أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-04-20
840
التاريخ: 7-11-2014
23423
التاريخ: 7-11-2014
2419
التاريخ: 7-11-2014
7837
|
2ـ إنَّ المعجزة هي تكريم للنبي (صلى الله عليه واله وسلم) ، وبيان للحجة، وان المعجزة يجب ان تكون للناس لا للنبي، جاء في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قَالَ الْإِمَامُ (عليه السلام) لِلْوَالِي: (وَأَنْتَ قَدْ كَذَبْتَ كَذِبَةً لَوْ تَعَمَّدْتَهَا وَ كَذَبْتَهَا لَابْتَلَاكَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِضـربِ أَلْفِ سَوْطٍ، وَ سِجْنِ ثَلَاثِينَ سَنَةً فِي الْـمُطْبَقِ. قَالَ: وَ مَا هِيَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ؟ قَالَ: بِزَعْمِكَ أَنَّكَ رَأَيْتَ لَهُ مُعْجِزَاتٍ، إِنَّ الْـمُعْجِزَاتِ لَيْسَتْ لَهُ إِنَّمَا هِيَ لَنَا أَظْهَرَهَا اللهُ تَعَالَى فِيهِ إِبَانَةً لِحُجَّتِنَا وَ إِيضَاحاً لِجَلَالَتِنَا وَ شـرفِنَا، وَ لَوْ قُلْتَ: شَاهَدْتُ فِيهِ مُعْجِزَاتٍ، لَمْ أُنْكِرْهُ عَلَيْكَ، أَ لَيْسَ إِحْيَاءُ عِيسَى (عليه السلام) الْـمَيِّتَ مُعْجِزَةً أَهِيَ لِلْمَيِّتِ أَمْ لِعِيسَى أَ وَ لَيْسَ خَلَقَ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ- فَصَارَ طَيْراً بِإِذْنِ اللهِ [مُعْجِزَةً] أَهِيَ لِلطَّائِرِ أَوْ لِعِيسَى أَوَ لَيْسَ الَّذِينَ جُعِلُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ مُعْجِزَةً، أَهِيَ لِلْقِرَدَةِ أَوْ لِنَبِيِّ ذَلِكَ الزَّمَانِ فَقَالَ الْوَالِي: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ [رَبِّي] وَ أَتُوبُ إِلَيْهِ)[2].
3ـ إنَّ المعجزة هي لاثبات النبوة وعلامة صدق النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في دعواه، وانها لا قصور في ذاتها وانما القصور في نفوسهم، جاء في تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): قَالَ: (وَ إِنَّمَا كَانَ كُفْرُهُمْ لِبَغْيِهِمْ وَ حَسَدِهِمْ لَهُ- لِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَيْهِ وَ هُوَ القرآن الَّذِي أَبَانَ فِيهِ نُبُوَّتَهُ وَ أَظْهَرَ بِهِ آيَتَهُ وَ مُعْجِزَتَهُ)[3].
وفي تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) : لقوله تعالى: {وَ لَقَدْ جاءَكُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ}[4] الدَّلَالاتِ عَلَى نُبُوَّتِهِ..) [5].
وقال الامام علي (عليه السلام): (وَ يَكُونَ – القرآن - بَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِين..) [6] .
4ـ إنَّ معجزة القرآن خالدة، وانها باقية على مرِّ الازمان، وأنها صالحة لكل وقت. وأنها تجري في الناس ، ومهيمنة على كل الكتب والمعجزات . وتدل على هذا المعنى مجموعة من الروايات منها:
ما روي عن الصديقة فَاطِمَةَ عليها فِي خُطْبَتِهَا المعروفة إذ قَالَتْ: ( للهِ فِيكُمْ عَهْدٌ قَدَّمَهُ إِلَيْكُمْ وَ بَقِيَّةٌ اسْتَخْلَفَهَا عَلَيْكُمْ كِتَابُ اللهِ بَيِّنَةٌ بَصَائِرُهُ وَ آيٌ مُنْكَشِفَةٌ سـرائِرُهُ وَ بُرْهَانٌ مُتَجَلِّيَةٌ ظَوَاهِرُهُ مُدِيمٌ لِلْبَرِيَّةِ اسْتِمَاعُه...) [7]، اذ الظاهر من المقطع الاخير من الخطبة ان الله عزوجل ادام استماعه للخلق.
ومنها : ما جاء عن الامام زين العابدين (عليه السلام): (وَ جَعَلْتَهُ مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَه)[8] ، وعن أَبِي عبد الله (عليه السلام): (أَنَّ قَوْماً مِنَ الْيَهُودِ قَالُوا لِلصَّادِقِ (عليه السلام) أَيُّ مُعْجِزٍ يَدُلُّ عَلَى نُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ؟ قَالَ : كِتَابُهُ الْـمُهَيْمِنُ الْبَاهِرُ لِعُقُولِ النَّاظِرِين)[9].
