أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-7-2016
4141
التاريخ: 29-12-2015
2238
التاريخ: 25-12-2015
3533
التاريخ: 8-2-2018
1862
|
هو قيس بن الخطيم بن عديّ بن عمرو بن سواد
من الأوس من أهل يثرب (المدينة) (1). نشأ قيس بن الخطيم أيّدا قويّ
الساعدين ويَتُم من أبيه وهو صغير: قتل أباه رجل من عبد قيس. وكذلك مات جده عدي
قتيلا، قتله رجل من بني عمرو بن عامر. وأخذ قيس بن الخطيم على نفسه أن يثأر لأبيه وجدّه
فما زال يجدّ حتى ظفر بقاتل أبيه في يثرب وبقاتل جده في ذي المجاز.
لما ثار النزاع في يثرب بين الأوس والخزرج
نصر قيس بن الخطيم قومه الأوس بلسانه وبسيفه. ولمّا ملّ أهل يثرب النزاع واتصلوا
بالرسول يريدون الدخول في الاسلام لعلّ الاسلام يجمع بينهم ويقضي على خلافاتهم،
كان قيس ابن الخطيم في من عرض الرسول عليهم الاسلام. ولم يسلم قيس، ولكن امرأته
حوّاء بنت يزيد أسلمت (غ 3:10).
وقتل قيس بن الخطيم في قول صاحب الاغاني
(3:10، السطر الثالث من أسفل) قبل الهجرة.
قيس بن الخطيم شاعر مكثر مجيد حسن
الديباجة، وهو أشعر أهل المدينة في الجاهلية. وأغراض شعره الفخر والحماسة والغزل
وله وصف فيه صور بدوية وصور حضرية.
-المختار من شعره:
-قال قيس بن الخطيم بعد أن ثأر لأبيه
الخطيم من قاتله ابن عبد القيس وبعد أن ثأر لجده:
طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائر لها نفذ لو لا الشعاع أضاءها (2)
ملكت بها كفّي فأنهرت فتقها يرى قائم من دونها ما وراءها (3)
وكنت امرأ لا أسمع الدهر سبّة... أسبّ بها
الا كشفت غطاءها
فإنّي في الحرب الضروس موكّل... بإقدام نفس
ما أريد بقاءها
متى يأت هذا الموت لا تلف حاجة... لنفسي
إلاّ قد قضيت قضاءها
ثأرت عديّا والخطيم، فلم أضع... ولاية
أشياخ جعلت إزاءها
وله إحدى المنتقيات الثماني في «جمهرة
أشعار العرب»، منها:
أتعرف رسما كالطراز المذهّب... لعمرة وحشا
غير موقف راكب (4)
تبدّت لنا كالشمس تحت غمامة... بدا حاجب
منها وضنّت بحاجب
ولم أرها إلاّ ثلاثا على منى... وعهدي بها
عذراء ذات ذوائب
دعوت بني عوف لحقن دمائهم... فلمّا أبوا
سامحت في حرب حاطب (5)
وكنت امرأ لا أبعث الحرب ظالما... فلما
أبوا أشعلت من كل جانب
إذا لم يكن عن غاية الحرب مدفع... فأهلا بها، إذ لم تزل في المراحب
ومنّا الذي آلى ثلاثين حجّة ... عن الخمر
حتى زاركم بالكتائب (6)
ولما هبطنا السهل قال أميرنا... حرام علينا
الخمر ما لم نضارب
فتابعه منا رجال أعزّة... فما رجعوا حتّى
احلّت لشارب
أطاعت بنو عوف أميرا نهاهم...عن السلم حتّى
كان أول واجب (7)
قتلناكم يوم الفجار وقبله... ويوم بعاث ذاك
يوم التغالب
رضيت لعوف أن تقول نساؤهم... ويهزأن منهم:
ليتنا لم نحارب
_____________________
1) في الاعلام للزركلي (6:55): توفي قيس بن
الخطيم 2 ق. ه. -620 م.
2) الثائر: الآخذ بالثأر. لما طعنته نفذ
رمحي فيه من جانب إلى جانب؛ ولو لا الشعاع (الدم المتفق من منفذ الطعنة) لاستطاع
الرائي أن يرى من خلالها.
3) تمكنت من الرمح الذي طعنته به فجعلت
الشق فيه مثل النهر.
4) غير موقف راكب واحد (يعني نفسه في وقوفه
على اطلالها).
5) كنت أشفق على بني حاطب من الحرب؛ فلما
أبوا السلم الذي عرضته عليهم سمحت نفسي بحربهم.
6) آلى: أقسم (امتنع ثلاثين سنة عن شرب
الخمر حتى تمكن من أن يغزوكم).
7) نهاهم أميرهم عن السلم، فكان أول واجب
(ساقط في المعركة قتيلا).