما تقدّم آنفاً قال السيد محمد جواد الحسيني الجلالي في مقدمة تحقيق الكتاب المذكور إلا أن ما ورد في أول هذا التفسير وتكرّر في أول كل سورة يؤكد الظن بأن هذا التفسير قد جمع فيه ما روي عن زيد بن علي في تفسير غريب القرآن، خصوصاً لو لاحظنا ما ورد في أول التفسير من قوله: إنّه أملى في تفسير الفاتحة وسورة البقرة مدة حبسه، وهو خمسة أشهر.[10]
والحاصل ممّا تقدّم يبدو أن نسبة كتاب تفسير غريب القرآن لزيد بن علي (عليه السلام) صحيحة، وهو بذلك يُعد أول مصنّف في غريب القرآن عند جميع المسلمين.
ثانياً: مصنفات أخرى لزيد بن علي (عليه السلام)
وقد ذكره الشيخ جعفر السبحاني ضمن الآثار الباقية لزيد الشهيد وقال عنه: كان وليد البيت العلوي، مفسّراً للقرآن، عارفاً بالسنّة، ترك آثاراً علمية إمّا أملاها على تلاميذه، أو حرّرها بقلمه ويراعه ونأتي في المقام بما وقفنا عليه من الآثار:
1 - المجموع الفقهي.2 - المجموع الحديثي[14].
ثمّ قال: نسب إلى زيد المجموع الفقهي تارةً والحديثي أُخرى، والمسند ثالثة.روى الجميع أبو خالد عمرو بن خالد الواسطي غير أنّ الكتب الثلاثة هي المطبوعة باسم المسند، وأمّا تسميته بالحديثي والفقهي فلأجل أنّ الكتاب يتضمّن روايات عن زيد عن آبائه كما يتضمن آراء له فلو كان الكتابان في بدء الأمر مختلفين فهو في المطبوع كتاب واحد، وأمّا توصيفه بالمسند لأنّ ما في الكتاب يحتوي رواياته عن آبائه، وقد جمع - ما رواه أبو خالد عن زيد - عبد العزيز بن إسحاق بلا تبويب شأنَ المسانيد، وبوبّه بعد قرون الحسين بن يحيى بن إبراهيم الديلمي في سنة 1201 هـ وكان قبل التبويب مجزّأ على ستة أبواب على أصل الجامع له[15].
ويتضمّن الكتاب مدح القلة وذم الكثرة، مشيراً إلى ضلال أكثر الأمم عن الأنبياء عليهما السلام، مستنداً على الآيات والسور القرآنية التي ذكرت ذلك، وقد عرَّفه بعضهم باسم مدح الأقل وذم الأكثر.[18]
رسالة في بيان أعمال الحجّ ومناسكه نشره العلّامة السيد محمد علي الشهرستاني ببغداد سنة 1342هـ[19]، ويحتوي على معظم أبواب الفقه في الحج[20].
وقد نشرت - مؤخراً - رسالة بهذا الاسم عن دار التراث اليمني في صنعاء، حقّقها محمد يحيى سالم غفران وهي الرسالة التي بعثها الإمام الثائر إلى علماء الأُمّة مبيّناً فيها تفاصيل دعوته وبيان أهدافه التي خرج مجاهداً من أجلها وهي تعطي صورةً واضحةً من روح ثورية للإمام، وتمرد على الحكم الأموي، وصياح على علماء السوء الذين كان لهم الدور البارز في تخدير حماس الجماهير، وتشويه مفاهيم الدين، وتثبيت ملك الظالمين[21]، وقد تناول جميع علماء الأمة من الصالحين والفاسقين[22].
