حياتية النباتات الطفيلية الراقية

Biology of Parasitic Higher Plants

تعتبر النباتات (إضافة إلى الطحالب والطحالب الخضر المزرقة والبكتريا القادرة على التركيب الضوئي) أحد أهم المجاميع الأحيائية القادرة على رفد النظام الأحيائي على الأرض بالطاقة اللازمة للحياة من خلال قدرتها الفذة في استغلال طاقة الفوتونات الشمسية وخزنها بشكل طاقة كيميائية في أواصر المركبات العضوية التي تكونها أو تخزنها. وهكذا فالنباتات ذاتية التغذية (Autotrophic) هذه الصفة جعلت النباتات هدفا للطفيليات والرميات الباحثة دوما عن مصادر الطاقة والمواد العضوية في مختلف مجاميع الأحياء من البكتريا والفطريات والحيوانات الابتدائية والنيماتودا والمفصليات بما فيها الحشرات واللافقاريات والفقاريات والإنسان وحتى الفايروسات وأشكال الحياة الدنيا الباحثة عن البقاء. لكن النباتات مع ذلك تضم انواعا من النباتات الزهرية نباتات راقية غير قادرة كليا أو جزئيا على تخليق مصادر الكاربون فهي غير ذاتية التغذية (Heterotrophic) أو ذاتية التغذية لكنها غير قادرة على الحصول على الماء والعناصر المعدنية أو الإسناد الميكانيكي هذه الأنواع تسلك سلوكا تطفليا على النباتات الأخرى التي تعمل كمضايف لها مباشرة في الغالب أو على الفطريات التي تعمل كوسيط يستحصل الغذاء من نبات آخر.

يوجد حوالي 3500 نوعا من النباتات الزهرية الطفيلية (2007 ,.Rispait et al) وهي تشكل حوالي 1% من مجموع أنواع النباتات الزهرية (2001 ,.Keyes et al).

تعتبر بعض النباتات الطفيلية آفات زراعية مهمة فنباتات الدبق القصير ( Dwarf Mistletoes) الطفيلية .Arceuthobium spp تسبب خسائر سنوية بالواح الخشب في الولايات المتحدة تقدر بأكثر من 3.2 مليار قدم من خلال تخفيضها وتشويهها لنمو أشجار المخروطيات. كما أن الخسائر الأكبر المتسببة عن النباتات الطفيلية الجذرية وعلى نطاق العالم هي ما تسببه أنواع العائلتين Scrophulariaceae و Orobanchaceae على محاصيل الحبوب والبقوليات والخضروات. ففي أفريقيا تصيب النباتات الطفيلية .Strigar spp حوالي ثلثي الأراضي المزروعة بمحاصيل الحبوب والبقوليات وتسبب خسائر غالبا ما تصل إلى 100% من المحصول وهكذا تصبح الزراعة مع مثل هذه النباتات الطفيلية غير ممكنة. هذا حدى بمنظمة الغذاء والزراعة الدولية FAO إلى الإعلان أن هذه النباتات الطفيلية تهدد حياة 100 مليون إنسان في 25 بلدا أفريقيا بسبب المجاعة التي تتسبب عن خسارة المحاصيل (Estabrook & Yoder, 1998).

من خلال استغلالها للماء والمواد الغذائية ونشاطها الطفيلي، تؤثر النباتات الطفيلية على نمو وتكاثر النباتات العائلة وبالتالي قدرتها التنافسية مع النباتات غير العائلة للطفيلي. بذلك تؤثر النباتات الطفيلية على تركيب المجتمعات النباتية وحركيات الأهلات المكونة لها. ويمتد التأثير البيئي للنباتات الطفيلية ليشمل سلوك وتنوع الحيوانات المتغذية على الحشائش والحشرات الملقحة والعوامل الحيوية الناقلة للبذور. وهكذا يمكن اعتبار النباتات الطفيلية كأنواع مفتاحية في التنوع الأحيائي. الدور المهم للنباتات الطفيلية يرتبط بمدياتها العوائلية وتفضيلاتها وانتخابها لأنواع عائلة معينة، كما تؤثر النباتات الطفيلية في التركيب الفيزيائي للبيئة المحيطة من خلال التأثير في التربة والموارد المائية والغذائية وتركيز غاز ثاني أوكسيد الكاربون ودرجة الحرارة، وهكذا تسهم في هندسة النظام البيني (2005 ,Press & Phoenix).