أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-3-2022
2044
التاريخ: 7-2-2020
1323
التاريخ: 2-3-2022
1909
التاريخ: 3-3-2022
1763
|
ولا بد من إدراك أن الحوادث التي يدونها الشريط استغرقت ملايين السنين، فعرض الشريط في زمن يسير كالذي يتسع له مثل هذا المقال يقتضي تغييرًا عظيمًا في مقياس الزمن. ثم إن معرفة الزمن الحقيقي الذي استغرقته هذه الحوادث، هذه المعرفة محوطة بكثير من الشك، فلذا يجب أن نتلقاها بشيء من التحفظ. ويحسن بهذه المناسبة أن أشير إلى مصادر علمنا عن مقادير هذه الأزمنة الطويلة. فلدينا أولا الطريقة الطبيعية وتنحصر في حساب الزمن الذي لزم لكي تبرد الأرض من حالتها الأولى كقطعة من الغازات الحارة التي انفصلت عن الشمس إلى درجة حرارتها الحالية. هذه الطريقة أدت بعلماء القرن التاسع عشر إلى تقدير عمر الأرض تقديرًا نعتقد الآن أنه خاطئ؛ إذ إنهم أغفلوا مصدرًا هاما من مصادر حرارة الأرض وهو مصدر النشاط الإشعاعي لبعض عناصرها كاليورانيوم والراديوم وما إليها. وقد أعاد علماء القرن العشرين حساب عمر الأرض مراعين في ذلك أثر هذا المصدر.
ثم إن لدينا وسائل أخرى مستقلة عن الأولى وهي الوسائل التي يستخدمها علماء الجيولوجيا، وأهمها تقدير كمية الأملاح الذائبة في مياه المحيطات وحساب الزمن اللازم لنقل هذه الأملاح بوساطة الأنهار إلى المحيطات. وسأعتمد على أقوال العلماء الذين تيسر لهم تمحيص النتائج التي تؤدي إليها سائر الوسائل الطبيعية والجيولوجية والأخذ بأقربها إلى الاحتمال.
منذ نحو ألفي مليون سنة كانت الشمس تسبح في فضاء العالم المجري شأنها شأن غيرها من نجوم هذا العالم ولم يكن لها في ذلك الوقت كواكب تدور حولها كما هو الحال في عصرنا الحاضر. والمظنون أن نجمًا آخر أكبر من الشمس قُدِّر له أن يقترب منها بحيث يكاد يدانيها. والنتيجة الطبيعية لهذا الاقتراب أن يندلع لسان من مادة الشمس بقوة الجاذبية بين النجمين فيخرج في الفضاء مبتعدا عن الشمس ثم ينفصل عنها. هذا اللسان أو هذا الذراع الذي امتد من الشمس في الفضاء الذي هو جزء من مادتها الغازية الحارة هو أصل المجموعة الشمسية، فقد تكاثفت أجزاؤه وتراكمت فكونت كواكب منفصلة هي كواكب هذه المجموعة. وهكذا ولدت الأرض؛ كوكب من هذه الكواكب، ودارت حول الشمس كما دارت سائر الكواكب. وعلى هذا الزعم تكون الأرض بنتًا للشمس، وتكون الكواكب أخوة وأخوات للأرض ولدت معها في بطن واحدة. وبديهي إذا أخذنا بهذا الرأي أن الأرض بدأت حياتها ككتلة من الغاز الحار. هذه الكتلة الغازية الحارة جعلت تفقد من حرارتها عن طريق الإشعاع فتحولت بمرور الزمن إلى سائل، ولعلها استغرقت خمسة آلاف سنة أو أقل في هذا التحول، وبعد ذلك استمرت درجة الحرارة في الانخفاض حتى تجمدت مادة الأرض أو معظم مادتها. وبطبيعة الحال استغرقت عملية التجمد أطول من عملية التحول إلى سائل، وذلك لسببين رئيسيين: أولهما أن درجة حرارة الأرض قد هبطت فقل إشعاعها، وثانيهما أن الأرض قد انكمشت فقل سطحها المشع. ولعل التجمد حدث في نحو عشرة آلاف سنة، وعلى ذلك تكون الأرض قد تجمدت في نحو خمسة عشر ألف سنة من وقت ولادتها. وهي مدة ضئيلة إذا قيست بعمر الأرض الذي سبق أن ذكرنا أنه 2000 مليون سنة.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|