مراحل تكوين مجتمع المعرفة

توجد عدة مراحل مترابطة فيما بينها تؤدي في النهاية إلى تكوين / خلق مجتمع المعرفة يمكن إنجازها فيما يلي ⁽¹⁾ 

1- تبدأ المرحلة الأولى من منطلق وجود رأس مال بشري يشكل طليعة لمجتمع المعرفة ويمكنه تحت ظروف مغايرة أن يكون بنية أساسية لقيام النهضة التنموية .

ويوضح ذلك الشكل التالي :

1 ـ المرحلة الأولى : وجود طليعة من المجتمع ومستخدمي التقانة الحديثة . 

2 - المرحلة الثانية : وتتطلب تكثيف الإصلاح، واستخدام العلم والتكنولوجيا المتاحة في كل المسافات، مما يشكل الأرضية والبيئة والمناخ الصالحة لنمو مجتمع المعرفة، فإذا كان محو الأمية وتعميم التعليم يعني الإكثار من الرجال والنساء المستنيرين العالمين بالقراءة والكتابة والحساب فإن خلق مجتمع المعرفة يعني اكثر من ذلك فهو يعني إعداد الإنسان القادر على استخدام المعلومة والتكنولوجيا في مختلف مسافات الحياة على ثلاثة مستويات تتضح في الآتي :

ـ مستوى تربوي يتعلم فيه المتعلم كيف يبرمج المعلومات الجديدة في إطار المعرفة، فيزداد وعيه المعرفي اتساعاً وإدراكه قوة.

ـ مستوى بحثي يمكّن من سير أغوار الأشياء، واستكشاف القوانين واستخدام المفاهيم.

ـ مستوى العمل التجريبي: الذي يحول المعلومة إلى معرفة، والمعرفة إلى ابتكار.

ويأتي على رأس هؤلاء المتميزين من المفكرين والمبدعين والمبتكرين   Intelligentsia القادرين على إنتاج أعمال متميزة، تضيف جديداً إلى المعرفة، أو تطور البناء المعرفي، أو تحسن استخدام المعرفة والتكنولوجيا - بعمل تطبيقي، أو تحل قضايا أو إشكالات فكرية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو تقنية والاستخدام المكثف للعلم والتكنولوجيا في أي مجتمع يوسع قاعدة مستخدمي التكنولوجيا ويكبر حلقات المتميزين .

المرحلة الثانية : نمو مجتمع المعرفة وازدياد مستخدمي التقانة الحديثة في المجتمع.

المرحلة الثالثة: تكامل مجتمع المعرفة وتحقيق النهضة التنموية الشاملة المستدامة وذلك بتكامل مجتمع المعرفة، وزيادة إعداد المبتكرين والمبدعين والمفكرين المتمثلين في النموذج بمن يدخل في نجمة مركز الدائرة الوسطى من النموذج، وهم فعلا متميزون يتصفون بالنجومية، ويوضح ذلك الشكل التالي:

المرحلة الثالثة: تكامل مجتمع المعرفة ومستخدمي التقانة الحديثة وتزايد المبتكرين والمبدعين .

وهذه المرحلة الأخيرة من مراحل تكوين / خلق مجتمع المعرفة لابد لها من متطلبات واستحقاقات تتحدد فيما يلي:

- تطوير منظومة التعليم عن طريق إعادة هندسة العملية التعليمية بما يواكب التغيرات والتحديات المعاصرة وربط التخطيط التربوي بخطط التنمية وتحقيق معايير  الجودة.

- دعم البحث العلمي والتطوير: عن طريق زيادة الإنفاق عليهما وتشجيع وتحفيز العاملين فيها.

- استخدام التكنولوجيا بإقامة بنى تحتية أساسية للاتصالات والبرمجيات ووسائل التكنولوجيا الأخرى والتوسع في التعليم الإلكتروني (المركز العربي الإقليمي للدراسات الإعلامية، 2003، 177).