مـدخل التغـييرات الهـيكليـة (نـموذج آرثـر لویـس W.Arthur Lewis للتنميـة والانتقادات المـوجهـة له) |
1821
12:07 صباحاً
التاريخ: 29-12-2022
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2020
2084
التاريخ: 2023-05-09
1070
التاريخ: 2-6-2020
1616
التاريخ: 22-5-2019
13701
|
III مدخل التغييرات الهيكلية
ترى النظريات التي تدخل ضمن هذا المدخل أن الانطلاق الاقتصادي يحتاج إلى إحداث تغييرات هيكلية في الاقتصاديات المتخلفة تسمح بالتحول من التركيز على القطاع الزراعي بنحو كثيف إلى هياكل أكثر حداثة وتحضراً وأكثر تنوعاً صناعياً. ومن النماذج البارزة المعبرة عن هذا المدخل :
- نموذج القطاعين ونتعرض لـ"طرح لويس" كمثال.
- نموذج أنماط التنمية لـ"جينري"
نموذج آرثر لویس W.Arthur Lewis
1-1- عرض النموذج
ينطلق آرثر لويس في تحليله من اقتصاد مزدوج (Dual Ecoomy) يتضمن قطاعين :
* قطاع زراعي (أولي- تقليدي) يوزع أجوراً عند حد الكفاف، ويتميز بوجود عمل فائض يعود امتصاصه بالفائدة عليه من خلال تقليل عبء السكان على الأرض.
* قطاع صناعي (حديث) يتميز بالتنظيم، ويحتاج إلى اليد العاملة.
ويرى لويس أن الانطلاق الاقتصادي يحدث عندما يتم استنزاف العمل الفائض في القطاع الأولي من طرف القطاع الثاني، عن طريق آلية أن كل توظيف للعمال في الصناعة ينتج تراكماً رأسمالياً يُعاد استثماره من جديد فيسمح بتوظيف عدد متزايد من فائض العمال في الزراعة، وينتج عنه تراكم رأسمالي جديد يعاد توظيفه فيوظف عمال جدد... وهكذا إلى غاية استنزاف كل الفائض من العمل كما يوضحه الشكل التالي :
يلاحظ من الشكل أن الأجر في الصناعة مرتفع بمقدار ww1 لتحقيق تحرك العمال من القطاع الأولي إلى القطاع الحديث، حيث يتم استخدام العمل إلى النقطة التي يتساوى عندها الإنتاج الحدي مع الأجور (أي المقدار OM)، وبالتالي فإن الإنتاج الكلي للعمل هو (ONPM) وهو مقسم بين جزئين الأول هو المدفوعات للعمل بصيغة أجور والثاني فائض رأسمالي (NPW). عندما يعاد استثمار الفائض الرأسمالي فإن الإنتاج الكلي للعمل يرتفع وينتقل بذلك منحني الإنتاج الحدي إلى أعلى (N1R1) فتتوفر فرص عمل أكثر (بافتراض ثبات الأجور) فيرتفع استخدام العمل بمقدار (MM1)، كما أن كمية الفائض الراسمالي ترتفع من (WNP) إلى (WN1P1) وهذه الكمية يعاد استثمارها وهكذا....حتى يستنزف الفائض من العمل في القطاع التقليدي، وحينها تبدأ الأجور في هذا الأخير بالارتفاع محركة معدلات التبادل التجاري إلى صالح القطاع الزراعي ومسببة ارتفاع في الأجور في القطاع الصناعي، ومن هنا فإن تراكم رأس المال يلحق بالسكان ولا يبقى مجال للتنمية من المصدر الأولي (نقص عرض العمل بعد استنزاف الفائص)، وأصبح الآن من مصلحة المنتجين في القطاع الزراعي أن ينافسوا للحصول على العمل طالما أن القطاع الزراعي أصبح تجارياً على نحو كامل، ويدخل الاقتصاد مرحلة النمو الذي يديم نفسه بنفسه.(1)
2-1- الانتقادات الموجهة لنموذج لويس
يعكس هذا النموذج التجربة التاريخية للنمو الاقتصادي في الغرب وبعض افتراضاته لا تتفق مع الحقائق المؤسسية والاقتصادية للعالم النامي :
- افتراض أن نمو القطاع الصناعي كلما كان أكبر (بسبب تراكم رأس المال) كلما أدى على خلق فرص عمل أكبر لا يكون صحيحاً إذا ما أعيد استثمار الأرباح الرأسمالية في أدوات ومعدات كثيفة رأس المال، وبالتالي نكون أمام إمكانية زيادة الإنتاج الكلي دون توليد فرص عمل.
- افتراض انطلاق التنمية يخص بامتصاص فائض العمل في القطاع التقليدي حيث تكاليف الفرصة البديلة للعمل منخفضة غير صحيح دائماً، لأنه قد تتوفر فرص بديلة موجبة يكون معها تحويل العمل مقللاً من الإنتاج الزراعي.
- أعمل لويس النمو المتوازن بين الزراعة والصناعة لاسيما إذا علمنا بوجود روابط بين النمو الزراعي والتوسع الصناعي في البلدان النامية يجعل كل توظيف لكل الأرباح الرأسمالية في الصناعة يعرضها للخطر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ محمد صالح تركي قريشي، مرجع سابق، ص ص: 137-139.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|