أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-11-2020
1351
التاريخ: 2024-11-07
429
التاريخ: 2025-01-15
31
التاريخ: 1-6-2022
1552
|
فهذا الحوض الكبير بسياجه الجبلي الضخم الذي تتداخل فيه الهضاب المتناثرة والذي تفصله عن المياه البحرية سهول ساحلية فسيحة تقطعها أودية نهرية خصبة وأودية جافة غنية بالمياه الجوفية، قد مهد لخلق أقدم الحضارات البشرية. فمصر التي تقع عند مجمع قارتى أوراسيا وأفريقيا وعند مفرق بحرين ههما البحر الأحمر والبحر المتوسط ، والتي تمتاز بواديها ذي التربة الخصبة والماء الوفير الذي ساعد على ربط أنحاء البلاد، كان لها السبق في نمو حضارة زراعية قديمة انتشرت في أنحاء الحوض وامتدت حتى أرض الرافدين في العراق كما امتد نفوذها حتى شرق أفريقيا. واندمجت هذه الحضارة الفرعونية بحضارة الفينيقيين في شرق البحر المتوسط والتي امتد نفوذها التجارى حتى غرب أوروبا وغرب أفريقيا وجنوب آسيا. وفي ظل الركب الحضاري عبر التاريخ تطورت حضارات البحر المتوسط فظهرت الحضارة الإغريقية فى شبه جزيرة البلقان ثم الحضارة الرومانية في شبه الجزيرة الإيطالية وكان لها نفوذ قوى وعمق تخطى حوض البحر المتوسط حتى وسط وغرب أوروبا وكذلك في أعماق أفريقيا وشرق آسيا.
واستمر الركب الحضاري فظهرت الديانات السماوية الكبرى ممثلة في الديانة اليهودية والديانة المسيحية في جنوب شرق حوض البحر المتوسط فدمعت هذه الحضارات بالطابع الديني النقي. وتوجت مسيرة الحضارة في حوض البحر المتوسط بظهور نور الإسلام منبثقاً من أرض الحجاز، وانتشر المد الإسلامي الكبير فى كل حوض البحر المتوسط بل في أعماق العالم القديم، وظهرت حركة ضخمة من ترجمة التراث القديم الفرعوني واليوناني والروماني إلى العربية كما ظهرت دراسة عربية ضخمة في ظل الدين الإسلامي الحنيف وتطورت الجغرافية العربية وظهرت علوم الرياضيات والفلك الفلسفة والطب والكيمياء وغيره. وكل هذه الفروع من المعرفة البشرية شكلت نواة الحضارة الغربية الحديثة. وهكذا يبدو واضحاً أن فجر حضارة اليوم قد بزغ في ربوع حوض البحر المتوسط بفضل موقعه الممتاز ممتداً في قلب العالم القديم.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تحتفي بذكرى ولادة أمير المؤمنين (عليه السلام) في مشاتل الكفيل
|
|
|