لا شك أن معرفة الشكل الهندسي للجزيئات له أهمية كبيرة حيث إن تركيب الجزيئات غالبا ما يكون له تأثير على نشاطها خاصة الجزيئات الكبيرة فالمركبات العضوية (الطبيعي منها والمحضر معمليا) تعتبر المصدر الرئيسي للعقاقير الطبية medical agents وفي أحوال وجدت علاقة مباشرة بين نشاط المركبات العضوية وتركيبها، وإذا كانت ظاهرة حيود الأشعة السينية تستخدم للوصول لمعرفة التركيب الجزيئي داخل البلورة عمليا فإنه توجد طرق أخرى لمحاولة معرفة التركيب للجزيء في حالته الحرة المفردة وهذا ما يعرف بـ conformational analysis وهذه طريقة نظرية للتنبؤ بمعرفة التركيب الهندسي للجزيء عن طريق إيجاد ذلك التركيب الذي تكون طاقته نهاية صغرى حيث إن المواد في الطبيعة تفضل ذلك التركيب الذي تكون طاقته أقل ما يمكن. غالبا ما يستخدم بنجاح نموذج ميكانيكيclassical mechanical model لحساب الشكل الهندسي للجزيء وتبعا لهذا النموذج يكون الشكل المفضل هو نتيجة اختيار الوضع الذي يكون وسطا نتيجة محاولة الذرات غير المرتبطة بروابط كيميائية أن تبتعد عن بعضها البعض، وفي نفس الوقت محاولة زوايا التكافؤ أن تصل للقيمة المثلى. فكل زاوية تكافؤ يفترض أن تكون مرنة وكل التفاعلات بين الذرات غير المرتبطة بروابط كيميائية تكون نتيجة الجهود التي تعتمد فقط على الأبعاد بين الذرات.