أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2014
5171
التاريخ: 2024-12-03
191
التاريخ: 5-10-2014
6667
التاريخ: 17-12-2015
5361
|
الغيب المطلق والنسبي
الغيب قسمان: مطلق ونسبي. فالغيب المطلق هو الشيء الخفي والمستور في كل المراحل الوجودية وبالنسبة للجميع؛ كذات الله تعالى، فإن معرفة كنه ذاته ليست بمقدور أي أحد، وهي غيب بالنسبة للجميع، وإن كانت مشهودة له تعالى. من هذه الناحية، فالغيب المطلق، الذي هو غيب حتى لذات ذلك الشيء، لا وجود له أصلاً، بل هو عدم محض، وهو معدوم حتى لذاته؛ لأنه هو ذاته عين العدم، أي لا ذاتية له كي يكون شيء معلوماً له، سواء كان هذا المعلوم ذاته أو غير ذاته.
اما الغيب النسبي فهو غيب في بعض المراحل الوجودية، او بالنسبة لبعض الأشخاص؛ كأخبار الماضين: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} [آل عمران: 44] ، أو القيامة والملائكة. لأن القيامة مشهودة لبعض الأشخاص. كما ان تمثل الملك ممكن للبعض كذلك: {فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا} [مريم: 17] ، وإن مشاهدته أمر ميسور لأنبياء الله وأوليائه. بطبيعة الحال فإن الكل - حتى الكفار - يشاهد بعض الملائكة في ساعة الاحتضار وفي البرزخ والقيامة: {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ} [الفرقان: 22].
في مقابل الغيب المطلق والنسبي هناك شهادة مطلقة ونسبية أيضاً وأصل وجودهما كمعناهما، يتضح من خلال البحث الآنف الذكر. فالشهادة المطلقة مثل أصل الواقع حيث لا تكون غائبة ولا محجوبة عن أي موجود. أما فيما يخص الموجودات المادية المحسوسة، فهي وإن كان وجودها متحققاً في نشأة الشهادة، لكن لما كان بعض موجودات نشأة الشهادة غائبة عن البعض الآخر، فقد اتسمت جميع شهادات عالم الحس بغيب نسبي.
من الجدير بالذكر أن تقسيم الموجود إلى غيب وشهادة هو بلحاظ المعرفة، لا بلحاظ أصل ذات الشيء، أي إنه ليس نظير تقسيم الموجود إلى واجب وممكن، والذي هو أمر عيني لا معرفي؛ إذ أنه لو لم تكن المعرفة مطروحة أساساً لم يصح تقسيم الموجود إلى غيب وشهادة.
بالطبع، فإن ملزوم ذلك، أي تقسيم الموجود إلى مجرد ومادي، هو أمر نفسي وعيني، لا نسبي وعلمي، لكن لازم التجرد والمادية، أي الغيب والشهادة، فهو أمر معرفي وعلمي.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة العميد تنظم ورشة علمية عن التحديات في العلاجات البديلة
|
|
|