أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-28
318
التاريخ: 2024-02-05
1155
التاريخ: 2024-04-26
854
التاريخ: 2024-03-16
1058
|
وتدل المناظر والمتون التي تركها لنا هذا الفرعون على أنه قام بحروب مع بلاد النوبة في أوائل حكمه. غير أن المناظر هنا مهشمة ولا يمكن معرفة كنهها إلا بقرنها بمناظر الحروب الأخرى التي جرت في بلاد النوبة، وصُوِّرت على المعابد الأخرى مثل معبد «بيت الوالي» و«معبد الدر» ومعبد «بوسمبل». وقد دلت الموازنة على أن هذه المناظر كنت في معظم الأحيان تقليدية (1).
ولا ندري هنا أقام «رعمسيس الثالث» بحروب فعلية على بلاد «كوش» لتعدِّيهم على حدود البلاد المصرية كما يقول هو أو لم يقم؟! وقد ساق «رعمسيس الثالث» أقصاهم الذين تعدوا على حدوده (2).
فنشاهد في منظر (PI. 10) «رعمسيس الثالث» في عربته يساعده جنود مصريون وآخرون أجانب يهاجم بلدة نوبية، ثم يذكر لنا المتن أنه كان شجاعًا في قيادة عربته … وجميلًا في ساحة الشجاعة عندما هاجم العدو. وقد كان ينظر للرماة من الأعداء كأنهم نساء، وقد صير بلاد «كوش» كأن لم تغنَ بالأمس، مضرجين بدمائهم أمام خيله، وبعد أن أحرز النصر نجده يقود أمامه (PI. 10) ثلاثة صفوف من الأسرى السود وبصحبته جنود من المصريين، وفي منظر آخر نجده (PI. 11) يقود هؤلاء الأسرى ويقف أمام «آمون» و«موت» في محراب. ويُشاهد بين الملك والإلهين الجزية النوبية مكدسة. ويقول المتن الذي نُقش أمام الفرعون:
تقديم الجزية على يد الملك لوالده «آمون رع» ملك الآلهة بعد أن عاد جلالته وقد أحرز النصر على ممالك «كوش» الخاسئة، ورؤساء هذه الممالك في قبضة يده، وجزيتهم أمام جلالته، وتشمل ذهبًا، ولازوردًا، وفيروزجًا، وكل حجرٍ غالٍ. وإنها قوة والده «آمون» التي رسمت له الشجاعة والنصر على كل مملكة. وأرض «كوش» أصبحت مكبلة، ومذبوحة في قبضته، كما أن الآسيويين وأقوام الأقواس التسعة في وجلٍ منه.
وقد أجابه الإله «آمون» على مقاله هذا بالكلمات التالية:
لقد عدت في سلام بعد أن نهبت الممالك، ووطئت بالأقدام قراهم، وقد سقت الأعداء أسرى — على حسب ما قررت لك من شجاعة ونصر.
وأخيرًا تذكر لنا النقوش أن هؤلاء الأسرى طلبوا إلى الإله «آمون» أن يمنحهم النفس الذي هو منحته:
تأمل، إننا تحت نعليك.
وكذلك يقولون للفرعون:
الثناء لك يا ملك مصر، وشمس الأقواس التسعة، امنحنا النفس الذي هو منحتك حتى نخدم صليك.
ومما سبق نفهم أنه كانت قد حدثت بعض اعتداءات من جانب النوبيين على الحدود المصرية، وأن «رعمسيس الثالث» نفسه قام على رأس جيش من المصريين والجنود المرتزقة، وهزم الأعداء بعد أن خرب قراهم، وأجبرهم على دفع الجزية — هذا إذا صدقنا ما جاء في النقوش، وهو ليس ببعيد؛ لأن البلاد المصرية كانت في هذه الفترة في حالة من الضعف. ويُحتمل جدًّا أن القبائل المتاخمة لمصر قد انتهزت الفرصة، وأغارت على الحدود المصرية، ولذلك قيل عن «رعمسيس»: «إنه ساق أقصاهم الذين تعدوا على الحدود»، يُضاف إلى ذلك أنه كان من عادة كل فرعون أن يبدأ حكمه ببعض الحروب جريًا على نهج أسلافه؛ ليظهر ما له من قوة وبطش.
........................................
1- راجع: Historical Records of Ramses III, Vol I, pl. 9 and Translation p. 1 ff. وسنشير إلى هذا الكتاب في كل حديثنا عن حروب «رعمسيس الثالث»؛ إذ يُعد أحسن وأحدث وثائق جُمعت حتى الآن.
2- وفي «ورقة هاريس» يشير إلى أنه كان هناك خطر من جهة «بلاد النوبة»، كما كان من جهة آسيا؛ إذ يقول في نهاية حكمه عن جنوده:
ولم يكن بداخلهم الخوف؛ لأنه لم يُوجد عدو من «كوش» ولا من سوريا.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|