أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-20
287
التاريخ: 2023-12-24
1168
التاريخ: 2023-09-28
1399
التاريخ: 2023-11-11
1054
|
ويدعى قسطنس الثاني أيضًا، وقد عمل على استرداد مصر والشام، وأنفذ في أواخر السنة 645 حملةً على مصر بقيادة مانويل، فجاءت مفاجأة للعرب المسلمين، وسقطت الإسكندرية في يد الروم واتخذها مانويل قاعدةً للتوغُّل في وادي النيل، وتغلغل في الدلتا وكاد يكتسح الموقف، ولكن الخليفة عثمان بن عفان أعاد عمرو بن العاص إلى قيادة الجيش العربي الإسلامي في مصر، فأنزل عمرو بخصمه مانويل هزيمةً شنعاء عند نيقيوس، فتقهقر مانويل إلى الإسكندرية واعتصم بها، وتبعه عمرو بن العاص لحصارها وتمكن من الدخول إليها بخيانة أَحَدِ حُرَّاسِهَا فافتتحها في أوائل السنة 646. وجاءَ في المواعظ للمقريزي أن عمرًا أقسم — إن هو استولى عليها — أن يهدم أسوارها ويجعلها كبيت الزانية يؤتَى من كل مكان(1)، وكان قسطنطين الثالث قد أنفذ في الوقت نفسه حملةً ثانية لمهاجمة الشام، فمُنيت — بدروها — بالفشل، وكان الذي صدَّها معاوية(2) ، ورأى عثمان بن عفان وحكومتُهُ أن لا بد بعد هذا من إنشاء أُسطول لرد هجمات الروم في البحر، وكانت أحواضُ الروم في الإسكندرية وعكة قد وقعت سالمة في يد العرب الفاتحين، فأنشأ عثمان فيها أول أسطول عربي، ولعله استعان بأخشاب لبنان، ولا سيما حرج بيروت وببحارة الساحل اللبناني وساحل مصر(3)، واستهل نشاطه البحري بهجوم على قبرص في السنة 649 وباحتلال جزيرة أرواد في السنة 650. ويرى الزميل الدكتور إبراهيم أحمد العدوي — بحقٍّ — أن احتلال العرب لقُبرص لم يكن دائمًا، وإنما تَوَالَى الأخذُ والرَّدُّ على هذه الجزيرة بينهم وبين الروم(4)، وجهَّز قسطنطين الثالث عمارةً بحريةً كبيرةً، وقادها بنفسه في السنة 655 للقضاء على استعدادات العرب البحرية، فكانت موقعة بحرية كبيرة عند فونكس قرب شاطئ ليقية في آسية الصغرى، دعاها العرب معركةَ ذات الصواري لكثرة السفن ذات الصواري فيها، وقد وفق فيها العرب إلى نصر حاسم(5)، ثم كانت الفتنةُ التي قُتل فيها عثمان سنة 656، ونشبتْ حربٌ أهليةٌ في صفوف العرب المسلمين، فقُدِّر لرمال الصحراء الأفريقية ولجبال طوروس أن تقف سنواتٍ حدًّا فاصلًا بين العرب والروم. وانتهز قسطنطين الثالث هذه الفترة من الهدوء في الخارج لإعادة النظر في إدارة الدولة، فأدخل بعضَ التعديلات التي سينظر فيها في فصل لاحق، وفي هذه الفترة أيضًا عالج مشكلةَ المشيئة الواحدة، وكان جده هرقل — كما تقدم معنا — قد بدأ منذ السنة 622 يفاوض في أمر المشيئة الواحدة، وكان قد أجمع على القول بها منذ السنة 629 جميع البطاركة وبينهم البابا أونوريوس. وكان هرقل قد أصدر في السنة 638 دستور إيمان رسمي عرف بالإكثيسيس أوجب به قبول المشيئة الواحدة، وكان البطريرك بيرُّوس قد استعفى على إثر هياج الشعب في العاصمة ضد الفسيلسة مرتينة ربيبته، وهاجر إلى أفريقية، وكان قد قام بينه وبين مكسيموس جدالٌ حول المشيئة الواحدة انتهى باقتناع بيروس سنة 645 ورجوعه عن هذه البدعة. وكان بيروس قد كتب إلى بولس الثاني خليفته على عرش كنيسة القسطنطينية يهدده بالقطع إن لم يرجع عن الهرطقة ويرفع الإكثيسيس عن أبواب الكنائس، وكان بيروس ومكسيموس قد رحلا معًا إلى رومة فأيدهما البابا ثيودوروس الأول (642–649)، فأَلغى قسطنطين الثالث الإكثيسيس وأصدر التيبوس Typon محظرًا به كل تعليم بالمشيئة الواحدة أو المشيئتين. ثم كان أن تبوأ عرش كنيسة رومة في السنة 649 البابا مرتينوس الأول (649–655) فعقد مجمعًا حرَّم فيه الإكثيسيس والتيبوس، وطلب إلى الفسيلفس أن يعزل البطريرك بولس الثاني ويُقيم غيره أرثوذكسيًّا، فاستعظم قسطنطين الثالث هذا الطلب وقبض على البابا وقَيَّدَهُ بالسلاسل هو ومكسيموس وحكم عليهما بالعصيان. وتُوُفي البابا في المنفى بعد شدائدَ قاسية، وحاول قسطنطين الثالث أن يُكره مكسيموس على القول بالتيبوس فلم يفعل، فغضب عليه وأمر بجلده ثم بقطع لسانه ويمينه، فمات في السنة 662، أما بيروس فإنه بعد أن رفض بدعته عاد إلى القول بها، ثم رجع إلى القسطنطينية فنصب بطريركًا للمرة الثانية بعد وفاة بولس الثاني، ولكنه ما لبث أن تُوُفي بعد خمسة أشهر سنة 652. وأساء قسطنطين الثالث الظن بأخيه ثيودوسيوس، فألبسه ثوب الرهبنة ثم قتله، فثار به ضميرُهُ، وأصبح أخوه يتراءى له حاملًا كأسًا من دمه ويقول له: «يا أخي اشرب»، فكره الإقامةَ في المدينة التي ارتكب فيها إثمه ونزح عنها. وفي السنة 662 ذهب إلى رومة فاستقبله فيها البابا ويتاليانوس بالحفاوة والإكرام، واغتاظ الشعب في القسطنطينية لسفره وتغيبه ولم يرضَ أن يتبعه في السفر زوجتُهُ وأولاده. ثم بعد ست سنوات ضربه خادم حمامه في سرقوصة بصندوق من الصابون على رأسه فتُوُفي في السنة 668.
.............................................
1- ج،1 ص،167 راجع ً أيضا: ابن عبد الحكم، فتوح مصر، تحت أخبار السنة 25.
2- الإمبراطورية البيزنطية والدولة الإسلامية، للدكتور إبراهيم العدوي، ص52-53. Bury, J. B., Op. Cit., II, 288
3- Becker, K., Expansion of Saracens, Cam. Med. Hist., II, 352-353.
4- الكامل لابن الأثري، ج،3 ص4.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|