أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-19
981
التاريخ: 2024-02-19
1069
التاريخ: 2024-02-15
1200
التاريخ: 2024-03-02
1142
|
وتطورتْ أحوالُ الشرق في أثناء هذا كله تَطَوُّرًا خطيرًا، فأسس المماليكُ في مصر في السنة 1250 دولةً عسكريةً فتيةً، واستولى على فارس منكو الخان المغولي الأكبر، واستحوذ على بغداد في السنة 1258 هولاكو المغولي وأزال خلافتها واستولى على مُعظم سلطنة الروم، ولم يَقْوَ ميخائيل على مقاومته ومُعاضدة أتراك إيقونية؛ لانشغاله بأمور داخلية وخارجية هامة، ولم يكن هولاكو مسلمًا ولم يرضَ عن الإسلام وأَحَبَّ المسيحيين وعطف عليهم، ولكن ركن الدين بيبرس البندقداري الملك الظاهر (1260–1277) اعتبر نفسه زعيم الإسلام والمسلمين. وأصل بيبرس وغيره من هؤلاء المماليك من قبائل القبجاق Kiptchak المغولية الضاربة آنئذٍ في جنوبي روسية، فقضت مصلحةُ بيبرس وغيره من كبار المماليك أن يظلوا على صلة بأنسبائهم في جنوبي روسية. ولما كان هولاكو قد فصلهم عن أبناء جنسهم باحتلال العراق وقِسْم كبير من آسية الصغرى، فاتح بيبرس ميخائيل الثامن في إبقاء المضيقين مفتوحين له وللقباجقة؛ لتتم الصلة بين مصر وجنوبي روسية عن طريق البحر، وكان خان القباجقة في روسية قد سبق له أن تدخل في شئون البلقان، فوافق ميخائيل على اقتراح بيبرس وأزوج خان القباجقة من إحدى بناته غير الشرعيات. وفي السنوات العشر 1262–1272 تبادل ميخائيل وبيبرس الوفود السياسية، فوافق الفسيلفس في السنة 1262 على مرور المماليك المنتقلين من روسية إلى مصر في المضايق مقابل إقامة بطريرك أرثوذكسي في الإسكندرية، وفي السنة 1263 انتهز ميخائيل فرصة مرور المماليك بالقسطنطينية فطلب إلى السلطان المصري أن يُقنع خان القباجقة بالتزام الحياد تجاه الوضع في البلقان، وفي السنة 1268 استولى بيبرس على أنطاكية فضعفت شوكةُ الصليبيين ولم يَبْقَ في أيديهم سوى طرابلس وصيدا وعكة، فحالف ميخائيل القباجقة في روسية والمماليك في مصر ضد كارلوس آنجو (1) . وقضتْ مطامعُ كارلوس في القسطنطينية، وتأييد بعض الباباوات له بعدم التفات ميخائيل إلى مصير آسية الصغرى، فأهمل الدفاع عن حُدُوده فيها، وألغى امتيازات فرق الأكارتة Akritai الذين كان قد وكل إليهم السهر على الحدود، فتوغلتْ جماعاتٌ من الأتراك والمغول في أراضي الروم وأَقَضُّوا مضجع المزارعين وسكان القرى، فالتجأ سُكَّان الأرياف إلى المدن المحصنة، وأمست أراضي الروم مقفرة، وتَعَذَّرَ — بعد هذا — الاتصالُ بإمارة طرابزون برًّا، وحاول ميخائيل في السنة 1265 أن يصد هؤلاء، فأنفذ يوحنا باليولوغوس على رأس حملة لإقصائهم بالقوة، وعلى الرغم من انتصار يوحنا عليهم فإنه اضطر إلى أَنْ يَشْتَرِيَ سُكُونهم. وفي السنة 1281 قام أندرونيكوس بن ميخائيل بقوة عسكرية إلى وادي الميندر وكارية ليُبْعِدَ عنها جماعات الأتراك والمغول، ففعل ورَمَّمَ مدينة ترالس Tralles وأطلق عليها اسمه، ولكنه لم يُحكم تحصينها ولم يمونها بالمياه، فعاد الأتراكُ فاستولَوا عليها، وعلى الرغم من أن أندرونيكوس كان لا يزال في نمفية فإنه لم يحرك ساكنًا لإنقاذها، وقُدِّرَ لهذه المدينة، التي دعاها الأتراك آيدين، والتي أصبحتْ مَقَرَّ أمير تركي مستقل؛ أن تلعب دورًا هامًّا في مقدرات الروم في أواخر أيام حكمهم، وكان العملُ الإيجابيُّ المفيد الوحيد الذي قام به ميخائيل في آسية الصغرى تفاهُمُه ويوحنا الثاني كومنينوس فسيلفس طرابزون. ففي آخِرِ سنةٍ مِنْ حكم ميخائيل الثامن أَمَّ يوحنا كومنينوس القسطنطينية، وتزوج من أميرة باليولوغية ودخل في تعاون أكيد مع الأسرة المالكة في القسطنطينية، ولكن هذا التحالف بين هاتين الدولتين جاء متأخرًا؛ لأن معظم آسية الصغرى كان قد أفلت من يد الروم؛ فالعنصرُ التركيُّ كان قد طرد الروم من الأرياف وحل محلهم، وكان قد استقر في المُدُن متحضرًا بأدبٍ فارسيٍّ تركيٍّ وفنٍ ساسانيٍّ بيزنطيٍّ، وما بقي من الروم في آسية كان قد انحصر في نقاط معينة على شاطئ الأرخبيل وفي بيثينية وطرابزون، أما قيليقية فإنها كانت قد أصبحت مستعمرة أرمنية. وكانت هذه الفترةُ فترةَ إمارات تركية مستقلة كإمارة القرمان التي استولتْ على إيقونية في السنة 1278، وفي هذه الفترة أيضًا وصلت قبيلة كاي كان كلي التركية الخراسانية بقيادة أميرها أرطغرل إلى ممتلكات سلطان إيقونية، فارةً من وجه المغول، فضربت خيامها عند حدود الروم بين بروسة وكوتاهية في سكوت وما يليها (2).
...............................................
1- Dolger, F., Regesten, 1902–1904, 1919, 1933, 1952, 1964, 1975, 1987, 2018, 2028, 2052
2- Cahen, C., Turcomans de Rum, Byzantion, 1939, 131–139; Hertzberg, Gesch. DerByzantiner und der Osmanischen Reiches, 435ff; Gibbons, H. A., Foundations of Ott., Emp., 19–22
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|