المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
العينات العشوائية (الاحتمالية)- العينة العشوائية البسيطة Simple random sampler
2025-01-11
العمل الجيومورفي للثلاجة
2025-01-11
مظاهر الارساب الريحي
2025-01-11
المظاهر الأرضية للرياح
2025-01-11
Acute respiratory distress syndrome (ARDS)
2025-01-11
المظاهر الكارستية الناتجة عن عمليات البناء (الترسيب)
2025-01-11

الجهل السبب الأساسي للفشل‏
24-11-2015
اسلم أبو تراب.
30-9-2020
Introduction to The Repair Systems
19-4-2021
املاح النحاس
13-10-2016
حش البرسيم وغلة الدونم
2023-07-02
Marie-Louise Dubreil-Jacotin
3-11-2017


الافراط في الانفاق  
  
925   12:08 صباحاً   التاريخ: 2024-06-02
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 246 ــ 247
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

بعض الآباء يوسعون على عائلاتهم بإفراط بحجة الرأفة والشفقة والمحبة، وهذا الأسلوب مذموم وغير مقبول ايضاً. فهؤلاء إضافة إلى انهم يوجدون فواصل طبقية ويخلقون الإختلاف وعدم الانسجام الإجتماعي، من الممكن أن يدفع بعض الآباء (لمواصلة حياة الترف) للاعتداء على حقوق الآخرين والحصول على المال بطرق غير مشروعة.

أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابن مسعود قائلاً: (يا بن مسعود لا تحملن الشفقة على اهلك وولدك على الدخول في المعاصي والحرام) (1).

إن الأشخاص الذين يفرطون في صرف الأموال على حياتهم اليومية، يمهدون الطريق لارتكاب الخطايا، ويعرضون أنفسهم للاعتداء على حقوق الآخرين، حتى إنهم في بعض الأوقات يكونون سبباً لتعاسة أقاربهم وأصدقائهم ويبعثون، بتصرفهم الخاطئ العائلات الأخرى، التي لا تملك الإمكانيات المالية، على الإفراط في الصرف، وتكون النتيجة أن يقع هؤلاء في الخطيئة.

مع الأسف أن هذا الأسلوب الخاطئ يوجد في بعض العائلات إلى حد ما، حيث يظهر بعض الأشخاص أنفسهم كالأثرياء لكي يتخلصوا من لوم نسائهم وأبنائهم، أو بسبب الغيرة والتنافس مع الآخرين، فيشترون الألبسة الفاخرة والمجوهرات الغالية والسيارات الحديثة، مما يدفعهم إلى ارتكاب حماقات تؤدي بهم في النهاية إلى السجن بعد الفضيحة وسوء السمعة.

وقد توقع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) مثل هذا العمل أن يقع في امته فقال: (يُعيرونه لضيق المعيشة ويكلفونه ما لا يطيق حتى يُوردوه موارد الهلكة) (2).

أن الشؤون المالية لها تأثير في حسن التفاهم والاختلافِ في العائلة والمجتمع. ولو أن الأشخاص سلكوا الاعتدال في حب المال، وكسبه، وصرفه، واجتنبوا الإفراط والتفريط فإنهم يتمكنون من أن ينالوا الانسجام وحسن التفاهم في العائلة والمجتمع.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ بحار الانوار، ج 17، ص 33.

2ـ علم الإجتماع صموئيل كينغ - ص 114. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.