أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-01
954
التاريخ: 2024-04-22
769
التاريخ: 2025-01-06
128
التاريخ: 2023-07-13
1388
|
من أهم الوثائق التي بقيت لنا منقوشة على جدران معبد الكرنك المتن الذين يحدثنا عن السبب المباشر الذي حدا بالفرعون «سيتي الأول» لمهاجمة قبائل «شاسو» (البدو) الأسيويين في فلسطين. والظاهر أن الموقف الذي كان يواجهه هذا الفرعون في فلسطين كان موقف خداع ومناجزات كالذي صادفناه في خطابات «تل العمارنة»، وبخاصة تلك التي كتبها «عبدي خيبا» صاحب «أورشليم»، وقد نوَّه عنها في نقوش مقبرة «حور محب «(1)، وقد كان للعبرانيين في الحركة التي قام بها هؤلاء البدو ضلع؛ إذ كانوا يسعون لتوطيد أقدامهم في فلسطين، وكان هؤلاء البدو المغيرون قد انتهزوا من جانبهم الفرصة للتخلص من البقية الباقية من تسلط مصر على بلادهم. وقد وصلت التقارير إلى «سيتي» بأن الثورات قد اندلع لهيبها، وأن قوانين القصر الفرعوني قد أصبحت لا قيمة لها، وهاك الوثيقة التي تحدثنا عن الموقف فاستمع لما جاء فيها:
السنة الأولى (2) ِد تجمع رؤساء قبائل سوريا معلنين العصيان على أسيويي «خارو»، وقد أخذوا في السلب والنهب والشجار إذ يقتل الواحد منهم جاره، وعصوا قوانين القصر، وقد كان قلب جلالته — له الحياة والفلاح والصحة — فرحًا بسبب ذلك. تأمل، فإن الإله الطبيب كان قلبه مبتهجًا ليبتدئ الواقعة، وفرحًا ليدخل غمارها، وكان لبُّه مرتاحًا عند رؤية الدماء تسيل، وقطع رءوس عصاة القلوب؛ وأنه يحب ساحة الواقعة أكثر من حبه ليوم فرح، وقد قضى عليهم جلالته دفعة واحدة، فلم يترك ساقًا واحدة منتصبة بينهم، ومن فرَّ منهم حيًّا كانت تحمل يده إلى مصر (كان الأسرى تقطع أيديهم). ونعلم من جهة أخرى من نقوش الكرنك أن حملة السنة الأولى سارت في ثلاث مراحل رئيسية؛ الأولى: هي زحف الجيوش من ثارو (تل أبو صيفة) إلى «باكنعان» لمنازلة «الشاسو»، الذين كانوا يسكنون الإقليم الواقع بين مصر و«كنعان»، وقد كان من الطبعي أن يخضع هذا الإقليم أولًا قبل القيام بأي تقدم في داخل فلسطين، ومن أجل ذلك كانت أول خطوة في سبيل الوصول إلى ذلك هي الاستيلاء على «باكنعان «. والمرحلة الثانية في سير هذه الحملة كانت الاستيلاء ثانية على إقليم «رتنو» العليا، وهو إقليم يمتد ما بين شمالي جبال الكرمل، وأعالي نهر الأردن، ولم تمدنا نقوش الكرنك بأية تفصيلات غير الاستيلاء على حصن «ينعم «(3)، وخضوع رئيس بلاد لبنان. وقد كشف حديثًا الأثري «فشر» عن لوحة في «بيت شان» (بيسان الحالية) عام 1923 ميلادية، ولحسن الحظ تمدنا بتفاصيل هامة عن هذه المرحلة من الحملة التي قام بها «سيتي»، وسنتحدث عنها فيما بعد. أما المرحلة الثالثة من هذه الحملة؛ فإنها على حسب ما جاء في نقوش الكرنك تصف لنا عودة الفرعون مظفرًا منتصرًا بجيشه إلى أرض الكنانة، كما تصف لنا تضحيته الأسرى أمام الإله الأعظم «آمون رع «.
.................................................
1- راجع: Br. A. R., III, 10, 11.
2- راجع: Ibid. III, § 101.
3- تقع ينعم في الجنوب الغربي من بحيرة طبرية على مسافة خمسة أميال ونصف (راجع Gardiner Onomastica I, p. 146).
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|