أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-25
196
التاريخ: 2-8-2022
4639
التاريخ: 10-2-2022
2012
التاريخ: 1-8-2020
2552
|
إن لكلّ عمل مقدّمات بحيث إذا لم تتوفر هذه المقدمات فالإقدام عليه يكون بغير طائل وبلا نتيجة مثمرة ، وإذا توفرت هذه المقدمات ولم يقدم الشخص عليه وأفلتت الفرصة من بين يديه فالنتيجة تكون كذلك ، فالشخص المدير والمدبر هو الّذي ينتظر ويصبر إلى أن تحين اللحظة المناسبة وتترتب المقدمات ثمّ يقدم على العمل لتحصيل النتيجة المرجوة ولا يتكاسل أو يهمل الموضوع حتّى تفلت منه الفرصة ، ولهذا ورد في معنى العجلة والتسرع ، أنّ هذه الحالة من الصفات الرذيلة حيث يقدم الإنسان على عملٍ بدون توفر المقدمات المطلوبة وبدون أن تتهيأ الأرضية اللازمة لذلك ، وفي مقابل هذه الحالة ورد «الصبر والتأني» الّذي يعد من الفضائل الأخلاقية ودليلاً على عقل الرجل وحركته «وبالطبع فإنّ الصبر له أقسام اخرى سنشير إليها في الفصول اللاحقة».
إن الخسارة العظيمة الّتي تلحق بالأفراد والمجتمعات من جهة العجلة والتسرع أكثر من أن تحصى ، والقرآن الكريم يوصي الناس من موقع صياغة برنامج جامع للحياة بالصبر والتأني والاجتناب من «العجلة والتسرع» مستعيناً بذلك بقصص من سيرة الأنبياء والقادة المصلحين للمجتمعات البشرية السالفة ليبين من خلال هذه القصص والوقائع اضرار العجلة المخربة ومعطيات الصبر والتأني الطيبة.
وبهذه الإشارة نعود إلى القرآن الكريم لنستوحي من آياته الشريفة ومن سيرة الأنبياء الماضين مفاهيم مؤثرة في حركة الحياة الفردية والاجتماعية للإنسان :
1 ـ (قالَ لَهُ مُوسى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً* قالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً* وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلى ما لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً* قالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ صابِراً وَلا أَعْصِي لَكَ أَمْراً)([1]).
2 ـ (وَهَلْ أَتاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ) * ... (وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ)([2]).
3 ـ (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ* لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ* فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)([3]).
4 ـ (.. وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)([4]).
5 ـ (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ)([5]).
6 ـ (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)([6]).
7 ـ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ)([7]).
8 ـ (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)([8]).
9 ـ (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ... فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ)([9]).
10 ـ (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ)([10]).
تفسير واستنتاج
في «الآيات الاولى» من الآيات محل البحث يستعرض القرآن قصة الخضر (عليه السلام) والنبي موسى (عليه السلام) ، وطبعاً فإنّ القرآن الكريم لم يذكر اسم الخضر بل عبّر عنه بقوله (عَبْداً مِنْ عِبادِنا) ، هذه القصة مشهورة ومعروفة لدى القارئ الكريم ، وما هو محل نظرنا وبحثنا منها هو أنّ النبي موسى (عليه السلام) طلب العلم وذهب إلى حيث ينال العلم بسفرٍ خاصّ وجاء إلى الخضر ليستقي من علومه ومعارفه ما يختلف عن العلوم الّتي اكتسبها عن طريق الوحي ، وهي العلوم المتعلقة بأسرار الطبيعة وحقائق الامور والحياة البشرية الّتي لا بدّ أن يطلع على قسم منها نبيّ من اولي العزم مثل موسى (عليه السلام) لتتضح له الصورة جيّداً في عملية التفاعل الإنساني والاجتماعي وليكون على بيّنة من هذه الامور.
