تستفيد الحيوانات كثيرا من النباتات فهي تتغذي على أوراقها وأغصانها الطرية وحبوبها وتستظل تحتها ومنها ما يجد على فروعها سكنا كالقرود والسناجب وتبني الطيور أعشاشها على أغصانها. وتعتبر النباتات المادة الأساسية لغذاء الإنسان في شكل حبوب وفواكه وخضروات وعلى ذلك يؤثر النبات بنوعه وتركيبه الغذائي على نشاط الإنسان وصحته.

ويؤثر النبات على التربة التي يعيش عليها، إذ تزيد المحاصيل الجذرية كالبرسيم والفول من خصوبة التربة وذلك بتثبيت النيتروجين الجوي، ويعتبر البرسيم رائد هذه العملية إذ يتميز بمجموع جذري قوي ومتعمق في التربة ويعيش لمدة خمس سنوات مما يمكنه من تثبيت من 280-300 كيلوجرام من النيتروجين في الهكتار. ^{( 1 )}

 كما تساعد جذور الأشجار في تفكيك الصخور بدخولها الشقوق والفوالق والعمل على توسيعها. وتفرز الطحالب النامية على الصخور أنزيمات حامضية تساعد على تحلل الصخور وتفكيكها إلى عناصرها الأساسية من تربة ومعادن .وتستفيد الحيوانات من الغطاء النباتي بطريقة أخرى غير مباشرة فالنبات ينظم جريان مياه الأمطار ويحفظ التربة من الانجراف ويقلل من خطر الفيضانات، إنه بجملة واحدة يحافظ على التوازن البيئي الضروري لبقاء حياة الحيوان. ويستفيد النبات من الحيوان أيضا بعدة طرق منها:

1- تقوم الحيوانات بنقل بذور بعض النباتات إلى مناطق أخرى لا توجد فيها أصلا بطرق مختلفة

منها:

أ- عن طريق قناتها الهضمية: - يتغذى الحيوان على الأعشاب بما تحتويه من بذور، كما تتغذي الطيور على الفواكه كالتين والتوت والزيتون ثم تنتقل إلى مناطق أخرى تخرج فيها فضلات هضمها ومعها البذور التي لم تحضم وهناك تنبث من جديد .

ب- تحتوي بذور أغلب الحشائش على مشابك شوكية تعلق بأصواف الحيوانات وتنتقل معها إلى مناطق هجراتها الموسمية، ويقوم النمل بنقل البذور المسافات طويلة أيضا .

2- يقوم النحل والفراشات والذباب والطيور بالمساعدة في تلقيح الأزهار بعملية غير مقصودة حين تحط على الزهور وهي حاملة لبذور اللقاح ملتصقة بأهداب بطونها وأرجلها.

 3- تحتوي مخلفات الحيوان على عناصر مخصبة للتربة ومغذية للنبات مثل البوتاسيوم والفسفور والنيتروجين. فعلى سبيل المثال، تنتج البقرة الواحدة مخلفات عضوية تعادل 19 مرة وزنها كل سنة، وبهذه المخلفات تنشط حركة نمو الحشرات والأحياء الدقيقة التي تعيش في التربة مثل الديدان التي تقوم بحفر أنفاق في التربة تصل إلى أعماق من 3 إلى 6 أمتار وهي تتغذى على النباتات الميتة وتفتت الأنقاض النباتية وتحرر العناصر الكيماوية من نيتروجين وفسفور وبوتاسيوم، وتهوي التربة وتحسن من تركيبها بفضل الأنفاق التي تحفرها وعلى ذلك فإن كثافة دودة الأرض ونشاطها في الأراضي الزراعية يرتبط ارتباط إيجابيا بكميات المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية الموجودة بالتربة ^{( 2 )} ، كما أن الكثير من الحشرات تجد في روث الأبقار والأفيال والخيل بيئة مناسبة لوضع بيضها لتقضي فيه فترة حضانتها ثم يفقص وتخرج الحشرات لتجد غذائها في الروث جاهزا وتصبح هي الأخرى غذاء للطيور.

وهكذا تتسم العلاقات الحيوية في الوسط البيئي بدورة تبدأ من التربة حيث تنمو النباتات وتنتج المادة الخضراء باستخدام العناصر الغذائية من التربة والماء وثاني أكسيد الكربون من الجو. ثم ما تلبث المستهلكات الأولية كالإنسان والحيوانات العاشبة أن تتغذى على هذه النباتات بصورة مباشرة، وعندما يموت الحيوان تبدأ الكائنات الدقيقة المفككة بتحليل أجسام هذه الحيوانات إلى عناصرها الأساسية لتعود ثانية إلى التربة.

إن تدخل الإنسان السلبي في هذه الدورة الغذائية يؤدي إلى إرباكها والخلل بالتوازن البيئي، فاستعماله المفرط للمبيدات الكيماوية يقتل الحشرات والفطريات ويعطل دورها في تفكيك المادة العضوية وفي تثبيت النيتروجين في التربة مما يؤدي في النهاية إلى الاعتماد الكلي على الأسمدة الكيماوية في تخصيب التربة وهذه الأخرى تتسبب في تلوث التربة وموارد المياه والمنتجات الغذائية.

 كما أن قطع الغابات لأي غرض كان سوف يؤدي إلى هجرة الحيوانات التي تأقلمت على العيش فيها أو انقراضها وانحراف التربة وتدهور البيئة بصفة عامة.

------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) رجب سعد السيد ، الانسان والبيئة ، مجلة العربي ، العدد 517 ، ديسمبر 2001 ، ص145

(2) منقول عن برنامج حماة الاحياء البرية ، قناة الرحلات العربية ، 2005/3/30