أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-27
652
التاريخ: 2023-08-14
1507
التاريخ: 11-10-2014
2081
التاريخ: 6-12-2015
3220
|
إنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) قد اُمر بعد إنتهاء معركة الأحزاب مباشرةً أن يحاسب بني قريظة على أعمالهم ، ويقال : إنّ المسلمين قد تعجّلوا الوصول إلى حصون بني قريظة بحيث إنّ البعض قد غفل عن صلاة العصر فاضطّروا إلى قضائها فيما بعد ، فقد أمر النّبي (صلى الله عليه وآله) أن تحاصر حصونهم ، ودام الحصار خمسة وعشرين يوماً ، وقد ألقى الله عزّوجلّ الرعب الشديد في قلوب اليهود ، كما يتحدّث القرآن عن ذلك.
فقال «كعب بن أسد» ـ وكان من زعماء اليهود ـ : إنّي على يقين من أنّ محمّداً لن يتركنا حتّى يقاتلنا ، وأنا أقترح عليكم ثلاثة اُمور إختاروا أحدها :
إمّا أن نبايع هذا الرجل ونؤمن به ونتّبعه ، فإنّه قد ثبت لكم أنّه نبي الله ، وأنتم تجدون علاماته في كتبكم ، وعند ذلك ستُصان أرواحكم وأموالكم وأبناؤكم ونساؤكم ، فقالوا : لا نرجع عن حكم التوراة أبداً ، ولا نقبل بدلها شيئاً.
قال : فإذا رفضتم ذلك ، فتعالوا نقتل نساءنا وأبناءنا بأيدينا حتّى يطمئن بالنا من قبلهم ، ثمّ نسلّ السيوف ونقاتل محمّداً وأصحابه ونرى ما يريده الله ، فإن قُتلنا لم نقلق على أبنائنا ونسائنا ، وإن إنتصرنا فما أكثر النساء والأولاد. فقالوا : أنقتل هؤلاء المساكين بأيدينا؟! إذن لا خير في حياتنا بعدهم.
قال كعب بن أسد : فإن أبيتم هذا أيضاً فإنّ الليلة ليلة السبت ، وأنّ محمّداً وأصحابه يظنون أنّنا لا نهجم عليهم الليلة ، فهلمّوا نبيّتهم ونباغتهم ونحمل عليهم لعلّنا ننتصر عليهم. فقالوا : ولا نفعل ذلك ، لأنّا لا نهتك حرمة السبت أبداً.
فقال كعب : ليس فيكم رجل يعقل ليلة واحدة منذ ولدته اُمّه.
بعد هذه الحادثة طلبوا من النّبي (صلى الله عليه وآله) أن يرسل إليهم «أبا لبابة» ليتشاوروا معه ، فلمّا أتاهم ورأى أطفال اليهود يبكون أمامه رقّ قلبه ، فقال الرجال : أترى لنا أن نخضع لحكم محمّد (صلى الله عليه وآله) ؟ فقال أبو لبابة : نعم ، وأشار إلى نحره ، أي إنّه سيقتلكم جميعاً!
يقول أبو لبابة : ما إن تركتهم حتّى إنتبهت لخيانتي ، فلم آت النّبي (صلى الله عليه وآله) مباشرةً ، بل ذهبت إلى المسجد وأوثقت نفسي بعمود فيه وقلت : لن أبرح مكاني حتّى يقبل الله توبتي ، فقبل الله توبته لصدقه وغفر ذنبه وأنزل {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ } [التوبة : 102].
وأخيراً اضطرّ بنو قريظة إلى أن يستسلموا بدون قيد أو شرط ، فقال النّبي (صلى الله عليه وآله) : «ألا ترضون أن يحكم فيكم سعد بن معاذ»؟ قالوا : بلى ، فقال سعد : قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم.
ثمّ أخذ سعد الإقرار من اليهود مجدّداً بأنّهم يقبلون بما يحكم ، وبعدها التفت إلى حيث كان النّبي (صلى الله عليه وآله) واقفاً فقال : حكمي فيهم نافذ؟ قال : نعم ، فقال : انّني أحكم بقتل رجالهم المحاربين ، وسبي نسائهم وذراريهم ، وتقسيم أموالهم.
وقد أسلم جمع من هؤلاء فنجوا (1).
____________________
1 ـ سيرة ابن هشام ، ج3 ، ص 244 وما بعدها ، والكامل لابن الأثير ، ج2 ، ص185 وما بعدها بتلخيص.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|