المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
قواعد في الإدارة / تقديم المنجزات الهامة
2025-01-13
قواعد الاهتمام بالبشر / حسن المعاشرة
2025-01-13
مبادئ رعاية الطفل
2025-01-13
الامراض والآفات التي تصيب الفول الرومي
2025-01-13
عندما يسيء طفلك التصرف ولا يستطيع البكاء: بناء حس الأمان
2025-01-13
مرحلة الروضة (٣-٥ سنوات): التعاطف
2025-01-13

Ultimate Molecular Chronometer
29-8-2020
القنوت
2023-06-23
سهل بن زياد الآمدي.
2024-02-20
مصادر صياغة الفرضيات البحثية
2025-01-08
النمو الجسمي وعلاقته باكتساب الطفل للمهارات الاجتماعية
10-1-2018
فَرَّاز كهرومغناطيسي electromagnetic separator
13-12-2018


ماذا يعني بكاء الطفل؟  
  
265   10:23 صباحاً   التاريخ: 2025-01-05
المؤلف : السيد علي عاشور العاملي
الكتاب أو المصدر : تربية الجنين في رحم أمه
الجزء والصفحة : ص295ــ298
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يتذمر الأبوان من بكاء الطفل كثيراً ويسعيان بكل ما عندهم من حيلة في سبيل إسكاته ثم يتذمر الأب من هكذا وضع فيترك ولده لأمه منزعجاً من صوته وهي طبيعية تظهر جلياً مع المولود البكر... وفي المقابل توجد حالة لا مبالاة وفي جميع أوقات بكاء الطفل خاصة من يأتي متأخراً عن إخوته!.. وما يهمنا الآن أن نقوله للطائفة الأولى بأن لا داعي لهكذا قلق أو انزعاج معتمدين على ما قاله صادق أهل البيت (عليهم السلام) لأحد أصحابه: اعرف يا مفضل ما للأطفال في البكاء من المنفعة. واعلم أن في أدمغة الأطفال رطوبة، إن بقيت فيها أحدثت عليهم أحداثاً جليلة وعللاً عظيماً، من ذهاب البصر وغيره، والبكاء يسيل تلك الرطوبة من رؤوسهم فيعقبهم ذلك الصحة في أبدانهم والسلامة في أبصارهم، أفليس قد جاز أن يكون الطفل ينتفع بالبكاء ووالداه لا يعرفان ذلك فهما دائبان ليسكتانه ويتوخيان في الأمور مرضاته لئلا يبكي وهما لا يعلمان أن البكاء أصلح له وأجمل عاقبة(1).

وقد تصل الحالة بأحدهم أن يضرب ابنه رغم صغر سنه! ومن هنا وجدنا النبي الكريم يعطي معنى آخر للبكاء يبغي من ورائه تحمل الطفل وطلب الثواب على عنائه، قال (صلى الله عليه وآله): لا تضربوا أطفالكم على بكائهم فإن بكاءهم أربعة أشهر شهادة أن لا إله إلا الله وأربعة أشهر الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وأربعة أشهر الدعاء لوالديه(2).

قال الشيخ الجزائري في نور الأنوار عند شرح قوله (عليه السلام): {وَأَعِذْنِي وَذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّحِيم}... روي عنه في تفسيره قوله تعالى: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36] أنه ما من مولود يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إياه إلا مريم وابنها.

وروي أن عيسى (عليه السلام) سأل الشيطان ألك طمع فيّ؟

فقال: إن جدتك ما أبقت لي فيك مطمعاً لقولها عند ولادة أمك (إني أعيذك بك وذريتها من الشيطان الرجيم)(3).

وهو أحد الأسباب الواردة في بكاء الأطفال حين الولادة.

وقيل: السبب فيه أنه يلهم الموت والمفارقة لما يجمع.

وقيل: إنما هو لأجل خروج الرطوبات البدنية التي كانت معه من الرحـــم الـضــارة القاتلة لو لم تخرج، ولذا ورد النهي عن ضرب الأطفال حال البكاء.

وفي بعض الأخبار أن السبب فيه كون إمام العصر (عليه السلام) يتجلى فيراه ويعلمه ما يفعله العقلاء ولذا يصدر من الأطفال من الأفعال الغريبة والتلفظات العجيبة ما لا يصدر من أكبر العقلاء فإذا مضى عنه الإمام وفارقه بكى عليه الطفل شوقاً إليه.

وفي بعض الروايات أن السبب فيه أن ملكاً اسمه زاجر يدخل من فم المرأة حين الولادة فيزجر الولد حتى ينكسه على أم رأسه فيخرج وهو باك من تلك الزجرة.

وفي بعض الروايات أن بكاء الأطفال في الأربعة أشهر الأولى الشهادتان، والأربعة الثانية الصلاة على محمد وآله، والثالثة الدعاء لوالديه.

وهذه الأسباب كلها حق لا تنافي بينها لأن علل الشرائع معرفات لا مؤثرات(4).

شاهد علمي

قال علماء الطب الحديث دعيه يبكي.. تضعين طفلك في سريره بعد الرضاعة والمداعبة ولا يغفو إلا بعد ما يبكي قليلاً، دعيه يبكي، فقد يكون البكاء طريقته في إيجاد النوم....(5).

وقال الدكتور سبوك: إذا ظل الطفل يصرخ صراخاً شديداً طوال 15 دقيقة أو أكثر، وإذا كان قد انقضى أكثر من ساعتين على وجبته الأخيرة، قدمي له وجبة أخرى، فإذا قنع بها وعاد فاستسلم للنوم فمعنى ذلك أنه كان جائعاً. أما إذا استيقظ صارخاً بعد أقل من ساعتين فالأرجح أنه ليس جائعاً، يصرخ لفترة 15 دقيقة أخرى أو 20 إذا أمكنك ذلك. أو قدمي له لعبة يلهو بها فإذا لم يستسلم للنوم وزاد صراخه فلا بأس من إرضاعه من جديد.

أما الطائفة الثانية فنقول لهم: إن الطفل الضعيف الصغير أمانة في أعناقكم فالتقصير في أداء حقه تقصير في أداء واجباتكم العبادية أو الإنسانية.. وإن بكاء الطفل وصراخه لا بد أن يأتي من الجوع أو الألم أو النداء لطلب حمله أو قد يأتي من الغيظ والانزعاج من لباس أو منام غير مريح ... وإنه يفقد اللسان الذي يعبر به عن طلبه فليس عنده من وسيلة ينال بها طلبه غير البكاء... وفي هذه الحال يجب الاعتناء بـه وعــدم تجاهله والبحث في سبب بكائه الزائد عن الحد الطبيعي، وفي الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) يرويه عن جده المصطفى (صلى الله عليه وآله) قائلاً: صلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالناس الظهر فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف قال الناس: هل حدث في الصلاة شيء؟

قال: وما ذاك؟

قالوا: خففت الركعتين الأخيرتين، فقال لهم أو ما سمعتم صراخ الصبي(6)(7).

_____________________________

(1) توحيد المفضل: 16 - 17.

(2) علل الشرائع: 81/ الآداب والسنن: ج 4، ص 346.

(3) نور الأنوار في شرح الصحيفة السجادية: 269.

(4) المصدر السابق.

(5) موسوعة الآباء والأمهات (لاروس): 196.

(6) فروع الكافي ج 6، ص 48.

(7) الطفل من الولادة الى السنة الثانية، حسون البطاط : 53 - 56. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.