ان المراد من الهيمنة هو الغلبة والقهر فمن لا يكون باقيا لا يسمى مهيمنا، فبقاءه هو من لوازم الخاتمية التي تحتاج الى الدوام والبقاء الى قيام الساعة.
ومنها: ما روي عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قال: ( ... يَا خَيْثَمَةُ إِنَّ القرآن نَزَلَ [نَزَلَتْ] أَثْلَاثاً فَثُلُثٌ فِينَا وَ ثُلُثٌ فِي عَدُوِّنَا وَ ثُلُثٌ فَرَائِضُ وَ أَحْكَامٌ وَ لَوْ أَنَّ آيَةً نَزَلَتْ فِي قَوْمٍ ثُمَّ مَاتُوا أُولَئِكَ مَاتَتِ الْآيَةُ إِذَا مَا بَقِيَ مِنَ القرآن شَيْءٌ إِنَّ القرآن يَجْرِي مِنْ أَوَّلِهِ إِلَى آخِرِهِ وَ آخِرِهِ إِلَى أَوَّلِهِ مَا قَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ فَلِكُلِّ قَوْمٍ آيَةٌ يَتْلُونَهَا هُمْ مِنْهَا فِي خَيْرٍ أَوْ شـر)[10].
ومنها : قول الامام الصادق (عليه السلام): ( قَالَ القرآن نَزَلَ فِي أَقْوَامٍ وَهِيَ تَجْرِي فِي النَّاسِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ )[11].
ومنها : عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ أَبو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): (... جَاءَ مُحَمَّدٌ (صلى الله عليه واله وسلم) فَجَاءَ بِالقرآن وَشـريعَتِهِ وَمِنْهَاجِهِ فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَحَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ..)[12].
ومنها: ما روي عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: قال عَلِيُّ بْنَ مُوسَى الرِّضَا (عليه السلام) في وصف القرآن الكريم: ( وَ أَنَّهُ الْـمُهَيْمِنُ عَلَى الْكُتُبِ كُلِّهَا)[13].
ان الظاهر من الاحاديث المتقدمة بيان علة بقاء القرآن وفلسفة دوامه الى الساعة ، فان الآية اذا كانت خاصة بقوم فبموتهم تنتهي فاعلية الآية واشخاصها ، فهنا اراد الامام (عليه السلام) ان يبين ان الآية لا ترتبط بمصداق معين وانما هي مفاهيم كلية تجري على مصاديق عديدة، ولذا قال المفسـرون : إن العبرة بعموم اللفظ لا خصوص السبب.
ومنها: ما روي عن أَبِي الْجَارُودِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جاءَهُمْ} يَعْنِي القرآن الَّذِي {لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ}، قَالَ : (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ قِبَلِ التَّوْرَاةِ وَلَا مِنْ قِبَلِ الْإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَأَمَّا مِنْ خَلْفِهِ لَا يَأْتِيهِ مِنْ بَعْدِهِ كِتَابٌ يُبْطِلُه)[14].
ان كلمة الابطال في هذا النص ظاهرة في بقاء الفاعلية، وانه ناجز وماض في احكامه، لا ينسخه كتاب من الكتب السماوية الاخرى.
منها: ما روي عن الامام الرضا (عليه السلام) بقوله : (.. هُوَ حَبْلُ اللهِ الْـمَتِينُ وَ عُرْوَتُهُ الْوُثْقَى وَطَرِيقَتُهُ الْـمُثْلَى الْـمُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ وَالْـمُنْجِي مِنَ النَّارِ لَا يَخْلُقُ[15] عَلَى الْأَزْمِنَةِ وَ لَا يَغِثُ([16] عَلَى الْأَلْسِنَةِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ بَلْ جُعِلَ دَلِيلَ الْبُرْهَانِ وَ الْحُجَّةَ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد) [17].
الناظر الى هذا الحديث يجده نصا في دلالته على أنَّ القرآن لم يأتِ لزمان دون زمان آخر، بل انه لم يقتصـر على عربي او اعجمي؛ لان لفظة كل تدل على العموم في قوله ( كل انسان) وانه باق جديد في كل وقت لا يخلق من كثرة الرد.
6ـ وانها عقلية كما تقدم في النقطة الرابعة .
