أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014
2495
التاريخ: 2023-05-28
1086
التاريخ: 23-10-2014
10861
التاريخ: 2023-03-31
2058
|
قال تعالى: {أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى}:
اظلم قصود من {رَّآه} هو الرأي دون الرؤية البصريّة. والرائي والمرئي هو الإنسان نفسه، فالآية في مقام التعليل، أي ليطغى، لأنّه يعتقد نفسه مستغنياً عن ربّه المنعم عليه، فيكفر به، وذلك أنّه يشتغل بنفسه والأسباب الظاهريّة التي يتوصّل بها إلى مقاصده، فيغفل عن ربّه من غير أن يرى حاجة منه إليه تبعثه إلى ذكره وشكره على نعمه، فينساه ويطغى[1].
[1] انظر: م.ن.
تَدَبُّر: لا بدّ من النظر في معنى الاستغناء حتى يعلم أنّه في أي مورد مذموم، وفي أيّ منه غير مذموم. فبالتوجّه إلى موارد الاستعمال ومعاني باب استفعال، تستفاد هذه المعاني لهذا الفعل:
الأوّل: أن يكون الاستغناء بمعنى الاكتفاء, وعلى هذا يكون المستغني, مَنْ يكتفي بماله ويراه كافياً لنفسه، ولا يشتغل بالأمور المهمّة الأخرى من وظائفه الدينيّة والأخلاقيّة، والأمور المعنويّة والأخرويّة.
الثاني: أن يكون بمعنى الاغتناء, أي كونه غنيّاً، ومقابله الافتقار, أي كون الإنسان فقيراً، فيكون معنى الآية على هذا أنّ الإنسان إذا تلبّس بالغنى وصار غنيّاً يطغى ويتعدّى طوره. وهذا إخبار بما في طبع الإنسان.
الثالث: أن يكون الاستغناء بمعنى طلب الغنى. كما أنّ هذا المعنى لا يستقيم في ما نحن فيه, لأنّه لا معنى لأنْ نقول: إنّ الإنسان ليطغى أنْ رآه يطلب الغنى, فإنّه من البديهي أنّ الطغيان ليس معلولاً لطلب المال والثروة والغنى. فلا بدّ أن يفسّر في المقام بمعنى أنّه يطغى إذا رأى نفسه ذات مال وارتفعت حاجتها.
النتيجة: إنّ توجيهات القرآن المتكرّرة في هذا الصدد تنبّه البشر إلى أنّ الثروة والمال من أعظم مصائد إبليس. وقد وقع في فخّه هذا كثير من الناس, فمنهم من صرف أكثر عمره في جمع المال وآثره على كلّ شيء من أمور الآخرة، حتّى على راحة نفسه وعياله، ولم يستفد من ماله في حياته الشخصيّة أيضاً، فبقي العناء له واللذّة لغيره, وهذا من أكبر الخسائر. ومنهم من أخذه الاستكبار والغرور واتّكل على نفسه وغفل عن فضل الله وعنايته، كما فعل قارون. ومنهم من أوقعته كثرة المال في الشهوات والطغيان والعصيان، وهذا الخطر عظيم جدّاً وكثير في الناس عدداً، ولا سيّما في سِنِيّ الشباب.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|