المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12

أسس إدارة الجودة الشاملة.
27-6-2016
فاكهة الجاندري Bouea gandaria
12-11-2017
الاقتصاد الحضري – القطاع غير الأساسي Non Basic
20-2-2022
معنى بغتة
2024-05-11
التعريض المركز Spot Metering
16-12-2021
معنى كلمة رين
4-06-2015


تجنب معاشرة الاحمق  
  
1319   09:38 صباحاً   التاريخ: 2023-04-19
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج1 ص132 ــ 133
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

كان الإمام الباقر (عليه السلام) عازماً على السفر ، فدخل عليه أبوه الإمام السجاد (عليه السلام) ، وقال من جملة ما قال : يا بني ، تجنب صحبة الأحمق ومعاشرته وآنفر منه وتجنب مكالمته.

علامات الحماقة :

وأوضح (عليه السلام) علامات الحمق وقصر النظر والتفكير قائلاً : إن تكلم فضحه حمقه، وإن سكت قصر به عيه ، وإن عمل أفسد ، وإن استرعي أضاع ، لا علمه من نفسه يغنيه ، ولا علم غيره ينفعه ، ولا يطيع ناصحه ، ولاً يستريح مقارنه ، تود أمه ثكلته ، وآمراته أنها فقدته ، وجاره بعد داره ، وجليسه الوحدة من مجالسته ، إن كان أصغر من في المجلس اعيى من فوقه ، وإن كان أكبرهم أفسد من دونه(1).

داء ليس له دواء :

من المؤسف أن داء الحمق ليس له دواء ، فالتربية العلمية والعملية في عهد الطفولة ومرحلة الشباب مهما تكن قوية وأساسية فإنها لم تستطع إزالة ما يعانيه عقل إنسان أحمق من نقصان.

نقص لا يمكن تعويضه :

ولا يمكنها أن تعوض نقصه الفطري ، لأن أساس العقل الطبيعي للإنسان يتشكل في رحم الأم ، ويستمر على وضعه مدى الحياة لكن التربية يمكنها أن تساهم في تنمية العقل الطبيعي وتفتح مواهبه واستعداداته الخفية . أما عقل الإنسان الأحمق فهو يخلو أساساً من المواهب والاستعدادات .

______________________________

(1) بحار الأنوار ج 16 ، الجزء الثاني ، ص 53 . 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.