وهنا قال الخضر لموسى (عليه السلام) بعد طلب موسى (عليه السلام) التعلم منه : بانك لا تتحمل ولا تطيق ما تراه من هذه العلوم لأنك لم تدرك حقائق الامور في باطنها ، ولكنَّ النبي موسى (عليه السلام) وعده بالصبر والتأني واجتناب العجلة والتسرع ، فشرط عليه الخضر هذا الشرط وانه إذا صحبتني فيجب أن تلتزم السكوت اتجاه أي فعلٍ يصدر مني مهما كان عجيباً ومنافياً للمقررات والاصول السائدة بين الناس ، ولا بدّ أن تعلم أنّ في ذلك حكمة سوف أُطلعك عليها ، فتقول الآيات وهي تحكي هذه الحادثة (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا ... قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً) ([11]).
وعلى هذا الأساس أراد الخضر (عليه السلام) أن يُعلم موسى (عليه السلام) درساً في روح الصبر والتأني أمام الحوادث والمسائل المختلفة في حركة الحياة ليتربى موسى (عليه السلام) على هذه الصفة الأخلاقية ، ويسلك حياته الاجتماعية بعيداً عن حالة «العجلة والتسرع» في تعامله مع الواقع والحياة «خاصة العجلة في القضاء والحكم ولا سيّما بالنسبة إلى أعمال شخصيات كبيرة مثل موسى (عليه السلام)ء ومع هذا الوعد والشرط تحركا في مسيرهما وسفرهما حتّى وصلا البحر فوجدا سفينة تريد أن تتحرك وترحل فركبا فيها ، فلمّا مضت مدّة رأى موسى (عليه السلام) أمراً عجيباً من الخضر (عليه السلام) حيث شاهد الخضر (عليه السلام) وهو يحاول ايجاد ثقب في اسفل السفينة سراً ، فلم يتمالك موسى (عليه السلام) نفسه أمام هذا العمل الشنيع واعترض على الخضر بشدّة ، ولكنَّ الخضر (عليه السلام) ذكره بوعده والشرط الّذي اشترط عليه ، فما كان من موسى (عليه السلام) إلّا أن تراجع واعتذر عن فعله.
ثمّ استمر في طريقهما وسفرهما ، وفجأة ارتكب الخضر عملاً أعجب من الأوّل حيث شاهد صبياً فقتله ، وهنا صرخ به موسى (عليه السلام) محتجاً عليه بانك لماذا تقتل الأبرياء ، ولما ذا ترتكب هذه الأفعال القبيحة؟
وهنا نجد الخضر (عليه السلام) يذكره مرّة اخرى بعهده ووعده السابق من إلتزام الصبر والسكوت ، فأجابه موسى معتذراً عن هذا التسرع وقال له : إذا رأيت مني اعتراضاً للمرّة الثالثة فإنّ لك الحقّ في أن تنفصل عني.
ثمّ تحركا متنقلين من مدينة إلى اخرى إلى أن وصلا إلى قرية يتسم أهلها بالبخل الشديد وعدم اعتنائهم بالضيف ، ولكنَّ الخضر (عليه السلام) لم يهتم لذلك بل شرَع في ترميم جدار وجده في حالة الانهيار والسقوط ، فرأى موسى (عليه السلام) أنّ مثل هذا العمل تجاه ما رأوه من جفاء أهل هذه القرية هو عمل سخيف ، ولذلك نسي مرّة اخرى عهده مع الخضر (عليه السلام) واعترض عليه في هذا العمل.
وهنا جلس الخضر (عليه السلام) ليشرح لموسى (عليه السلام) أسرار هذه السلوكيات والأفعال الغريبة ويبين له الحقائق الخفية لعالم الوجود بحيث إن موسى (عليه السلام) شعر بأنه قد فتحت أمامه نافذة جديدة على أسرار حياة الناس ، وعندها ودع الخضر (عليه السلام) موسى (عليه السلام) بعد أن حمله معارف جمة من هذه العلوم الغريبة.
