العينات غير العشوائية (غير الاحتمالية)- العينة الحصصية Sample Quota

نظراً لأنه قد تكون هناك صعوبة في الحصول على التمثيل النسبي للطبقات أو الفئات في مجتمع البحث، لعدم كفاية أطر البيانات أو تقادمها، أو غياب المصادر الأصلية لها أساساً أو زيادة الوقت والجهد في الحصول على البيانات الخاصة بالفئات. في هذه الحالة يلجأ الباحث إلى تحديد عدد المفردات لكل فئة في العينة بناء على تقديراته وأحكامه الذاتية أو بناءً على خبرات سابقة. فاذا اردنا أن ندرس على سبيل المثال موضوع تعرض الجمهور في المحافظات العراقية لوسائل الإعلام ودوره في ترتيب أولوياتهم نحو قضية الوحدة الوطنية، فلابد لنا أن نأخذ عينة حصصية ممثلة للمجتمع العراقي، ونظراً لأن هذا المجتمع كبير جداً يشمل المحافظات العراقية كافة، فلابد أن نحدد حجم عينة وبنسبة مئوية

متوازنة لعدد السكان في العراق. ويستخدم هذا النوع من العينات في استطلاع الرأي.

وفي مثال على استخدام العينة الحصصية في البحوث الإعلامية حدد احد الباحثين عنوان أطروحته في الإعلانات عبر الانترنت أساليبها ودورها في تنمية السلوك الشرائي لدى الشباب العراقي - دراسة ميدانية على عينة من روّاد مقاهي الانترنت في مدينة بغداد (1).

ونظراً لضخامة حجم مجتمع البحث ونظراً لمحدودية الوقت والجهد والتكلفة؛ وكذلك لعدم وجود اختلافات جوهرية بين سكان مدينة بغداد والمحافظات الأخرى من حيث استخدامهم لشبكة الانترنت، ولهذا فقد قام الباحث بسحب عينة حصصية من بين الأنواع المختلفة للعينات، ونظراً لعدم وجود إطار يحتوي على بيانات بأعداد مستخدمي شبكة الانترنت من الشباب العراقي، فقد تم سحب العينة بطريقة الحصة تبعاً لحصة سكان مدينة بغداد عن طريق الشباب المتواجدين في مقاهي الانترنت، إذ كان استخدام شبكة الانترنت الشرط الأساس لدخول الشاب في العينة والتي بلغ حجمها (768) مفردة، جرى اعتماد هذا الرقم من خلال معرفة الإحصاء السكاني لعام 1987، واخذ حصة مدينة بغداد كما جاء في بيانات المجموعة الإحصائية التي نشرها الجهاز المركزي للإحصاء عام 1991 متمثلة بالجدول الآتي:

جدول يوضح التوزيع السكاني لمحافظات العراق والنسبة المئوية لعدد سكان كل محافظة وحسب التعداد السكاني لعام 1987.

أما بالنسبة إلى أخطاء البيانات التي تجمع بأسلوب المسح الشامل أو التي تجمع بطريقة العينات تتعرض لنوعين من الأخطاء هما:

ا- خطأ المعاينة وهو الخطأ الناتج عن استخدام أسلوب العينة في جمع البيانات. والسبب في الوقوع في خطأ المعاينة عند جمع البيانات يرجع إلى اختلاف النتائج التي نحصل عليها من العينة عن نتائج المجتمع. أن خطأ المعاينة لا يتوفر في أسلوب المسح الشامل وذلك بسبب جمع البيانات من جميع مفردات المجتمع وإنما يكون موجود في حالة العينة. ويتوقف خطأ المعاينة على عدد من العوامل وهي: (حجم العينة المختارة - درجة تجانس المجتمع - طريقة اختيار العينة). ويقل خطأ المعاينة (بزيادة حجم العينة المختارة، وزيادة درجة تجانس مفردات المجتمع، واختيار العينة بطريقة مناسبة تجعلها ممثلة للمجتمع تقلل من خطأ المعاينة).

ب- خطأ التحيز: التحيز يعبر عن ميل أو طريقة التحليل إلى إعطاء تقديرات لمعالم المجتمع أكبر أو أقل من الحقيقة. فعلى سبيل المثال: إدلاء المبحوثين بإجابات غير صحيحة أو إهمال بعض مفردات العينة أو استبدالها بأخرى وترجع أسباب خطأ المعاينة إلى قصور الباحث أو تحيزه أو إلى جامع البيانات كما أنها تنتج من القريب في البيانات.

____________

(1) فاضل عباس خليل: الإعلانات عبر الانترنت أساليبها، ودورها في تنمية السلوك الشرائي لدى الشباب العراقي - دراسة ميدانية على عينة من روّاد مقاهي الانترنت في مدينة بغداد، أطروحة دكتوراه (غير منشورة) قدمت إلى كلية الإعلام بجامعة بغداد عام 2007، ص 13-14.