أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-30
789
التاريخ: 2-5-2016
3353
التاريخ: 29-01-2015
3552
التاريخ: 2-5-2016
3437
|
ومن كلام له عليه السّلام : " أنا وضعت في الصغر بكلاكل[1] العرب ، وكسرت نواجم[2] قرون ربيعة ومضر ، وقد علمتم موضعي من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بالقرابة القريبة ، والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وأنا ولد ، يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه ، ويمسني جسده ، ويشمني عرفه[3] وكان يمضغ الشيء ثم يلقمنيه ، وما وجد لي كذبةً في قول ولا خطلة[4] في فعل "[5].
وروى محب الدين الطبري بإسناده عن مجاهد بن جبر : " كان من نعمة الله تعالى على علي بن أبي طالب أن قريشاً أصابتهم شدة ، وكان أبو طالب ذا عيال ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وآله للعبّاس : إن أخاك أبا طالب كثير العيال ، وقد أصاب الناس ما ترى ، فانطلق بنا فلنخفف من عياله ، فقال العبّاس : نعم ، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب ، فقالا له : إنا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ، فقال لهما أبو طالب : إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما ، فأخذ رسول الله علياً فضمه إليه ، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه ، فلم يزل علي مع النبي حتى بعثه الله عزّوجلّ فتابعه وآمن به وصدقه "[6].
وقال محمّد بن طلحة : " رباه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وأزلفه وهداه إلى مكارم الأخلاق وثقّفه "[7].
وروى الخوارزمي عن محمّد بن إسحاق قال : " كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم معه وصدّق ما جاءه من الله علي بن أبي طالب وهو ابن عشر سنين يومئذ ، وكان مما أنعم الله به على علي بن أبي طالب عليه السّلام انّه كان في حجر رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل الإسلام "[8].
وقال البلاذري " قالوا : وكان أبو طالب قد أقل وأقتر ، فأخذ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً ليخفف عنه مؤنته فنشأ عنده "[9].
وقال أحمد زيني دحلان : " وقد تولّى تسمية علي النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بنفسه ، وغذاه أياماً من ريقه المبارك يمصه لسانه ، فعن فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنها ، إنها قالت : لما ولدته سماه صلّى الله عليه وآله وسلّم علياً وبصق في فيه ، ثم ألقمه لسانه فما زال يمصه حتى نام ، قالت : فلما كان من الغد طلبنا له مرضعة ، فلم يقبل ثدي أحد فدعونا له محمّداً فألقمه لسانه فنام ، فكان كذلك ما شاء الله تعالى "[10].
أقول : روى تربية علي عليه السّلام في بيت النبوة ، أصحاب السير والتاريخ والمحدثون في كتبهم .
وقال عبد الكريم الخطيب : " لم يذكر المؤرخون - على وجه التحديد - السنة التي ضم فيها إلى جناح النبي ، وسكن فيها إلى بيت النبوة ، ولكن المقطوع به أن ذلك كان بعد أن تزوج النبي بالسيدة خديجة وانتقل من دار عمه أبي طالب إلى بيت الزوجية الجديد .
فقد كان الرسول - قبل أن يتزوج - يعيش مع عمه أبي طالب ، ومع امرأة عمه فاطمة ومع أولاد عمه من بنين وبنات ، وكان يجد في هذه الأسرة رعاية الوالد ، وحنان الأم ، وأنس الأخوة ، فأنساه ذلك مرارة اليتم ووحشته وعزلته .