وأخيراً تقول الآيات الكريمة في استعراضها لما حدث بين الخضر وموسى (عليهما السلام) حيث تبين تفاصيل ورموز العلل الكاملة وراء هذه التصرفات العجيبة للخضر (عليه السلام) وتقول على لسان الخضر (عليه السلام) (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ لِمَساكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَها وَكانَ وَراءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)، (وَأَمَّا الْغُلامُ فَكانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينا أَنْ يُرْهِقَهُما طُغْياناً وَكُفْراً* فَأَرَدْنا أَنْ يُبْدِلَهُما رَبُّهُما خَيْراً مِنْهُ زَكاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً)، (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُما وَكانَ أَبُوهُما صالِحاً فَأَرادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغا أَشُدَّهُما وَيَسْتَخْرِجا كَنزَهُما رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً)([12])، ولو أنّ موسى (عليه السلام) لم يستعجل بحكمه على أفعال الخضر (عليه السلام) لكان قد بقي مع الخضر واستفاد أكثر من علومه ، ولكنَ «العجلة والتسرع» كانا السبب لأن يحصل على هذه الثمار الثلاثة فقط ويحرم من الزيادة.
«الطائفة الثانية» من الآيات محل البحث تستعرض واقعة اخرى لأحد الأنبياء العظام حيث تسببت العجلة والتسرع في القضاء والحكم أن يقع مورد العتاب الإلهي.
والقصة هي انه بينما كان داود (عليه السلام) يوماً في محرابه إذ دخل عليه رجلان أحدهما يشتكي من الآخر ويقول : (إِنَّ هذا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ واحِدَةٌ فَقالَ أَكْفِلْنِيها وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ)([13]).
وقبل أن يتحقق داود من المسألة ويدرس كافة تفاصيلها تسرع في الحكم «... (لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤالِ نَعْجَتِكَ إِلى نِعاجِهِ ...)([14]).
وهنا انتبه النبي داود (عليه السلام) إلى انه ارتكب الترك الأولى (وَظَنَّ داوُدُ أَنَّما فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ راكِعاً وَأَنابَ)([15]).
وليس هذا البحث محلاً مناسباً لدراسة هذه الواقعة بتمام تفاصيلها الدقيقة «وقد بحثناها في التفسير الأمثل بالتفصيل» ولكننا نقتصر على بيان هذه الحقيقة ، وهي أنّ «العجلة والتسرع» وخاصّةً بالنسبة إلى القضاء والحكم بين الناس سيفضي حتماً إلى تعقيد الامور والفضيحة وتعميق المشكلة على المستوى الفردي والاجتماعي.
وتتعرض «الطائفة الثالثة» من الآيات محل البحث إلى قصة النبي يونس (عليه السلام) العظيمة في الدعوة إلى الحقّ وهداية الناس إلى الله ، ولكنه في لحظة من اللحظات تساهل في أمر هذه المسؤولية الإلهية وارتكب الترك الأولى وبالتالي أصابه العقاب الإلهي بسبب ذلك.
والقصة هي أنّ النبي يونس (عليه السلام) عاش مدّة طويلة مع قومه كالأب الحنون حيث تحمل مسؤولية انقاذ قومه من الضلالة والانحراف ، ولكنه لم يواجه منهم أمام منطقه الحكيم سوى السفسطة والمغالطة والسخرية ، ولم يؤمن له من قومه إلّا عدد قليل جدّاً ، ولعلّه لم يتجاوز الرجلين «أحدهما عابد والآخر عالم» ، وأخيراً فإنّ النبي يونس (عليه السلام) أصابه اليأس من إيمان قومه ، فدعا عليهم باقتراح من الرجل العابد ، واستجاب الله دعاءه ، وأوحى إليه انه سينزل عليهم العذاب الإلهي في اليوم الفلاني ، وعند ما اقترب زمان نزول العذاب ترك النبي يونس (عليه السلام) هؤلاء القوم وصحب معه الرجل العابد بدون أن يُتم الحجّة عليهم فلعلّهم يتوبون تلك اللحظات الأخيرة ويعودون إلى الله تعالى ، ولكنَّ الرجل العالم بقي معهم واستمر في تبليغ الرسالة الإلهية.
