2/1 أهمية بيانات التكاليف في البيئة المعاصرة :

تهدف أي منشأة اقتصادية إلى تحقيق أعلى معدلات أرباح لتحقيق الاستمرار والنمو كأهداف اقتصادية. وهناك أكثر من وسيلة لزيادة معدلات الأرباح ويمكن حصر أهم تلك الوسائل فيما يلي :

ــ إما عن طريق زيادة الإيرادات من خلال زيادة السعر أو زيادة كمية المبيعات أو بهما معاً مع ثبات التكاليف.

ــ أو عن طريق تخفيض التكاليف مع ثبات الإيرادات.

ــ أو عن طريق تخفيض التكاليف وفي نفس الوقت زيادة الإيرادات.

إن الظروف الاقتصادية المعاصرة قد أوجدت هيكلاً محدداً. يسود الآن في السوق المحلي والعالمي وهو هيكل سوق المنافسة الاحتكارية.

وفي ظل سوق المنافسة التي تزداد حدة يوماً بعد يوم أصبح من الصعوبة بمكان التحكم في مقدار الإيرادات ومحاولة زيادتها لزيادة الأرباح لأن ظروف السوق ومدى قوة المنافسة هي التي أصبحت تحدد لكل منشأة حصتها السوقية والسعر الذي يتم البيع به وكذلك أصبحت تحدد المركز التنافسي للمنشأة.

لذلك لن تكون هناك فرصة متاحة أمام إدارة المنشآت لزيادة الربحية إلا من خلال تخفيض التكاليف مع المحافظة على حصة المبيعات السوقية بمواجهة قوية للمنافسين.

ومن هذا المنطلق يسود الآن اتجاه عام على المستوى العالمي مفاده أن المنشآت التي ترغب في البقاء في مجال الأعمال يجب أن تفي بثلاثة متطلبات أساسية وهي : تحقيق رغبات المستهلك وتحقيق أفضل جودة ممكنة، وتخفيض التكاليف في نفس الوقت. إن هذه المتطلبات الثلاثة تبدو متعارضة وبذلك يجب على المنشآت أن تعمل على التوازن بينها. ويستطيع نظام التكاليف الكفء أن يحقق هذا التوازن من خلال بياناته التحليلية، كما يعمل في نفس الوقت على التحسين المستمر وتخفيض التكاليف لتتمكن من البقاء أولاً في مجال الأعمال وثانياً من مواجهة منافسيها والحصول على مركز تنافسي أفضل.