أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
2087
التاريخ: 2023-07-28
1943
التاريخ: 2024-08-24
443
التاريخ: 2023-07-29
1556
|
دعاء اليوم الرابع:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ قَوِّني فيهِ عَلى إِقامَةِ أَمرِكَ، وَأَذِقني فيهِ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وَأَوْزِعْني فيهِ لِأداءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحْفَظْني فيهِ بِحِفظِكَ وَسَتْرِكَ يا أَبصَرَ النّاظِرينَ.
أضواء على هذا الدعاء :
في هذا الدعاء يطلب النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من الله القوة وهو مصدرها وهو القائل : {أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا} [البقرة: 165].
وفي اللغة : [القوة ضد الضعف ، والقوة الطاقة وجمعها قوى ، ويقال : رجل شديد القوى ، أي : شديد أسْرِ الخَلقَ] (1).
والدعاء يتضمّن طلب القوة من الله تعالى لإقامة أمر الله تعالى من : صوم ، وصلاة ، وتلاوة ، والتذاكر في العلم وسائر العبادات التي تحتاج إلى طاقة وقوة جسديّة ، وروحيّة ، وفكريّة ليتمكّن الإنسان للقيام بها .
ثم يقول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : «وأذقني فيه حلاوة ذكرك»
وهو غاية في البلاغة، وكيف لا يكون كذلك ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفصح من نطق بالضاد، فقد جعل الذكر حلوًا، وأنّ الإنسان ليتذوّق الحلو، وذكر الله تعالى هو سبيل أوليائه وهو القائل: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]. ويقول: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]. ويقول: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ} [الحديد: 16].
ثم قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : « وأوزعني فيه لأداء شكرك بكرمك »
وقد ورد في اللغة : [أوزعه بالشيء أغراه به واستوزعتُ شكر الله فأوزعني ، أي: استلهمته فألهمني] (2).
والنبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) يدعو ربّه أن يلهمه القدرة والتمكّن من أداء شكره تعالى على نعمه الكثيرة وآلائه العميمة ، والتي هي لا تعدّ ولا تُحصى .
قال تعالى : {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} [إبراهيم: 34]، وكيف يؤدّي العبد شكر الله المنعم المفضل ؟ يكون ذلك بلزوم طاعته والانتهاء والكف عن معصيته، والشكر تارة يكون باللسان وهو المتعارف عليه، وتارة يكون بالعمل الصالح، قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا} [سبأ: 13].
كل ذلك يتمُّ بكرم وتفضّل وجود من الله تعالى ، ثم يدعو (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أن يحفظه الله فيه بحفظه؛ لأنّه هو الحافظ ، القادر على الحفظ دون غيره ، وهو القائل عزّ من قائل : {فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [يوسف: 64].
وهو الساتر الذي يستر على عباده عيوبهم ، وهو (عزّ وجلّ) يحب الستر والساترين، وقد ورد في الدعاء : «يا من اظهر الجميل، وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة، ولم يهتك الستر».
وقد ورد في اللغة: [السُترة ما يُستر به كائنا ما كان ، ورجل مستور وستير ، أي : عفيف ، والمرأة ستيرة ، أي : عفيفة] (3).
وقد يكون الستر والحفظ معنى واحد في بعض الأحيان والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدعاء يطلب من الله تعالى الحفظ والستر من غوائل الدنيا ، ومصائب الحياة ، ما ظهر منها وما بطن ، وما عُرف منها وما خفي ، وكل ذلك مردّه إلى الله تعالى ، فهو القادر على كل شيء وهو أرحم الراحمين ، وهو أبصر الناظرين كما ختم النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بذلك دعائه .
__________________
(1) مختار الصحاح : 558.
(2) مختار الصحاح : 719.
(3) مختار الصحاح : 286.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل: شراكتنا مع المؤسّسات الرائدة تفتح آفاقًا جديدة للارتقاء بجودة التعليم الطبّي في العراق
|
|
|