وقد أثمر هذا التبليغ وهذه الدعوة من الرجل العالم ثمره تزامناً مع اقتراب لحظات نزول العذاب ، فحدث أن أوجب كلام هذا العالم وعلامات نزول العذاب تحولاً كبيراً في أعماق نفوس هؤلاء القوم ، وأثابوا إلى رشدهم وخرجوا مصطحبين معهم ذلك العالم إلى الصحراء ليعلنوا توبتهم وانابتهم إلى الله وسلوكهم في طريق الإيمان والتقوى ، فلعلّ الله يرحمهم ويغفر لهم ، وهكذا قبل الله تعالى توبتهم وتاب عليهم ولكنه وبّخ يونس (عليه السلام) على تسرعه وعجلته في ترك هؤلاء القوم.
القرآن الكريم يخاطب نبي الإسلام في هذه الآيات الكريمة أن لا يستعجل في طلب العذاب الإلهي على المشركين من قريش ولا يكون كيونس (عليه السلام) (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نادى وَهُوَ مَكْظُومٌ* لَوْ لا أَنْ تَدارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَراءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ)([16]).
ولكن الله تعالى قبل توبته من هذا الترك الأولى ، وعند ما خرج يونس (عليه السلام) من بطن الحوت كان قد تطهر من كلّ ذنب وترك للأولى ، ولهذا نقرأ بعد هذه الآية قوله تعالى (فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ)([17]).
فبالرغم من أنّ يونس لم يتم الحجّة على قومه بالمقدار اللازم ، ولكن الله تعالى كان يتوقع من هذا النبي الكريم أن يصبر ويتأنى أكثر من ذلك ، ولذلك عاقبه على عجلته وتسرعه في مقابل عناد اولئك القوم.
وتتحرك «الآية الرابعة» من موقع منع نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) من «العجلة والتسرع» وتقول (فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)([18]).
ويستفاد من بعض الآيات القرآنية الاخرى أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) عند نزول الوحي كان يعيش حالة خاصّة من الشغف والشوق والحرارة تقوده إلى الاستعجال في استلهام الوحي ، ولذلك تصدت هذه الآية الشريفة لتذكير النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك ومنعه (.. وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)([19]).
ورغم أنّ المفسّرين ذكروا احتمالات عديدة في تفسير هذه الآية الشريفة ، ولكنّهم متفقون على أنّ الآية ناظرة إلى أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لا ينبغي أن يستعجل في استلام الوحي بالرغم من أنّ أصل الموضوع هو عمل إلهي ويتضمّن هداية الناس إلى الله تعالى.
وعلى الرغم من أنّ استعجال النبي (صلى الله عليه وآله) في استلام الوحي أو تلاوة الآيات القرآنية على أصحابه أو طلبه بنزول الوحي كلّ ذلك كان بسبب عشقه وشوقه لهداية الناس ، ولكن حتّى هذا العمل الإيجابي والإنساني لا ينبغي أن يتم من موقع العجلة بل ينبغي أن يكون متزامناً مع الصبر والتأني.
«الآية الخامسة» تتحدّث عن جميع الناس ، أو بتعبير آخر عن طبيعة الإنسان وتقول: (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ)([20]).
وكأن الإنسان في سلوكه وحركته في حياته إلى درجة من العجلة وكأن ذاته ونفسه قد عجنت بالعجلة فهي عين العجلة.
