النظريات الاجتماعية في التنمية : 

تشترك النظريات السابق ذكرها في التركيز على الناحية الاقتصادية كبعد أساسي في التنمية هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن استراتيجيتها لإحداث التنمية هي الحصول على رأس المال بطرق مختلفة أو إقامة صناعات عن طريق ترشيد استعمال رأس المال النادر في كثير من الدول النامية، ولكنها مجتمعة لم تعط للعوامل الاجتماعية الاهتمام اللازم بل اعتبرتها محصلة العوامل الاقتصادية، لذلك ظهرت نظريات جديدة ركزت على العوامل الاجتماعية كمحددات للتنمية، وبالتالي فإن استراتيجية التنمية هي مواصفات للسلوك الفردي والجماعي الذي يترتب على المواطن والمجتمع في الدول النامية أن يتحلى به وصولاً لمرحلة التنمية. ويمكن تقسيم مناقشة هذه النظريات تحت عنوانين رئيسيين هما :  

- نظرية الانتشار الثقافي : ترى هذه النظرية أن التنمية تأتي بفعل الانتشار أو الانتقال الحضاري من الدول المتقدمة إلى الدول النامية من جهة ومن عواصم الدول النامية إلى أريافها من ناحية أخرى، ويأتي التخلف بفعل وجود بعض العوائق أو المقاومة في وجه هذا التسرب الثقافي، وتشمل العوامل الثقافية بهذا المعنى المعرفة والمهارات والقدرات التنظيمية والقيم و التكنولوجيا ورأس المال. 

- النظرية النفسية في التنمية : تركز هذه النظرية على دور الفرد وقيمه واتجاهاته في التنمية، إذ أن المجتمع المتطور هو الذي يضم أفراداً ذوي خصائص ومقومات شخصية إيجابية تساعد على إحداث التنمية وعلى الدول النامية أن تساعد في خلق مثل هذه الدوافع لدى الأشخاص.