أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2017
725
التاريخ: 29-3-2017
828
التاريخ: 25-10-2014
1226
التاريخ: 25-10-2014
976
|
[الرؤية منفيه عنه تعالى] كما هو المروي في المحجة البيضاء (أ) ونحوه روايات كثيرة منها:
ما عن الرضا - عليه السلام - في قول الله عز وجل: " لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار " قال: " لا تدركه أوهام القلوب فكيف تدركه أبصار العيون " (ب) ومنها: ما روي عن الرضا - عليه السلام - أنه قال في توصيفه تعالى: " هو اجل من أن تدركه الابصار أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل " (ج).
وبالجملة أن الإبصار لا يمكن إلا إذا كان المبصر محدودا وفي جهة وهو لا يناسب الرب تعالى لأنه غير محدود ولا يتناهى وهكذا ما يتخيله الإنسان وإن كان مجردا عن المادة ولكنه متقدر بالأبعاد والأشكال، ومع التقدر المذكور يكون محدودا بحدود الأبعاد والأشكال، فكيف يمكن للإنسان أن يتخيل المبدأ المتعالي الذي لا يكون محدودا بحد أو بعد، فلذلك لا تناله يد البصر والوهم، بل العقل عاجز عن درك حقيقته وكنهه إذ لا ماهية ولا جنس ولا فصل له حتى يتعلقها ويعرفه بها ذاته وكنهه، بل يعرفه العقل بعون المفاهيم المنتزعة عن ذاته مع سلب مماثلة شئ به تعالى، ويقال عند توصيفه: أنه موجود وحي وعالم وقادر وليس كمثله شئ، أو أنه ليس بمحدود، أوليس بمتناه، فالعقل عاجز عن درك كنهه، ولكن له أن يعرفه بالمفاهيم المذكورة مع سلب خصائص الممكنات عنه (د).
قال ابن ميثم البحراني: " إن ذات الله تعالى لما كان برية عن أنحاء التركيب، لم يكن معرفته ممكنة إلا بحسب رسوم ناقصة تتركب من سلوب وإضافات تلزم ذاته المقدسة لزوما عقليا " (هـ) فافهم. ومما ذكر يظهر المراد من قول مولانا أمير المؤمنين - عليه السلام - في نهج البلاغة: " لم يطلع العقول على تحديد صفته ولم يحجبها عن واجب معرفته " (و).
ثم هنا سؤال وهو: أن الرؤية إذا كانت غير ممكنة فكيف روي عن علي - عليه السلام - أنه قال في جواب من قال له: هل رأيت ربك؟: " لم أكن بالذي أعبد ربا لم أره "، ولكن الجواب عن ذلك منقول أيضا عنه - عليه السلام - حيث قال في جواب السائل: فكيف رأيته صفه لنا؟: " ويلك لم تره العيون بمشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقايق الإيمان ويلك يا ذعلب إن ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بالقيام قيام انتصاب ولا بجيئة ولا بذهاب - الحديث " (ز) ولعل المراد من الرؤية القلبية هو الشهود والعرفان القلبي والعلم الحضوري.
______________
(أ) المحجة البيضاء: ج 1 ص 219.
(ب) بحار الأنوار: ج 4 ص 29.
(ج) بحار الأنوار: ج 3 ص 15.
(د) راجع أصول فلسفة: ج 5 ص 144 - 145.
(هـ) شرح نهج البلاغة لابن ميثم البحراني: ج 1 ص 121.
(و) الخطبة: 49.
(ز) بحار الأنوار: ج 4 ص 27.
|
|
بـ3 خطوات بسيطة.. كيف تحقق الجسم المثالي؟
|
|
|
|
|
دماغك يكشف أسرارك..علماء يتنبأون بمفاجآتك قبل أن تشعر بها!
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|