وتشير هذه الآية إلى أنّ طبيعة الإنسان مخلوقة منذ اليوم الأوّل بالعجلة والتسرع ، ولكنه يجب عليه استخدام هذه الحالة وسلوك طريق التسرع والعجلة بعد توفر المقدمات للعمل لا قبل ذلك.
وعبارة «بآياتي» يمكن أن تكون إشارة إلى معجزات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أو آيات القرآن الكريم أو علائم العذاب الإلهي أو حلول القيامة أو جميع ذلك من الآيات الإلهية ، فلا يختلف الحال في أخذنا لكلّ هذه التفاسير المذكورة لهذه الآية ، لأن جميع هذه الامور من نزول آيات القرآن وظهور المعجزات وحصول علائم القيامة وكذلك نزول العذاب الإلهي كلّها تتفق مع الحكمة الإلهية في ظرف نزولها الخاصّ ، ولا تقترن مع العجلة والتسرع لأن الله الحكيم لا يعمل عملاً على خلاف حكمته ، وعليه فلا ينبغي الاستعجال في طلب هذه الامور.
أمّا قوله تعالى للآية الشريفة (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) فهو إشارة إلى الأشخاص الّذين لم يتحركوا في خطّ التربية الإلهية ولم يرّبوا أنفسهم في عملية تهذيب النفس وجهادها ، وبعبارة اخرى : إن طبع الإنسان الأولي هو أن يتحرك بسرعة باتجاه اشباع حاجاته ورغباته البدنية والنفسية ، وقد ورد هذا المضمون أيضاً في الآية 19 من سورة المعارج حيث يقول تعالى (إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً) أي حريصاً وقليل الصبر.
ولذلك نجد أنّ بعض الآيات الّتي تشير إلى كون الإنسان عجولاً فإنّها تتحدّث عن هداية الإنسان قبل ذلك كما في الآية 11 من سورة الإسراء والّتي ستأتي الإشارة إليها لاحقاً.
وهذه الخاصية في الإنسان «كونه عجولاً» حالها حال الأهواء النفسية والنوازع البدنية الاخرى الّتي هي بنّاءة وضرورية ومفيدة فيما لو تحرّك الإنسان على مستوى تعديلها وتهذيبها والاستفادة منها في خطّ السعادة والتكامل المعنوي والإنساني ، وبذلك تخرج هذه الحالات السلبية في الظاهر كونها مخربة وسلبية ، فهي مثل السيل الهادر فإنه رغم ظاهره المدمر ولكنه إذا بنى الإنسان أمامه السدود لضبطه والاستفادة من قوته فإنه يتحول إلى قوّة ايجابية تؤدي إلى العمران والنور والرقي في حركة الحياة الدنيوية.
ونفس هذا المضمون ورد أيضاً في «الآية السادسة» من الآيات محل البحث مع تفاوتٍ يسير وهو أنّ في هذه الآية نجد إشارة إلى أحد الافرازات السلبية والسيئة للعجلة والتسرع حيث تقول الآية : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)([21]).
وهنا أيضاً نجد مفردة «الإنسان» الّتي تشير إلى طبيعة الإنسان الأولية ، وقد تكررت هذه الكلمة في أوّل الآية وفي آخرها أيضاً.
«دعا» في هذه الآية بمعنى طلب وأراد ، سوآءا كان باللسان أو بالعمل ، وبما أنّ الإنسان يتصف بالعجلة في ذاته والتسرع في تحصيل المنافع الشخصية فإنّ ذلك قد يتسبب في أن لا يدرس جوانب المدرسة بشكل جيد ولا يدرك خيره وشره وبالتالي يوقع نفسه في المخاطر والمشاكل المتنوعة.
