اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ كَمالِكَ بِأَكْمَله ، وَكُلُّ كَمالِكَ كاملٌ ، اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلك بكَمالِكَ كلِّهِ |
![]() ![]() |
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2016
![]()
التاريخ: 2024-08-23
![]()
التاريخ: 2024-09-03
![]()
التاريخ: 18-10-2016
![]() |
كمال الشيء ما به تمامه وانجبر به نقصانه ؛ فالصورة كمال الهيولى ، والفصل كمال الجنس ، ولهذا عرّفت النفس بأنّها كمال أوّل لجسم طبيعي آلي ([1])؛ إذ هي كمال الهيولى باعتبار وكمال الجنس باعتبار .
ولهذا كانت الولاية العلوية - أدامنا اللَّه عليها - كمال الدين وتمام النعمة ([2]) ؛ لقوله : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ([3]) . وقال أبو جعفر عليه السلام في ضمن الرواية المفصّلة في « الكافي » : « ثمّ نزلت الولاية ، وإنّما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة ، أنزل اللَّه تعالى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ؛ وكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب عليه السلام » ([4]) انتهى .
فسائر العبادات بل العقائد والملكات بمنزلة الهيولى ، والولاية صورتها ، وبمنزلة الظاهر وهي باطنها ، ولهذا من مات ولم يكن له إمام ميتته ميتة الجاهلية ، وميتة كفر ونفاق وضلال ، كما في رواية « الكافي » ([5]) ؛ فإنّ المادّة والهيولى لا وجود لهما إلّا بالصورة والفعلية ، بل لا وجود لهما في النشأة الآخرة أصلًا ؛ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ ([6]) . وهي دار الحصاد ؛ « والدنيا مزرعة الآخرة » .
واعلم أنّ الأسماء والصفات الإلهية كلّها كاملة بل نفس الكمال ؛ لعدم النقص هناك حتّى يجبر ؛ وكلّ كمال ظهور كمال الأسماء الإلهية وتجلّياتها . وأكمل الأسماء هو الاسم الجامع لكلّ الكمالات ؛ ومظهره الإنسان الكامل المستجمع لجميع الصفات والأسماء الإلهية ومظهر جميع تجلّياته . ففي الأسماء الإلهية اسم اللَّه أكملها وفي المظاهر الإنسان الكامل أكملها. وفي الشرائع شريعته أكملها ، وكمال شريعته بالولاية ، ونسبة شريعته إلى سائر الشرائع كنسبته إلى صاحب الشرائع ، وكنسبة الاسم الجامع إلى سائر الأسماء ؛ فشريعته واقعة تحت دولة اسم اللَّه الذي كان حكمه أزليّاً وأبديّاً ، فسائر الشرائع أيضاً مظاهر شريعته ([7]) ، وشريعته كمال سائر الشرائع .
ولهذا كان - عليه وعلى آله الصلاة والسلام - نبيّاً وآدم بين الماء والطين ([8]) ، بل لا ماء ولا طين ؛ وكان مع آدم ونوح وغيرهما من الأنبياء عليهم السلام .
ويظهر من المحقّق الحكيم السبزواري ([9]) في « شرح الأسماء » أنّ الكمال قدر الجامع بين الجمال والجلال ([10]) . وهذا وإن كان صحيحاً بناءً على ما عرفت ([11]) من أنّ كلّ صفة جمال مختفٍ فيها الجلال وكلّ جلال مختفٍ فيه الجمال ، إلّا أنّ الاسم تابع للظاهر منهما ، والكمال من صفات الجمال المنطوي فيه الجلال ؛ فإنّ الكمال هو الصورة التمامية للشيء ، وهي من الصفات الثبوتية وإن تلازمها صفة سلبية .
[1] الإشارات والتنبيهات ، شرح المحقّق الطوسي 2 : 290 ؛ الحكمة المتعالية 8 : 16 و 382 ؛ شرح المنظومة 5 : 15 .
[2] قوله : « ولهذا كانت الولاية . . . » إلى آخره . وتوهّم بعض أنّ الولاية فريضة كسائر الفرائض وفي عرضها أو أشرف منها ، للروايات الواردة : « بني الإسلام على خمس ومنها الولاية » ( أ ) . وقال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي أدام اللَّه ظلّه على رؤوس مريديه : إنّ الولاية في الحديث الشريف - بفتح الواو - بمعنى المحبّة، والولاية التي هي أحد أركان الدين بل أصله وكماله هي بالكسر؛ تدبّر. [ منه عفي عنه ]
أ - راجع وسائل الشيعة 1 : 13 ، أبواب مقدّمة العبادات ، الباب 1 .