7ـ وانها دليل على الرسالة، وهي الرسالة في الوقت ذاته، بيَّن فيه الاحكام ، وجعله مصانا من ان يحرف ، ومما يستدل على أنَّ القرآن عين الرسالة قول الامام علي (عليه السلام) : ( وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه واله وسلم) نَبِيُّ الْهُدَى وَمَوْضِعُ التَّقْوَى وَرَسُولُ الرَّبِّ الْأَعْلَى جَاءَ بِالْـحَقِ مِنْ عِنْدِ الْـحَقِّ لِيُنْذِرَ بِالقرآن الْـمُنِيرِ وَالْبُرْهَانِ الْـمُسْتَنِيرِ فَصَدَعَ بِالْكِتَابِ الْـمُبِين)[18]. وفي موضع آخر يقول: (وَلَكُمْ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ دِينَهُ الَّذِي رَضِيَ لِنَفْسِه).
فظاهر النص أنَّ الدعوة والانذار كان بالقرآن ، وان ما صدع به النبي من تعاليم هي من القرآن.
قال الامام علي (عليه السلام): (أَرْسَلَهُ إِلَى النَّاسِ أَجْمَعِينَ، رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، بِكِتَابٍ كَرِيمٍ قَدْ فَضَّلَهُ وَفَصَّلَهُ وَبَيَّنَهُ وَأَوْضَحَهُ وَأَعَزَّهُ، وَ حَفِظَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَهُ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، تَنْزِيلٍ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ. ضـربَ لِلنَّاسِ فِيهِ الْأَمْثَالَ، وَصـرفَ فِيهِ الآيات لَعَلَّهُمْ يَعْقِلُونَ، أَحَلَّ فِيهِ الْـحَلَالَ، وَحَرَّمَ فِيهِ الْـحَرَامَ، وَشـرعَ فِيهِ الدِّينَ لِعِبَادِهِ عُذْراً وَنُذْراً لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ، وَيَكُونَ بَلَاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِين..) [19].
وقد بين الامام الرضا (عليه السلام) هذه الأمور بقوله : (.. هُوَ حَبْلُ اللهِ الْـمَتِينُ وَعُرْوَتُهُ الْوُثْقَى وَطَرِيقَتُهُ الْـمُثْلَى الْـمُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ وَالْـمُنْجِي مِنَ النَّارِ لَا يَخْلُقُ[20] عَلَى الْأَزْمِنَةِ وَلَا يَغِثُ[21] عَلَى الْأَلْسِنَةِ؛ لِأَنَّهُ لَمْ يُجْعَلْ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ بَلْ جُعِلَ دَلِيلَ الْبُرْهَانِ وَالْحُجَّةَ عَلَى كُلِّ إِنْسَانٍ لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيد) [22].
وفي رواية أخرى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْعَبَّاسِ، عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام: ( أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) مَا بَالُ القرآن لَا يَزْدَادُ عَلَى النَّشـر وَ الدَّرْسِ إِلَّا غَضَاضَةً؟ فَقَالَ (عليه السلام): لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لَمْ يَجْعَلْهُ لِزَمَانٍ دُونَ زَمَانٍ وَ لَا لِنَاسٍ دُونَ نَاسٍ فَهُوَ فِي كُلِّ زَمَانٍ جَدِيدٌ وَ عِنْدَ كُلِّ قَوْمٍ غَضٌّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة)[23].
[1] تفسير الإمام الحسن العسكري (عليه السلام): 291.
[2] المصدر نفسه :318.
[3] المصدر نفسه : 402.
[4] سورة البقرة :92.
[5] تفسير الإمام الحسن العسكري %: 408.
[6] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي (ط - دار الحديث) 15: 415.
[7] الصدوق: من لا يحضره الفقيه3 : 567.
[8] الصحيفة السجادية : 174.
[9] الراوندي: الخرائج و الجرائح 1: 111.
[10] الكوفي: فرات: تفسير فرات الكوفي: 138.
[11] البرقي: المحاسن 1 : 289.
[12] المصدر نفسه1 : 269.
[13] الصدوق: عيون أخبار الرضا % 2 :121.
[14] القمي: علي بن ابراهيم: تفسير القمي 2 :266.
[15] خلق الثوب: بلى.
[16] غث حديث القوم: ردؤ و فسد.
[17] الصدوق: عيون أخبار الرضا % 2 :130.
[18] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي 8 :360.
[19] الكليني: محمد بن يعقوب: الكافي (ط - دار الحديث) 15: 415.
[20] خلق الثوب: بلى.
[21] غث حديث القوم: ردؤ و فسد.
[22] الصدوق: عيون أخبار الرضا % 2 :130.
[23] المجلسي : محمد باقر: بحار الأنوار 89 : 15.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|