وهذا «الدعاء» تارةً يكون بصورة لفظية ، يعني أنّ الإنسان يطلب من الله تعالى وبإصرار شديد بعض الامور الّتي لا تكون خيراً له في الواقع بل هي شرُّ له وإن كانت في ظاهرها أنيقة ومطلوبة كما يقول الإمام الصادق (عليه السلام) «وَاعِرِفْ طَريقَ نِجاتِكَ وَهَلاكِكَ كَي لا تَدعُوا اللهَ بِشَيءٍ عَسى فِيهِ هَلاكُكَ وَانْتَ تَظُنُّ انّ فيهِ نَجاتُكَ قَالَ اللهُ تَعالى (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً)([22]).
وأحياناً يتحرّك الإنسان على مستوى العمل في طلب شيءٍ بدافع من وحي الأهواء والشهوات ويكون شقاءه في ذلك ولكنه بسبب تزيين النفس وتسويلات الشيطان يحسب ذلك خيراً له وموجباً لسعادته ويحزن عند ما لم يحصل عليه ، في حين انه سيتضح له بمرور الزمان انه إذا كان الله قد استجاب له طلبه ذلك ونال حاجته وحقق هدفه فإنّ ذلك سيكون سبباً لشقائه مدى الحياة.
وتستعرض «الآية السابعة» مطلباً جديداً على مستوى عجلة الإنسان ، وهو أنّ هذا الإنسان العجول أحياناً بدلاً من أن يستعجل في طريق الخير واكتساب الحسنات على الأقل فإنه يستعجل في طريق الشر والفساد ، كما نرى هذا الحال لدى الكفّار المعاندين عند ما يحذرهم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من عذاب الله وعقوباته الدنيوية ، فتجدهم يستعجلون بهذا العذاب ويطلبون من النبي أن يسرع في نزول العذاب المهلك ، وفي الحقيقة يطلبون موتهم وهلاكهم من النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) كما تتحدّث الآية مورد البحث عن ذلك : (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ)([23]).
أجل ، إذا اقترنت العجلة لدى الإنسان بالعناد والإصرار ، فالنتيجة هي ما قرأناه في هذه الآية الشريفة ، فبدلاً من الاستعجال لطلب الخير واكتساب الحسنات فإنّهم يستعجلون في طلب الشرّ ويوقعون أنفسهم بأمواج البلاء والشقاء كما نجد هذا المضمون في الآية الاولى من سورة المعارج (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ).
وقد ذكر الكثير من المفسّرين وأرباب الحديث أنّ هذه الآية نزلت في «النعمان بن الحارث الفهري» عند ما نصب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) الإمام علي في غدير خم خليفة له وقال قولته المشهورة «مَنْ كُنتُ مَولَاهُ فَهَذَا عَليٌّ مَولاهُ» فلمّا سمع بذلك هذا الرجل اغتاظ من ذلك وجاء إلى النبي معترضاً بشدّة ، وعند ما سمع من النبي أنّ هذا الأمر إنما هو أمرٌ إلهيٌّ ازداد غيظاً وقال : إلهي إن كان هذا هو الحقَ من عندك فانزل علينا حجارةً من السماء ، فلم يمكث مدّة حتّى نزلت عليه حجارةً من السماء فأصابته في رأسه وقتلته ، وقد نزلت الآية في هذه الواقعة ([24]).
ألم يكن من الأفضل لمثل هؤلاء الأشخاص أن يطلبوا من الله تعالى بدلاً من العناد واللجاجة ، الهداية والمغفرة وإزالة حالة التعصب والعناد في ذاتهم؟ وطبقاً للآية مورد البحث فإنّ مغفرة الله تسبق عذابه سبقت رحمته غضبه وهكذا فإنّ الله تعالى لا يعذب أحداً ما دام احتمال هدايته موجوداً ، ولكن مع الأسف فإنّ بعض الناس المعاندين والمتعصبين يستعجلون بالعذاب الإلهي بدلاً من المغفرة والرحمة.
