أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24
1194
التاريخ: 2024-05-11
1062
التاريخ: 2024-05-31
832
التاريخ: 2024-04-01
1127
|
وقد حدث أن جاءت الأخبار بأن ثورة انفجرت على إثر حادث ما بين المتوحشين في جهة الكرمل (بلاد أنف الغزال)، وعلى إثر ذلك أبحرت في سفن البحر ومعي فصائل جنود ونزلت خلف مرتفعات الجبال الواقعة شمالي بلاد سكان الرمال، وعندما سار هذا الجيش على المرتفعات سرت وقبضت على الثوار بأكملهم وقضي على كل العصاة. لقد تركنا «وني» يتكلم عن أعماله وما حدث له في عهد الملك «بيبي الأول»، غير أنه يجب علينا قبل تركه إلى عهد «مرن رع» أن نشير هنا إلى أن الحملة التي قام بها إلى فلسطين تعد الأولى من نوعها في تاريخ مصر، بل وفي تاريخ العالم على ما نعلم. إذ الواقع أنها تعتبر أول حملة اشترك فيها الجيش والأسطول دونها لنا التاريخ. وقد برهن المصريون في هذه الحملة على نهم بحارة حقيقيون لا كما يدعيه البعض بأنهم أكفاء في جوف اليم، ولقد فطنوا بسرعة، بل وقدَّروا الميزة التي يجنيها الجيش من نقله بوساطة البحر إلى نقطة الهدف الذي يريدها، فتجنبوا الطرق الصحراوية الطويلة الخطرة التي ربما أفنت الجيش وجعلت عودته مغامرة عظيمة، لذلك يمكننا القول بأن مصر كانت أول دولة في العالم قامت بحملة حارب فيها الجيش المصري يحميه أسطول. والظاهر أن سبب قيام الفرعون بهذه الحملة إلى فلسطين ما يقال عن هجرة جم غفير من الشمال الشرقي من بلاد ما بين النهرين «مسوبوتاميا»، وتقدمهم في هجرتهم إلى أن وصلوا إلى فلسطين، بل والحدود المصرية، فاضطر فرعون مصر إذ ذاك إلى منع هؤلاء المهاجرين الآسيويين من دخول مصر. وقبل أن ننتقل بالقارئ إلى عهد الفرعون «مرن رع» سنلقي نظرة خاطفة على نقوش مقبرة من عهد «بيبي الأول» لكبير من عظماء البلاد الذين تسموا باسمه تيمنا وهو «ني عنخ بيبي». وقد كشف قبره في العام الماضي بسقارة ويحمل ألقابًا ضخمة، فكان يلقب بالسمير الوحيد، ورئيس الكهنة المرتلين، ورئيس أوقاف هرم «بيبي»، والظاهر أنه بدأ حياته في عهد «وناس»؛ إذ من بين ألقابه المقرب من ملك الوجه البحري والوجه القبلي وناس»، وقد عُمر حتى عهد «مرن رع» إذ كان اسمه الثاني «ني عنخ مرن رع». وقد نحت قبره في الصخر وكسا واجهته بالحجر الجيري الأبيض، ونقش عليها نقوشا تكاد تكون فريدة في بابها لغرابتها بالنسبة للنقوش التي كشفت للآن في عهد الدولة القديمة؛ وذلك لأنها تكشف لنا عن ناحية خاصة، وهي مقدار تخوف المصريين من سلب قبورهم بعد وفاتهم واحتيالهم على ذلك بتهديد الأحياء بعذاب الآخرة والحساب أو بإقناعهم بأن صاحب المقبرة رجل قوي سيخرج من قبره ويعذب من يضره بكسر عنقه وأخيرًا يوحي إلى الأحياء بأنه يعرف السحر، ويمكنه أن يضر من يؤذيه والنقش كما يأتي: «السمير الوحيد، المرتل شريف الفرعون يقول: أما من جهة أي فرد يريد أن يلحق أي أذى بهذا القبر الذي في المقبرة، وهو الذي تابوته مركب فيه الأب فوق أمه (أي الغطاء فوق التابوت)، فإني سأتقاضى معه في المجلس المبجل الفاخر للإله العظيم الغرب، وسأقبض على رقبته كما يقبض الإنسان على عصفور، وسيسري خوفي فيه رب أمام كل من على الأرض، وكل الأحياء سيرتعدون من الأرواح الممتازة، وإني روح ممتازة، ليس السحر أمامها بالشيء المستعصي، أما كوني حاذقًا فإني مرتل حاذق ورجل عالم بـ «أمور السحر». وعلى جانب آخر من باب مقبرته يستعطف المارة ويستجديهم ليقدموا له قربانًا، فإذا لم يكن في مقدورهم أن يقوموا بذلك ماديًا فليفعلوه بقراءة التعاويذ التي كان يعتقد أنها تقوم مقام المادة، إذ كان مجرد قراءتها يجعلها بقوة السحر تنقلب إلى صورها الحقيقية فيقول السمير الوحيد والمرتل وشريف الفرعون ورجل البلاط: أنتم أيها الأحياء الذين على الأرض، والمحترمون والمحبوبون من الإله، الذين سيمرون بهذا القبر، صبوا الماء والجعة مما معكم، وإذا اتفق أن لم يكن لديكم شيء فقولوا بأفواهكم، وضعوا مما في أيدكم خبزًا نقيًّا، وجعة، وحيوان قربان وطيورًا وبخورًا نقيًّا لشريف الملك «ني عخ بيبي». ولا شك أننا نرى في هذه المتون أن المصري في هذا العهد كان يرهب، بل يرتعد من نهب مقبرته بعد وفاته أو الإضرار بها، ولا غرابة في ذلك، فقد عثر في نفس العام الذي كشفت فيه هذه المقبرة على مصطبة أخرى لوزير من عهد الملك «وناس» ملاصقة لها، ومن المدهش أن مقبرة هذا الوزير لم تكن قد أقيمت له، بل كانت لوزير سبقه وجاء هو واغتصبها لنفسه، وذلك بمحو اسم سلفه من كل جدران حجرة المقبرة حتى في حجرة الدفن فقد وجد التابوت قد محي من جوانبه اسم صاحب المقبرة الأصلي، وكتب عليه اسم المغتصب الجديد، وليس هناك شك في أن «ني بيبي عنخ» كان حاضرًا والوزير ني كاوو حور المغتصب يمحو اسم الوزير «آخت حتب» من كل مكان في المقبرة ليغتصبه لنفسه، ولعمري فإن هذا هو السبب الذي دعاه ليكتب هذا التحذير على قبره، فقد رأى الاغتصاب جهارًا أمامه وبجوار مقبرته، وهذا مثل من أفظع الأمثلة في عدم المبالاة بحقوق الأموات والتهكم بالعقائد الدينية والحساب والعقاب، وربما كان هذا هو السر في كثرة التعاويذ السحرية التي طغت على الدين في هذا العصر لإرهاب الناس من مفعولها.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
شخصيات ووفود مختلفة تواصل توافدها لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|