أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-6-2016
2113
التاريخ: 2024-06-24
843
التاريخ: 2023-03-29
1317
التاريخ: 12-10-2014
2358
|
1- الاصطفاء في عالم الميثاق:-
أخذ الميثاق في بداية عالم الذر على كل بني آدم، ولكنه أخذ الميثاق على الأنبياء بشكل خاص ويتبين ذلك باتباع أسماء أولي العزم الذين طالما جمعوا في آيات قرآنية قال تعالى{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}[1] أي واذكر يا محمد حين أخذ الله الميثاق على النبيين خصوصاً بان يصدق بعضهم بعضاً، ويتبع بعضهم بعضاً، وأن ينصحوا لقومهم، وإنما قدم محمداً لفضلهِ وشرفه ثم قال ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم خص هؤلاء بالذكر لأنهم أصحاب الشرائع وأخذ منهم ميثاقاً غليظاً أي: عهداً شديداً على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالةِ وتبليغ الشرائع [2].
نلاحظ أن هناك ميثاقين أحدهما مطلق وهو خاص بعموم الأنبياء ذُكر في بداية الآية، والميثاق الأخر مقيد بصفة ميثاقاً غليظاً ذُكر في أخر الآية وهو خاص بأولي العزم وقد ذكر بعض أسمائهم صريحةً لفضلهم وشرفهم وعلو مرتبتهم، وهؤلاء بالذات قد ذُكروا في آية الاصطفاء{إِنَّ اللهََ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}آية المطلع.
فنسأل هنا لماذا أخذ من النبيين ميثاقاً ومن أولي العزم ميثاقاً غليظاً؟ أليس لسابق علمهِ بأن يتخذهم أنبياء ولهذا اصطفاهم فثبت أن هذا الاصطفاء كان في العالم الأول، حيث أخذ منهم ميثاقاً يختلف عن باقي خلقهِ الذين أخذ منهم ميثاقاً عاماً{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى...}[3] فلو لم ينتخبهم لأخذ منهم ميثاقاً عاماً ولم يجعل لهم ميثاقاً خاصاً، فثبت أن الاصطفاء حصل في بدء الخليقة.
2- الاصطفاء في الدنيا:-
وأما الاصطفاء الثاني فهو في الدنيا، وذكرت هذه الآية نبي الله إبراهيم كنموذج وإلا فان كل الأنبياء والمرسلين عندما أختارهم الله ليكنوا رسله إلى خلقه فهو في حد ذاتهِ اصطفاءٌ، قال تعالى{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ}[4] فذكر المفسرون سبب الاصطفاء في الدنيا أي اختارهُ واجتباهُ بالرسالة[5] وكل نبي فهو مختار ومجتبى للرسالة في عالم الدنيا، وبذلك استحقوا الاصطفاء في العالمين حسب إطلاق الآية أن الله يصطفي من الملائكة رسلاً ومن الناسوتصديق ذلك في قوله تعالى{إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}فقوله على العالمين يدل على أنه تعالى اصطفاهم على كل العوالم لان العالمين جمع ِ عالم [6].فإذا عرفنا أن الاصطفاء في كل العوالم الأولى والدنيا والآخرة وأنه صفاهم واصطفاهم أي طهرهم للرسالة فهل هذا القانون مطرد لجميع الأنبياء أم لفئة دون أخرى؟
3- الاصطفاء في العوالم الأخرى:
وذلك من خلال تتبع مفردة العالمين في آية الاصطفاء
[1] الأحزاب / 7.
[2] الطبرسي، مجمع البيان 8/ 94.
[3] الأعراف / 172.
[4] البقرة / 130.
[5] الطبرسي، مجمع البيان / 1/294.
[6] ظ القرطبي 4/63.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
راية الإمامين الكاظمين ترفرف حزناً في سماء البصرة الفيحاء
|
|
|