أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-24
629
التاريخ: 2024-11-04
393
التاريخ: 3-12-2015
2961
التاريخ: 2024-06-10
789
|
الاحسان الذي يستحق الحمد
قال تعالى : {الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (2) إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (3) إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (4) هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [يونس: 1 - 5] .
...قال الشيخ الطوسي : وقوله تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ إشارة إلى آيات الكتاب التي وعدهم اللّه بإنزالها عليهم في الكتب الماضية ، قال أبو عبيدة تِلْكَ بمعنى هذه و آياتُ الْكِتابِ وإن كانت هي الكتاب فهو جائز ، كما قال {حَقُّ الْيَقِينِ} [الواقعة: 95] وكما قالوا : مسجد الجامع ، وغير ذلك . الْحَكِيمِ من صفة الكتاب ، فلذلك جره وإنما وصف الكتاب بأنه الْحَكِيمِ مع أنه محكم لأنه يظهر الحق والباطل بنفسه ، كما يظهره الحكيم بقوله ، ولذلك يقال :
الحكمة تدعو إلى الإحسان وتصرف عن الإساءة . وقال أبو صالح : أحكمت آياته بالحلال والحرام . وقال غيره : أحكمت بأن أتقنت {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42] .
ثم قال هذا الكتاب هُدىً وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ أي دلالة موصلة لهم إلى الصواب وما يستحق به الثواب ، ورحمة رحمهم اللّه بها وأضافه إلى المحسنين وإن كان هدى لغيرهم لما كانوا هم المنتفعين به دون غيرهم كما قال {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة: 2] والإحسان النفع الذي يستحق به الحمد فكل محسن يستحق الحمد وكل مسيء يستحق الذم ، وما يفعله الفاعل على أنه لا ظلم فيه لأحد لينقطع به عن قبيح في أنه إحسان فهو إحسان يستحق عليه الحمد ، لأن الحكمة تدعو إلى فعله على هذا الوجه ، ولا يدعو إلى أن يفعله للشهوة ، ولا للهوى .
ثم وصف المحسنين فقال الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ أي يديمون فعلها ويقومون بشرائطها وأحكامها ويخرجون الزكاة الواجبة عليهم في أموالهم . وهم بالآخرة مع ذلك يوقنون ، ولا يرتابون بها .
ثم أخبر أن هؤلاء الذين وصفهم بهذه الصفات عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ أي على حجة من ربهم وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ الفائزون بثواب اللّه ورحمته « 1 » .
___________
( 1 ) التبيان : ج 8 ، ص 269 .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|