إذ تقسم باكستان إلى أربعة أقاليم تضاريسية هي إقليم المرتفعات الشمالية الغربية وإقليم هضبة بلوخستان وإقليم حوض نهر السند وإقليم سهول البنجاب. فإما إقليم المرتفعات الشمالية الغربية فيمتد إلى أقصى الشمال الغربي متكوناً من عدة سلاسل جبلية أهمها سلسلة جبال سليمان التي تمتد ما بين الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ويتجاوز ارتفاعها 11 ألف قدم ويتسم الإقليم بالتعقد التضاريسي الشديد مما يصعب اجتيازه إلا عند الممرات الجبلية فظهرت أهمية ممر خبير فى وأدي بشاور للربط بين باكستان وافغانستان وهنا أيضاً ثاني أعلى قمم العالم الجبلية بعد قمة أفرست وهي قمة جدون أوستن 28250 قدم وقد قطع الإقليم تقطيعاً شديداً بروافد السند. كما ينتشر في الإقليم بعض الأودية الطويلة التي من أهمها حوض باور بمنسوب يتراوح ما بين 1000 - 1100 قدم وتبلغ مساحته 2200 ميل مربع (5698 كم).

وإقليم هضبة بلوخستان يشكل الإقليم الثاني إذ تمتد هذه الهضبة في الغرب ما بين جبال سليمان شرقاً وجبال المقرن جنوباً وهي التي تتقوس محتضنة للهضبة شبه الحوضية التى تنحدر تدريجياً نحو سهول قندهار شمالاً بأفغانستان فى سطح مموج ويربط بممر بولان بين حوض وحوض بلوخستان والأراضى الأفغانية المجاورة ويسود الإقليم مناخ جاف إذ السند .

تصله الرياح الموسمية جافة تقريباً وقد قسم الإقليم إلى هضبيات صغيرة تغطيها كثبان رملية بارتفاع يتراوح ما بين 1800 إلى 2700 قدم. وإقليم حوض السند هو الإقليم الثالث تضاريسياً إذ تمتد سهول نهر السند الخصبة نحو الجنوب الغربي مكونة أهم أقاليم باكستان وأغناها في الزراعة وارتفاع كثافة السكان فى مساحة 140 ألف ميل مربع وتنبع روافد نهر السند من إقليم كشمير شمالاً. ممثلة في أنهار جيلوم ورافي وشيناب وسوتلج بالإضافة إلى نهر بياس فى الهند وتتصل هذه الروافد بالنهر الرئيسي في قسمه الأوسط ثم يجرى فى تقوس كبير نحو بحر العرب صانعاً دلتا مروحية كبيرة ويبلغ إجمالي طول النهر نحو 600 ميل وينحصر الحوض النهرى بين هضبتى ثار شرقاً وبلوخستان غرباً ويفيض النهر مرتين سنوياً أحداهما في الصيف مع الأمطار الموسمية والأخرى في شهر مارس مع ذوبان لوج كشمير التي تنساب إلى روافده العليا وإقليم سهول البنجاب يمتد في الجزء الأعلى من نهر السند وحيث تتشعب رواده المشار إليها وتعنى كلمة بنجاب إقليم الروافد الخمسة للنهر الرئيسي. ويمتد الإقليم عند سفوح جبال الهملايا فيستلم قدراً من الأمطار الموسمية بنحو 35 بوصة سنوياً.

والمناخ الموسمى يسود معظم باكستان إلا أن خصائصه المناخية تتباين من إقليم لآخر وفقاً للموقع الجغرافي ومدى الارتفاع واتجاه الرياح الموسمية فالحرارة تبدو معتدلة صيفاً منخفضة شتاء في المناطق المرتفعة الشمالية والغربية وهي مرتفعة صيفاً ومعتدلة شتاء فى الأراضي السهلية المنخفضة، والأمطار صفيفة موسمية بفعل الرياح الموسمية البحرية، وتقل الأمطار في اتجاه عام ما بين الشمال المرتفع والجنوب المنخفض. إذ تصل إلى نحو 30 بوصة شمالاً بينما تهبط إلى ما بين 8 - 10 بوصة جنوب في إقليم كرتشى وتكاد تنعدم الأمطار فى إقليم صحراء ثار. وفي الشتاء ما بين نوفمبر ومايو يتعرض الإقليم للرياح الجافة القارية من وسط القارة حيث الضغط المرتفع القاري وتتسرب بعض من المنخفضات الاعصارية من شرق البحر المتوسط إلى شمال باكستان الجبلى شتاء فتسقط بعض الأمطار وهي هامة في زراعة القمح وحبوب الشتاء.

والغطاء النباتي يعكس النظام المناخي فالغابات النفضية والصنوبرية في المرتفعات الشمالية والشمالية الغربية بينما تسود الحشائش في السهول المنخفضة وقد تحولت إلى أراضي للتوسع الزراعي والرعوي.