أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-09
1159
التاريخ: 2024-09-25
374
التاريخ: 2024-06-13
819
التاريخ: 2024-04-06
1057
|
عثر الأستاذ «جولنيشف» على بردية هي الآن بمتحف «لننجراد» وتحتوي على نبوءات كاهن مرتل اسمه «نفرروهو»، وهو يدعي أنها ألقيت في حضرة الملك «سنفرو» الذي ينتسب إلى أوائل الأسرة الرابعة؛ أي قبل العصر الإقطاعي الذي نحن بصدده بما يقرب من ألف سنة. والواقع أن ذلك هو مجرد وضع تمثيلي ليسبغ على كلمات «نفرروهو» قوة التأثير. ومن حسن الحظ أن كاتبًا آخر من عهد الدولة الحديثة ممن عاشوا في القرن الخامس عشر قبل الميلاد قد ظهرت له أهمية ذلك المقال، ولما لم يجد لديه برديًّا أبيض ينقشه عليه نقله على ظهر أوراق أخرى سبق أن استعملها في تدوين حسابه هو. وبذلك بقيت نبوءات «نفرروهو» في تلك الصورة التي وصلت عفوًا بما تحتويه من غموض بسبب أغلاطها الكثيرة التي حدثت عند نقلها بطريق المصادفة كما ذكرنا. والوثيقة تبتدئ بمنظر مألوف في كل عصور التاريخ المصري حتى في النقوش الرسمية ويصور مقدمة للموضوع، فيجلس الملك مع حاشيته يتشاور في أمر، أو تقص عليه الحاشية حكاية، أو كما نجد في غير هذا المكان أن الملك لحب استطلاعه أمور الغيب تتوق نفسه لسماع شيء لم يكن يعرفه. فيقول: «والآن اتفق في عهد جلالة الملك «سنفرو» وهو الملك المحسن في كل هذه الأرض؛ أن موظفي الحاضرة دخلوا يومًا القصر ليقدموا للملك تحياتهم، ثم جاءوا ثانية ليقدموا تحياتهم كرة أخرى، كما كانت عادتهم اليومية، وعندئذ قال الملك لمستشاره الذي كان بجانبه: «اذهب واحضر إليَّ موظفي مقر المُلك الذين خرجوا من هنا اليوم ليقدموا تحياتهم، (1) فدخلوا عليه وسجدوا ثم انبطحوا على بطونهم أمام جلالته كرة أخرى«. وقال لهم جلالته: «يا إخواني، لقد أمرت بطلبكم؛ لتبحثوا لي عن ابن من أبنائكم يجيد الفهم، أو أخ من إخوانكم بارع، أو صديق من أصدقائكم قد أنجز بعض عمل شريف، أي فرد يتحدث إليَّ بكلمات جميلة وألفاظ مختارة عندما تسمعها جلالتي تجد فيها تسلية «. وعندئذ سجدوا منبطحين على بطونهم في حضرة جلالته مرة أخرى. وقالوا في حضرة جلالته: «يوجد مرتل عظيم للآلهة «باست «(2) يا أيها الملك يا مولانا، واسمه «نفرروهو»، وهو شعبي قوي الساعد وكاتب حاذق الأنامل، وهو شخص مسوَّد أغنى أقرانه، ليته يشاهد جلالتك «. فقال جلالته «اذهبوا وأتوني به.» وأدخل عليه في الحال (3) وسجد على بطنه في حضرة جلالته، وقال جلالته: «تعالَ الآن يا «نفرروهو» يا صاحبي وحدِّثني ببعض كلمات جميلة، كلمات مختارة حينما أسمعها ربما أجد فيها تسلية»، فقال المرتل «نفرروهو»: هل ستكون الكلمات من الأمور التي حدثت أو مما سيحدث يا أيها الملك يا مولاي؟ فقال جلالته: «لا مما سيحدث؛ إذ إن الحاضر قد دخل في الوجود ويمر الإنسان به.» فمدَّ يده إلى صندوق مواد الكتابة وأخذ قرطاسًا وقلمًا ومدادًا ودوَّن: كتابة ما تحدَّث به الكاهن المرتل «نفرروهو» حكيم الشرق التابع للآلهة «باست» … ابن مقاطعة «عين شمس» حينما كان يفكر فيما سيحدث في الأرض، ويفكر في حالة الشرق حينما يأتي الأسيويون بقوتهم، وحينما يعذبون قلوب الحاصدين ويغتصبون ماشيتهم وقت الحرث.
ثم يصف لنا بعد هذه المقدمة التاريخية التي تنسب لذلك المقال كما أوضحنا، الخراب والفوضى الذين كانا يحيطان به، ومثله في ذلك مثل «خع خبر-رع-سنب»؛ إذ يتكلم مع قلبه فنراه يقول: «أنصت يا قلبي وانعِ تلك الأرض التي منها نشأت ... «
......................................
1- يقصد «بتقديم التحيات» الأنباء اليومية عن كبار الموظفين، وكانت تقدم أولا إلى الملك ثم إلى الوزير وغيره من رؤساء الأقلام.
2-» باست» هي إلهة الفرح. رأسها رأس قطة وتُعبد في «تل بسطة»، من أعمال الدلتا وهي «الزقازيق الحالية «.
3- هذا الاصطلاح «أدخل في الحال» عادي في القصص التي من هذا النوع، ولا يجب الأخذ به حرفيٍّا؛ لأن «تل بسطة» على بُعد تسعني كيلومترًا على الأقل من حاضرة «سنفرو «.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|