أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
6021
التاريخ: 17-10-2014
3526
التاريخ: 2023-05-30
1464
التاريخ: 17-10-2014
3026
|
الفعل الذي يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل
اعلم أن المفعول الأول في هذا الباب هو الذي كان فاعلاً في الباب الذي قبله فنقلته من فَعَلَ إلى «أفعل»، فصار الفاعل مفعولاً، وقد بينت هذا فيما تقدم، تقول / 198 رأى زيد بشراً أخاك، فإذا نقلتها إلى «أفعل» قلت: أرى الله زيداً بشراً أخاك، وأعلم الله زيداً بكراً خير الناس. وقد جاء «فَعَلْتُ» في هذا النحو، تقول: نبات زيداً عمراً أبا فلان، ولا يجوز الإلغاء
في هذا الباب كما جاز في الباب الذي قبله لأنك إذا قلت: علمت وظننت وما أشبه ذلك فهي أفعال غير واصلة فإذا قلت: أعلمت كانت واصلة، فمن هنا حسن الإلغاء في ظننت وعلمت ولم يجز إلغاء: «علمت» لأنك إذا ظننت» فإنما هو شيء وقع في نفسك لا شيء فعلته. وإذا قلت: «أعلمت» فقد أثرت أثراً أوقعته في نفس غيرك. ومع ذلك فإن :
ظننت وعلمت تدخلان على المبتدأ والخبر فإذا ألغينا بقي الكلام تاماً مستغنياً بنفسه، تقول: زيداً ظننت منطلقاً، فإذا ألغيت: «ظننت» بقي زيد ومنطلق فقلت زید ،منطلق، ثم تقول «ظننت» والكلام مستغن، والملغى نظير المحذوف، فلا يجوز أن يلغى من الكلام ما إذا حذفته بقي الكلام غير تام، ولو ألغيت: «أعلمت ورأيت من 199/ قولك: أريت زيداً بكراً خير الناس، وأعلمت بشراً خالداً شر الناس - والملغى كالمحذوف ـ لبقي زيد بكر خير الناس، فزيد بغير خبر والكلام غير مؤتلف ولا تام .
واعلم أن هذه الأفعال المتعدية كلها ما تعدى منها إلى مفعول وما تعدى منها إلى اثنين وما تعدى منها إلى ثلاثة إذا انتهت إلى ما ذكرت لك من المفعولين فلم يكن بعد ذلك ،متعدي تعدت إلى جميع ما يتعدى إليه الفعل الذي لا يتعدى الفاعل إلى مفعول من المصدر والظرفين والحال(1)، وذلك قولك : أعطى عبد الله زيداً المال إعطاء جميلاً، وأعلمت هذا زيداً قائماً العلم اليقين إعلاماً لما انتهت صارت بمنزلة ما لا يتعدى.
مسائل من هذا الباب تقول: سرقت عبد الله الثوب الليلة (2)، فتعدى «سَرَقْتُ» إلى ثلاثة مفعولين، على أن لا تجعل «الليلة» ظرفاً، ولكنك تجعلها مفعولاً على السعة في اللغة كما تقول : يا سارق الليلة زيداً الثوب فتضيف «سارقاً» إلى الليلة، وإنما تكون الإضافة إلى الأسماء / 200/ لا إلى الظروف، وكذلك حروف الجر، إنما تدخل على الأسماء لا على الظروف فكل منجر بجار عامل فيه فهو اسم، وتقول : أعلمت زيداً عمراً هند معجبها هو. كان أصل الكلام: علم زيداً عمراً هند معجبها هو. فزيد مرفوع بـ «علم» وعمرو منصوب بأنه المفعول الأول وهند مرتفعة بالابتداء و«معجبها» هو الخبر، و«هو» هذه كناية عن عمرو وراجعة إليه فلم يجز أن تقول : معجبها ولا تذكر «هو» لأن أسماء الفاعلين إذا جرت على غير من هي له لم يكن بد من إظهار الفاعل. وقد بينا هذا فيما تقدم، و«هند» وخبرها الجملة بأسرها قامت مقام المفعول الثاني وموضعها نصب، فإذا نقلت «علم» إلى «أعلمت صار زيد مفعولاً فقلت: أعلمت زيداً عمراً . هند معجبها هو، فإن قيل لك أكن عن «هند معجبها هو» قلت: أعلمت زيداً عمراً إياه لأن موضع الخبر نصب. وهذا إذا كنيت عن معنى الجملة لا عن الجملة وتقول : أعلمته زيداً أخاك قائماً، تريد: أعلمت العلم، فتكون الهاء كناية / 201 عن المصدر كما كانت في ظننته زيداً أخاك فإن جعلت الهاء وقتاً أو مكاناً على السعة جاز، كما كان في «ظننته» وقد فسرته في باب مسائل ظننت» ومن قال ظننته زيد قائم : فجعل الهاء كناية عن الخبر ،والأمر وهو الذي يسميه الكوفيون المجهول (3)، لم يجز له أن يقول في أعلمت زيداً عمراً خير الناس أعلمته زيداً عمرو خير الناس، لما خبرتك به من أنه يبقى زيد بلا ،خبر وإنما يجوز ذلك في الفعل الداخل على المبتدأ والخبر، فلا يجوز هذا في «أعلمت كما لا يجوز الإلغاء، لأنك تحتاج إلى أن تذكر بعد الهاء خبراً تاماً يكون هو بجملته تلك الهاء، والأفعال المؤثرة، لا يجوز أن يضمر فيها المجهول، إنما تذكر المجهول مع الأشياء التي تدخل على المبتدأ والخبر نحو ،كان ،وظننت وأن وما أشبه ذلك (4) الا ترى أن تأويل ظننته زيد قائم ظننت الأمر والخبر زيد قائم، وكذلك إذا قلت : إنه زيد قائم، فالتأويل أن الأمر زيد قائم وكذلك كان زيد قائم إذا كان فيها مجهول التأويل 202/ كان الأمر زيد قائم، ولا يجوز أن تقول: أعلمت الأمر ولا أريت الأمر هو ممتنع من جهتين: من جهة أن زيداً يكون بغير خبر يعود إليه، ولو زدت المسألة أيضاً ما يرجع إليه ما جاز من الجهة الثانية. وهي أنه لا يجوز أعلمت الخبر خبراً، إنما يعلم المستخبر وتقول: أعلمت عمراً زيداً ظاناً بكراً أخاك كأنك قلت أعلمت عمراً زيداً رجلاً ظاناً بكراً أخاك. فإن رددت إلى ما لم يسم فاعله قلت: أعلم عمرو زيداً ظاناً بكراً أخاك، ولك أن تقيم زيداً مقام الفاعل وتنصب عمراً فتقول: أعلم زيد عمراً ظاناً بكراً أخاك ولا يجوز: أعلم ظان بكراً أخاك عمراً زيداً . من أجل أن حق المفعول الثالث أن يكون هو الثاني في المعنى، إذ كان أصله المبتدأ والخبر وقد تقدم تفسير ذلك، فإن كان عمرو هو زيد له إسمان جاز وجعلته /203 هو على أن يغني غناه، ويقوم مقامه، كما تقول : زيد عمرو، أي أن أمره وهو يقوم مقامه جازَ، وإلا فالكلام محال، لأن عمراً لا يكون زيداً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في الكتاب 19/1 قال سيبويه واعلم أن هذه الأفعال إذا انتهت إلى ما ذكرت لك من المفعولين فلم يكن بعد ذلك متعدى تعدت إلى جميع ما تعدى إليه الفعل الذي لا يتعدى الفاعل وذلك قولك : أعطى عبد الله زيداً المال إعطاء جميلاً
(2) قال سيبويه 19/1 إذا قلت: سرقت عبد الله الثوب الليلة لا تجعله ظرفاً ولكن كما تقول : يا سارق الليلة زيداً الثوب، لم تجعلها ظرفاً .
(3) يطلق الكوفيون على الضمير الذي لم يتقدمه ما يعود عليه ضمير المجهول الذي يسميه
البصريون صمير الشأن والقصة.
(4) انظر معاني القرآن /222. ورقة.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|