أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-01-07
149
التاريخ: 2024-08-31
529
التاريخ: 2024-05-01
1054
التاريخ: 2023-08-21
1378
|
الإنسان هو النوع المتوسط وليس النوع الأخير
قال تعالى : {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ } [البقرة: 14، 15].
إن الشيطان هو إما إنسي أو جني، وإن الكفار والمنافقين، الذين عبرت عنهم الآية محط البحث بالشياطين، هم من شياطين الإنس. فالخناس، الذي ينفذ إلى قلوب الناس بالوسوسة، ويغرس أفكاره في كيانهم بطرق ملتوية وغامضة، هو حقاً شيطان، وإن الفارق بينه وبين الشيطان الأصلي (إبليس) هو أن الأخير من الجن. {كَانَ مِنَ الْجِنِّ} [الكهف: 50] ، وإن كان تلامذته خليطاً من الجن ومن الإنس؛ ومن هذا المنطلق، يمكننا القول: إن المنافقين قد خلوا مع شياطينهم. إذن، فإن الكفار والمنافقين المحتالين والماكر ين هم لا يشبهون الشيطان فحسب، بل إنهم هم الشيطان بعينه.
إن حقيقة ابن آدم هي روحه ونفسه، أما وجهه، وبدنه، وحديثه المعهود، أو مشيه على قدميه، فكل واحد منها عرض من أعراض الإنسان، ولا أثر له في حقيقته.
لقد خلق الله سبحانه وتعالى نفس الإنسان مودعاً فيها رأسماله المتمثل بمعرفة الفجور والتقوى: {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا } [الشمس: 8] ، وعرفها بـ «النجدين»؛ أي سبيلي الخير والشر. {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} [البلد: 10] ، {إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا } [الإنسان: 3]. فإذا طوى الإنسان طريق الدين، الذي هو طريق أنبياء الله وأوليائه، فسيصل إلى مستوى الملائكة، ويحشر معهم. وإذا سلك سبيل الانحراف، فهو إما أن يصل إلى حالة البهيمية والشهوة، فيصير - حقيقة - بهيمة، وإما أن يبلغ حالة السبعية والضراوة، فيصبح - حقيقة- إنساناً ضارياً مفترساً، أو أن يهتدي إلى حالة المكر والشيطنة، فيتحول حقيقة إلى إنسان شيطاني.
والسر في هذه التحولات هو أنه إذا بذل الإنسان كل ما بوسعه ووظف قواه لخدمة العقل، وربط يدي ورجلي وهمه وخياله مضافاً لشهوته وغضبه بعقال العقل، وسلم زمام الوهم والخيال مضافاً للشهوة و الغضب بيد العقل، فسيتصف حينها بصفة الملائكة. لكنه إذا سلم زمام اسوره الإدراكية بيد الوهم والخيال، وشؤونه التحريكية بيد الشهوة والغضب، ولبى متطلبات نفسه الأمارة في بغد الشهوة، فإنه وإن كان في داية الأمر إنساناً مشتهياً، إلاً أنه سيتحول في نهاية المطاف إلى حيوان شهوي؛ أي، إن نفسه هي بمثابة المادة للصور المختلفة، وإن الصفة للاحقة ستمتزج بروحه لتكون بمنزلة صورته الجديدة.
كذلك، فإن الإنسان الذي سلم زمام أموره كافة للغضب، فإنه يبتدئ إنساناً عصبي المزاج، لتصير «صفة الضراوة» صورة لروحه في النهاية، . تحول في باطنه إلى ذئب كاسر مصاص للدماء، وفي يوم القيامة - الذي هو يوم ظهور الحق - يحشر على هيئة حيوان مفترس، على الرغم من أنه لم يكن في الدنيا يختلف عن سائر البشر في الظاهر. كما أنه إذا صرف الإنسان كل جهده وطاقته في المكر والتحايل على الناس. ففي بادى الأمر ستكون الشيطنة بالنسبة له مجرد حال، لكنها ستصبح في النهاية صورة لروحه ويعير - حقيقة - شيطاناً؛ أي إن فصله الأخير سيكون الشيطنة.
في حوادث إحدى الحروب يستخدم القرآن الكريم كلمة «الشيطان» للتعبير عن المنافق فيقول: {ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} [آل عمران: 175] . إذن، مع أن «الإنسان» مطروح في المباحث المنطقية على أنه «النوع الأخير» أو «نوع الأنواع"، إلاً أنه، وحسب الرؤية القرآنية، يعد النوع المتوسط وليس النوع الاخير، وان له من بعد هذا النوع اربعة انوع اخرى؛ هي: النوع المتصف بصفات الملائكة، وذلك المتصف بالضراوة، وبالشهوة، وبالشيطنة، وإن ما أراه الإمام الباقر (عليه السلام)لأبي بصير في موسم الحج، عندما شاهد الأخير معظم
الحجيج -ممن كانوا متمردين على ولاية اهل البيت ليتليا -على هيئة حيوانات، كان إراءة لهذا الباطن؛ فعندما قال ابو بصير: «ما اكثر الحجيج وأعظم الضجيج"، قال الإمام عليه السلام له: «بل ما أكثر الضجيج و أقل الحجيج»(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص200؛ وبحار الأنوار، ج46، ص261.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|