[3] المائدة ( 5 ) : 3 .
[4] الكافي 1 : 290 / 6 .
[5] الكافي 1 : 376 - 377 / 2 - 3 .
[6] العنكبوت ( 29 ) : 64 .
[7] قوله : « فسائر الشرائع أيضا مظاهر شريعته » . قال العارف الكامل عبد الرزّاق الكاشاني ( أ ) في شرح تائية ابن فارض الكبرى : « وكلّ نبيّ من بني آدم - عليه السلام - إلى محمّد - صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم - مظهر من مظاهر نبوّة الروح الأعظم . فنبوّته ذاتية دائمة ونبوّة الظاهرة عرضية متصرّمة ؛ إلّا نبوّة محمّد صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فإنّها دائمة غير متصرّمة ؛ إذ حقيقته حقيقة الروح الأعظم ، وصورته صورة الروح التي ظهرت فيها الحقيقة بجميع أسمائها وصفاتها ، وظاهر الأنبياء مظاهرها ببعض الأسماء والصفات ، تجلّت في كلّ مظهر بصفة من صفاتها واسم من أسمائها ، إلى أن تجلّت في المظهر المحمّدي بذاتها وجميع صفاتها وختم به النبوّة . وكان الرسول صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم سابقاً على جميع الأنبياء من حيث الحقيقة ، متأخّراً عنهم من حيث الصورة ؛ كما قال : « نحن الآخرون السابقون » . وقال : « كنت نبيّاً وآدم بين الماء والطين » . وفي رواية « بين الروح والجسد » ؛ أي : لا روحاً ولا جسداً . هكذا فسّره المحقّقون » . وقال في موضع آخر : « إنّ مثابة الأنبياء والأولياء إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله سواء من حيث إنّهم مظاهر دائرتي نبوّته وولايته . وكذلك قال : « علماء امّتي كأنبياء بني إسرائيل » . وكما أنّ الأولياء يدعون الخلق إلى الحقّ بتبعيته فكذلك الأنبياء [ دعوا أممهم إلى الحقّ بتبعيته لأنّهم ] ( ب ) مظاهر نبوّته . وأشار إلى هذا قوله ( أي : ابن الفارض في القصيدة ) في الأنبياء عليهم السلام : وما منهم إلّا وقد كان داعياً * به قومه للحقّ عن تبعيته »
انتهى كلامه بتفصيله ( ج ) .
أ - والصحيح : عزّالدين محمود الكاشاني .
ب - هذه الزيادة موجودة في المصدر .
ج - كشف الوجوه الغرّ لمعاني نظم الدرّ : 164 و 168 .
[8] تقدّم تخريجه في الصفحة 19 .
[9] هادي بن مهدي ( 1212 - 1289 ق ) فيلسوف وعارف من أشهر العلماء المتأخّرين .
تلقّى مقدّمات العلوم في المشهد الرضوي عليه السّلام ، فذهب إلى أصفهان وحضر دروس الآيتين المولى إسماعيل الأصفهاني والمولى علي النوري . ثمّ رجع إلى سبزوار ووقف نفسه لتعليم الحكمة والفقه لمدّة سبعة وثلاثين سنة ؛ وكان يقصده الطلّاب ورواد العلم من أقصى البلاد . وفّق لتربية كثير من حائزي أعلى المقامات العلمية ومسانيد الفتوى والقضاء . كان يدرس كتب صدر المتألّهين وقد علّق على كثير منها . له شعر تخلّص فيه ب « أسرار » . من آثاره : « شرح منظومتيه في المنطق والحكمة » ، وهو أحد المتون الدراسية في الحوزات العلمية الآن ، « أسرار الحكم » ، « كتاب شرح الأسماء » ، « حواش على الأسفار الأربعة » و « الشواهد الربوبية » و « شرح لمثنوى معنوي » .
راجع لغت نامه ، ذيل « سبزوارى - حاج ملا هادي » ؛ الأعلام 9 : 38 ؛ أعيان الشيعة 10 :
234 - 235 .
[10] شرح الأسماء ، السبزواري : 151 .
[11] تقدّم في الصفحة 26 و 31 .
|
|
مريض يروي تجربة فقدانه البصر بعد تناوله دواءً لإنقاص الوزن
|
|
|
|
|
كارثة تلوح في الأفق بعد تحرك أكبر جبل جليدي في العالم
|
|
|
|
|
قسم التطوير يناقش بحوث تخرج الدفعة الثانية لطلبة أكاديمية التطوير الإداري
|
|
|