وتتحرّك «الآية الثامنة» من الآيات مورد البحث للكشف عن بعد آخر من أبعاد صفة العجلة لهذا الإنسان وتقول : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ ...)([25]) ولكن بما أنّ الله تعالى غفور رحيم كريم فإنه لا يسرع في عقاب القوم الفاسقين فلعلّهم ينتبهون من غفلتهم ويسيرون في خطّ التقوى والإيمان والتوبة.
ويضيف القرآن الكريم في ذيل هذه الآية الشريفة (فَنَذَرُ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ)([26]) إلى أن يحين وقت مجازاتهم وعقوبتهم.
وعليه فإنّ الله تعالى لا يعمل مثل عملكم ، فانتم تستعجلون باكتساب الخيرات والمنافع ، ولكن الله تعالى لا يُسرع في عقابكم ، لأن المقصود الأصلي لله تعالى ليس هو عقابكم بل غرضه هدايتكم وأنزال الرحمة عليكم.
وطبقاً للآيات القرآنية الاخرى فيحتمل في تفسير هذه الآية أن يكون المراد منها هو أنّ هؤلاء الناس يستعجلون بطلب نزول العذاب الإلهي عليهم كما يستعجلون في طلب الخيرات والمنافع الدنيوية ، ولكن القرآن الكريم يقول لهم : «لو أنّ الله تعالى استجاب لطلبكم في مسألة التسريع بنزول العذاب لم يبق أحداً منكم» ([27]) ، ولكنَّ المعنى الأوّل أو التفسير الأوّل للآية ينسجم أكثر مع ظاهرها.
وفي «الآية التاسعة» وضمن الإشارة إلى حالة الاضطراب والقلق لدى الكفّار والمشركين في مقابل وعد الله تعالى للمسلمين بالنصر وهزيمة أعدائهم الكافرين ومعاقبتهم تقول : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)([28]).
أي لماذا لم تتحقق هذه الوعود الإلهية؟ أليس هذا دليلٌ على كذبكم وانكم تخادعون أنفسكم بهذه الوعود الزائفة؟
ويجيب القرآن الكريم على هذا التساؤل ويأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يقول لهم (قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ...)([29]).
فلا تستعجلوا بنزول العذاب ، لأنّه في ذلك اليوم لا يجد هؤلاء الكافرون فرصة للعودة إلى الحقّ.
إن الله تعالى بلطفه وكرمه وعنايته قد أمهلكم هذا اليوم لتعودوا إلى وجودكم وتسلكوا في طريق الحقّ والإيمان ، ولكن عند ما يأتي ذلك اليوم فإنّ العذاب الإلهي سينزل عليكم وتوصد أمامكم أبواب التوبة فلا تستطيعون العودة والانابة إلى الله ، إذاً فبدلاً من أن تستعجلوا نزول العذاب عليكم ، لا بدّ أن تستثمروا هذه الفرصة والمهلة الإلهية وتتحركوا من موقع إصلاح الذات والسلوك في خطّ التوبة والإيمان والانفتاح على الله تعالى.
ثمّ تأمر الآية الشريفة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتقول (فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ)([30]) ، فعليك أن تنتظر رحمة الله ونصره وهؤلاء ينتظرون عذابه وعقوبته.
وقد ذكر بعض المفسّرين أنّ جملة (إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ) هي إشارة إلى ما كان ينتظره الكفّار من موت نبي الإسلام أو هزيمته في ميدان القتال ، ولكنَّ التفسير الأوّل المذكور أعلاه أنسب إلى جو الآية.
«الآية العاشرة» تخاطب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وتوصيه بالصبر والاستقامة كما هي حالة الأنبياء الماضين ، وبالرغم من أنّ التاريخ شاهدٌ على أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم يتحرك من موقع العجلة والتسرع بل كان يسلك في خطّ المثابرة والصبر والاستقامة في كلّ أعماله وأفعاله ، ولكنَّ الآية الشريفة جاءت لتؤكد هذا المعنى على نبيّنا الكريم وتقول (فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ ما يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا ساعَةً مِنْ نَهارٍ)([31]).
