يُسهم الاحتراق داخل المبنى في زيادة تراكيز المركبات العضوية الطيارة، ويُعتبر مصدراً لغازات لاعضوية مستقرة، وفي بعض الأحيان لجسيمات معلقة (رذاذة). وحرق الوقود داخل المباني شائع لأغراض الطهي والتدفئة عادة. وتعتمد طبيعة نواتج الاحتراق على الوقود المستعمل وعلى نسبة الوقود إلى المؤكسد وظروف الاحتراق الأخرى. وثمة كثير من أنواع الوقود، إلا أن أكسجين الهواء هو المؤكسد الوحيد في هذه الحالات. وتعتمد مقادير نواتج الاحتراق التي تنطلق في المبنى على تصميم منظومة توليد الحرارة. وتختلف هذا التصاميم من الأفران ذات المردود العالي التي تسحب هواء إلى الداخل وتُطلق نواتج الاحتراق إلى خارج المبنى، حتى تجهيزات التدفئة أو الطهي التي تولد وتطلق كلاً من الغازات والجسيمات داخل غرفة سيئة التهوية. وتدخين التبغ هو مصدر احتراق آخر أيضاً.

يولد احتراق الوقود القائم على الكربون ثاني أكسيد الكربون دائماً، وهذا ما يؤدي إلى نسب مزج عالية لهذا الغاز في الغلاف الجوي. لكن حتى حيثما تكون التهوية سيئة، فإن مستويات ثاني أكسيد الكربون نادراً ما تتجاوز ppmv 1000 (تذكر أن مستوياته في الغلاف الجوي الخارجي المحيط تساوي 378ppmv  ) وتلك نسبة مزج تعتبر مقبولة عادة. وتقترن انبعاثات أول أكسيد الكربون بجميع أنشطة الحرق، ويمكن تقليل زيادة أيضاً المستويات الداخلية بتوفير ظروف احتراق تساعد على الأكسدة الكاملة لأول أكسيد الكربون. ويُعتبر توفر معدل مقبول لمبادلة الهواء أمراً هاماً لإبقاء مستويات  أول أكسيد الكربون أقل من ppmv .10 ويُشتق أكسيد النتروجين من النتروجين المركب الذي يمكن أن يوجد في الوقود. ويحتوي الخشب وأنواع الكتلة الحيوية الأخرى على مقادير هائلة من هذا العنصر، أما محتوى المشتقات النفطية والغاز الطبيعي منه فهو قليل جداً. ويتكون مزيد من أكسيد النتروجين من النتروجين الثنائي الموجود في الهواء في أثناء الاحتراق العالي الحرارة. ونظراً إلى أن معدل توليده يعتمد على درجة حرارة اللهب، فإن ما يتكون منه حين حرق الغاز الطبيعي (درجة حرارة اللهب أكبر من C ° 2000) يزيد كثيراً على ما يتولد حين حرق كتلة حيوية أو خشب (درجة حرارة اللهب أصغر من C 1000°). إن تفاعل الأكسدة NO ، الذي يحصل بعد الاحتراق، يتطلب أجناساً تتولد كيميائياً وضوئياً من قبيل جذور فوق أكسيد الهدروجين كي يحصل بسرعة. وقد رأينا أن إحدى طرائق تكوين أجناس بيروكسي الهدروجين hydroperoxy هي تلك المبينة في التفاعلات 10.7-12.7 . وتُعدُّ نسبة المزج العائدة لأي من أجناس أكاسيد النتروجين التي تزيد على ppbv 100 عالية. وباستثناء الحالة غير العادية التي يحصل فيها حرق لفحم حجري غني بالكبريت في الداخل، لا تمثل انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت مشكلة حقيقية.

وتُعتبر مركبات الكربون العضوية الطيارة نواتج احتراق أخرى تعتمد طبيعتها ومقاديرها على نوع الوقود وظروف الحرق. يُطلق الفحم الحجري والخشب وأنواع الكتلة الحيوية الأخرى مواد هدروكربونية غازية ومركبات عضوية طيارة أخرى مؤكسدة جزئياً تفوق بمقدارها ما يُطلقه النفط ومشتقات الغاز الطبيعي. وحين حرق الأنواع الأولى من الوقود ضمن وسائل منزلية غير مهواة، تظهر مستويات مرتفعة من تلك الغازات في هواء الغلاف الجوي الداخلي، لذا فإن التهوية الجيدة بغية طرد تلك الغازات يُقلِّص خطورة هذه المشكلة. تجدر الإشارة إلى أن الفورمالديهيد هو ناتج ثانوي لاحتراق جميع أنواع الوقود.

وتدخين التبغ هو مصدر لكثير من المركبات العضوية الطيارة، ومنها الألديهيدات والكيتونات والأسس العضوية التي من قبيل النيكوتين والحموض العضوية والمواد الهدروكربونية ودخان السجائر هو مصدر آخر للفورمالديهيد الذي ينبعث بمعدل 2.4mg لكل سيجارة تُدخن. ويمكن للهواء المستنشق مباشرة عبر سيجارة أن يحتوي على تركيز للفورمالديهايد تزيد بمقدار 400 مرة على المستوى الذي يمثل مصدراً للقلق. سوف نقول المزيد عن نواتج احتراق التبغ في المقطع التالي.

بمعدل 2.4mg لكل سيجارة تُدخن. ويمكن للهواء المستنشق مباشرة عبر سيجارة أن يحتوي على تركيز للفورمالديهايد تزيد بمقدار 400 مرة على المستوى الذي يمثل مصدراً للقلق. سوف نقول المزيد عن نواتج احتراق التبغ في المقطع التالي.