وغير ذلك من مؤلفاته القيمة التي لا يسع المقام الكلام عنها كلّها مثل تفسير سورة الفاتحة، ورسالة في الرد على واصل بن عطاء، ورده على خالد بن صفوان، وحقوق الله، الرسالة المدنية، وكتاب الرد على القدرية من القرآن، ومناظرته لأهل الشام، وأدعية الإمام زيد، ونزول القرآن على سبعة أحرف، مدخل إلى القرآن، وغيرها.[30]
وهذه المصنفات على كثرتها تدلّ على سعة علم الشهيد زيد عليه السلام، وهي تعطي لنا رسالةً بأن المترجم له لم يكن عالماً متخصصاً في جانب معين، بل كان موسوعياً، ففي كلّ باب تجد له مؤلفاً أو أكثر، وهو ليس بالغريب على مثل ربيب البيت الرسالي الذين هم منابع العلم والحكمة.
[1] من المعروف ان أوّل من ألّف في غريب القرآن هو أبان بن تغلب بن رياح البكري ت 141 هـمن أصحاب الإمام السجاد والباقر والصادق عليهم السلام، لكن لو صحت نسبة تفسير غريب القرآن المطبوع حديثاً لزيد، المحقّق على يد فضيلة الدكتور حسن محمد تقي الحكيم، لَسبقه زيد في التأليف. [بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 121]
[2] نسخة بتحقيق السيد محمد جواد الحسيني الجلالي، مركز انتشارات، قم- ايران، 1376هـ.
[3] مجاز القران، ابي عبيدة معمر بن المثنى التيمييت 211هـ تحقيق وتعليق: احمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت 2006م.
[4] يُنظر: تفسير الشهيد زيد بن علي تفسير غريب القرآن ، زيد بن علي بن الحسين ع ، ص 14
[5] يُنظر: تاريخ الأدب العربي، كارل بروكلمان،، ج 3ص 323
[6] يُنظر: الشهيد الخالد زيد بن علي عليهم السلام ، القرشي: 111.
[7] بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 122.
[8] يُنظر: المصدر نفسه.
[9] بحوث في الملل والنحل، ج7، الشيخ السبحاني، ص122- 123
[10] تفسير غريب القرآن، زيد بن علي عليه السلام : 25.
[11] تيسير المطالب في أمالى أبي طالب، أبي طالب يحيى الهاروني، ص 19
[12] يُنظر: جامع التصانيف الحديثة، ج 2، يوسف اليان سركيس، ص 37
[13] يُنظر: تاريخ الأدب العربي، ج 3، كارل بروكلمان، ص 323، جامع التصانيف الحديثة، ج 2، يوسف اليان سركيس، ص 37، المسح في وضوء الرسول ص ، محمد الحسن الآمدي، ص 161.
[14] بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 119.
[15] المصدر نفسه.
[16] يُنظر: بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 123، تفسير غريب القرآن: مقدمة تحقيق الجلالي: 20.
[17] يُنظر: الشهيد الخالد زيد بن علي عليه السلام ، القرشي: 112.
[18] يُنظر: تفسير غريب القرآن، تحقيق الجلالي: 22.
[19] يُنظر: بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 125
[20] يُنظر: الشهيد الخالد زيد بن علي عليه السلام ، القرشي: 113.
[21] بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 124
[22] يُنظر: الشهيد الخالد زيد بن علي عليه السلام ، القرشي: 113.
[23] يُنظر: بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 125
[24] يُنظر: المصدر نفسه: 112.
[25] يُنظر: الشهيد الخالد زيد بن علي عليه السلام ، القرشي: 112، بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 125.
[26] بحوث في الملل والنحل، ج 7، الشيخ السبحاني، ص 126
[27] يُنظر: الشهيد الخالد زيد بن علي عليه السلام ، القرشي: 112
[28] يُنظر: المصدر نفسه: 113.
[29] يُنظر: المصدر نفسه.
[30] يُنظر: الشهيد الخالد زيد بن علي عليه السلام ، القرشي: 112- 114، تفسير غريب القرآن، تحقيق الجلالي: 23.
|
|
حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر ؟!
|
|
|
|
|
"عراب الذكاء الاصطناعي" يثير القلق برؤيته حول سيطرة التكنولوجيا على البشرية ؟
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعها الأسبوعي لمناقشة مشاريعها البحثية والعلمية المستقبلية
|
|
|