ونظراً إلى أنّ جميع عمر الدنيا في مقابل الآخرة لا يعد سوى ساعة واحدة من الزمان ، فعليه لا تستعجل في الأمر إلى أن تتم الحجّة عليهم ، ويستفاد من هذا التعبير إلى أنّ جميع الأنبياء والمرسلين كانوا يعيشون الصبر والمثابرة والاستقامة مقابل عناد أقوامهم وجهالتهم ولجاجتهم وكانوا يمهلون أقوامهم حتّى النفس الأخير لغرض اصلاحهم وهدايتهم.
ولم يكن نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) إلّا كأحد هؤلاء الأنبياء اولي العزم ، وما ورد في الآية أعلاه هو في الواقع يعبر عن تأكيد الآية على هذا المعنى أو أنّ مضمون الآية له بعد تعليمي أو تربوي للآخرين ، أو هو إنذارٌ إلى الكافرين بأن لا يهمل هذه الفرصة الثمينة ولا يُسيء الاستفادة من الامهال الإلهي.
وهذه الآية شاهدٌ أكيد على أنّ الصبر والاستقامة وترك العجلة من الفضائل الأخلاقية المتوفرة لدى جميع الأنبياء العظام الّذين كانوا طيلة التاريخ البشري أُسوةً وقدوةً لأقوامهم في التحلّي بهذه الصفة الأخلاقية السامية.
النتيجة :
ويتضح من مجموع الآيات أعلاه أنّ العجلة والتسرع لدى الأقوام والشعوب البشرية المختلفة في نظر الإسلام صفة سلبية ، وتقع في مقابل القيم الأخلاقية الايجابية من الصبر والمثابرة والتأني إلى أن تتوفر مقدمات العمل ، وأنّ الصبر والتأني يعد من أهم الفضائل الأخلاقية والإنسانية ، وهي الفضيلة الّتي كانت متوفرة لدى جميع الأنبياء العظام وقادة البشرية في خطّ الحقّ والإيمان.
[1] سورة الكهف ، الآية 66 ـ 69.
[2] سورة ص ، الآية 21 ـ 24.
[3] سورة القلم ، الآية 48 ـ 50.
[4] سورة طه ، الآية 114.
[5] سورة الأنبياء ، الآية 37.
[6] سورة الإسراء ، الآية 11.
[7] سورة الرعد ، الآية 6.
[8] سورة يونس ، الآية 11.
[9] سورة السجدة ، الآية 28 و 30.
[10] سورة الاحقاف ، الآية 35.
[11] سورة الكهف ، الآية 65 ـ 70.
[12] سورة الكهف ، الآية 60 ـ 82.
[13] سورة ص ، الآية 23.
[14] سورة ص ، الآية 24.
[15] سورة ص ، الآية 24.
[16] سورة القلم ، الآية 48 و 49.
[17] سورة القلم ، الآية 48 ـ 50.
[18] سورة طه ، الآية 114.
[19] المصدر السابق.
[20] سورة الأنبياء ، الآية 37.
[21] سورة الإسراء ، الآية 11.
[22] نور الثقلين ، ج 1 ، ص 141.
[23] سورة الرعد ، الآية 6.
[24] مجمع البيان ، ج 10 ، ص 352.
[25] سورة يونس ، الآية 11.
[26] سورة يونس ، الآية 11.
[27] على هذا التفسير فإنّ هناك جملة تقديرية في الآية وهي ، «ولو يعجل الله للناس اجابة دعوتهم بالشر استعجالهم بالخير».
[28] سورة السجدة ، الآية 28.
[29] سورة السجدة ، الآية 29.
[30] سورة السجدة ، الآية 30.
[31] سورة الاحقاف ، الآية 35.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تستضيف مؤتمر أبناء الإمام الرضا الدولي الرابع
|
|
|