والحق أن عمه أبا طالب وامرأة عمه " فاطمة " كانا له أكثر من أبوين ، يؤثرانه على أبنائهما بالمودة والرعاية ، ويفيضان عليه من عطفهما وبرهما بما لم يظفر به ابن من أبويه وذلك غير مستغرب ولا مستبعد ، من أي انسان يرى " محمّداً " ويتصل به ، ويعيش معه فليس بمنكر إذن ما يروى من الأخبار التي تحدث عن تعلق أبي طالب وزوجته بمحمد وإيثارهما إياه على أبنائهما ، إذ فضلا عن عاطفة القرابة التي تجمع بين محمّد وعمه وامرأة عمه وفضلا عن ثوب اليتم الذي لبسه محمّد في بطن أمه ، وما يثير هذا اليتم من مشاعر الرحمة والحنو ، فإن ما اشتمل عليه محمّد من شمائل وما جمله الله به من سجايا ، لهو شيء عظيم رائع تتملاه العيون خاشعة وتقف إزاءه العقول مقدرة مفكرة لا تدري لهذا الجلال سراً ولا تعرف لتلك الوضاءة وهذا البهاء تأويلا ، إلا انّه شيء واقع محسوس ، لا شك فيه ولا امتراء ، فمحمّد قبل النبوة هو محمّد النبي ، في كمال أدبه وعظمة خلقه وسماحة نفسه ولين جانبه وعفة لسانه ويده .
فلا عجب إنّ يكون " محمّد " في بيت عمه ، في هذا المكان المكين الذي كان له من عمه وامرأة عمه وأبناء عمه ، وقد رأى " محمّد " حين انتقل من بيت عمه إلى البيت الجديد ، إنّ يحمل عن عمه شيئاً من مؤنة عياله فقد كان أبو طالب كثير العيال ، قليل المال فجاء محمّد إلى عمه العبّاس يدعوه إلى أن يشاركه في هذا الأمر وإن يحمل معه عن أبي طالب مؤنة بعض عياله ، وقد أجابه عمه العبّاس إلى هذا ، فأقبلا إلى أبي طالب يعرضان عليه إنّ يأذن لهما في إنّ يتكفل كل واحد منهما بأحد أبنائه فأجابهما إلى ذلك قائلا : خذا من شئتما ودعا لي عقيلاً ، فأخذ كل منهما بيد ولد من أولاد أبي طالب .
وعلى أيّ ، فقد اختار الله لعلي وقدر له إنّ ينال هذا الشرف العظيم ، وإن يربى في حجر النبوة ، وإن يشهد مطالع الرسالة الاسلامية من يومها الأول ، وإن يتلقى من فم النبي مفتتح الرسالة ومختتمها ، وما بين مفتتحها ومختتمها مما نزل به الوحي من آيات الله ، وهكذا قدر لعلي إنّ يولد وطيب النبوة يعطر الأجواء من حوله وأنوارها تفيض عليه من كل أفق ، وتطلع عليه من كل صوب ، حتى إذا تحولت مطالع النبوة إلى أفقها الجديد في دار الهجرة تحوّل علي معها إلى هذا الأفق ، ثم لم يزل يدور في فلكها حتى غربت شمس النبوة ، ولحق النبي بجوار ربه[11].
[1] الكلاكل : الصدور عبّر بها عن الأكابر .
[2] النواجم من القرون : الظّاهرة الرّفيعة أي الاشراف .
[3] رائحته الزكّية .
[4] الخطلة واحدة الخطل ، وهو الخطأ ينشأ عن عدم الرويّة .
[5] الخطبة 192 ص 300 ، نهج البلاغة طبعة صبحي الصّالح .
[6] ذخائر العقبى ، ص 58 ، ورواه الشبلنجي في نور الابصار ، ص 89 ، والخوارزمي في المناقب ص 17 الفصل الرابع .
[7] مطالب السّئول في مناقب آل الرّسول ص 28 مخطوط .
[8] المناقب ، الفصل الرّابع ص 17 .
[9] أنساب الأشراف ، ج 2 ، ص 90 ، الحديث 5 .
[10] السّيرة النبويّة والآثار المحمدّية ، ج 1 ، ص 91 .
[11] عليّ بن أبي طالب ، بقيّة النبوّة وخاتم الخلافة ص 81 - 84 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|