الموت من علم الغيب

قال تعالى : {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [آل عمران : 168].

 قال الشيخ الطوسي : والمعنى بهذا الكلام والقائلون لهذا القول ( عبد اللّه بن أبي بن سلول ) وأصحابه من المنافقين قالوه في قتلى يوم أحد من إخوانهم . على ( قول جابر بن عبد اللّه الأنصاري ) . . .

وقوله : { فَادْرَؤُا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ } معناه ادفعوا ، قال الشاعر :

تقول إذا درأت لها وحنيني * أهذا دينه أبدا وديني

فإن قيل : كيف يلزمهم دفع الموت عن أنفسهم بقولهم أنهم لو لم يخرجوا لم يقتلوا ؟

قيل : لأن من علم الغيب في السلامة من القتل يجب أن يمكنه أن يدفع عن نفسه الموت فليدفعه ، فهو ، أجدى عليه .

فإن قيل : كيف كان هذا القول منهم كذبا مع أنه أخبار على ما جرت به العادة ؟

قلنا : لأنهم لا يدرون لعلهم لو لم يخرجوا لدخل المشركون عليهم في ديارهم ، فقتلوهم .

معنى إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ : أي محقين في تثبيطكم من الجهاد فرارا من القتل « 1 » .

________________

( 1 ) التبيان : ج 2 ، ص 44 .

------------------------------