المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6628 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرفِهِ ، وَكُلُّ شرفِكَ شَريفٌ , اللّهمَّ إِنِّي أَسأَلكَ بِشرفِكَ كُلِّهِ  
  
363   05:44 مساءً   التاريخ: 2025-03-10
المؤلف : السيد روح الله الموسوي
الكتاب أو المصدر : شرح دعاء السحر
الجزء والصفحة : ص133-136
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / أدعية وأذكار /

في أنّ الوجود خير:

وممّا اتّضح أمره وشاع ذكره عند الإلهيين ، من أصحاب الحكمة المتعالية والفلسفة العالية ، والسالكين من أرباب الذوق وذوي قلوب صافية وعيون بصيرة غير رامدة ، على اختلاف مسلكهم وتفاوت مشربهم بالسلوك العلمي والطريق البرهاني ، أو بالسير العرفاني والكشف المعنوي الوجداني العياني عقيب الخلوات والتجهيز عن الدنيا إلى الآخرة ومن حدود بقعة الإمكان المظلمة إلى فضاء عالم القدس : أنّ الوجود خير وشريف وبهاء وسناء ، وأنّ العدم شرّ وخسيس وظلمة وكدورة ؛ فهو الخير المحض والشرافة الصرفة التي يشتاق إليه كلّ الأشياء ويخضع عنده كلّ متكبّر جبّار ، ويطلبه كلّ الموجودات ويعشقه كلّ الكائنات ، ويدور عليه مدار كلّ خير وشرافة ويتوجّه إليه كلّ سالك ، وانيخ إلى جنابه كلّ الراوية وحلّ إلى فنائه كلّ الراحلة ؛ إن ذُكر الخير كان أوّله وآخره وظاهره وباطنه وأصله ومعدنه . لكن كلّ ذلك لا بمعناه المصدري والمفهوم الإنتزاعي الاعتباري ؛ بل بما أنّه حقيقة الوقوع في الخارج ، وعين الأعيان الخارجية ومتن الحقائق النفس الأمرية ، وأصل التحقّقات ومذوّت الذوات ، ومجوهر الجواهر ومحقّق الأعراض .

فكلّ خير وشرف وحقيقة ونور مرجعه الوجود . وهو الأصل الثابت والشجرة الطيّبة ؛ وفروعه ملأت السماوات والأرض والأرواح والأشباح . وكلّ شرّ وخسّة وبطلان وظلمة مرجعه العدم . وهو الشجرة الخبيثة المظلمة المنكوسة ؛ وما لهذه الشجرة من قرار .

والمهية من حيث ذاتها لا تتّصف بالخيرية والشرّية ؛ لأنّها ليست إلّاهي ؛ ومع ذلك بحسب اللااقتضائي الذاتي والإمكان المهيّتي كانت هالكة زائلة باطلة .

وإذا خرجت من حدود بقعة العدم ودار الوحشة والهلاكة إلى باب أبواب الوجود ، وشربت من عينه الصافية تصير شريفة خيّرة بالعرض والمجاز .

وكلّما كان الوجود أتمّ وأكمل كان الخير والشرافة فيه أكثر ؛ إلى أن ينتهي إلى وجود لا عدم فيه وكمال لا نقصان فيه ، فهو شرف لا خسّة فيه وخير لا شرّيّة فيه ؛ وكلّ الخيرات والشرافات من إفاضاته وإشراقاته وتجلّياته وأطواره وتطوّراته . ولا خير وكمال حقيقي ذاتي إلّا له وبه ومنه وفيه وعليه . وسائر المراتب لها خيرات باعتبار الانتساب إليه ومظهريته له ؛ وباعتبار الانتساب إلى أنفسها فلا كمال لها ولا خيرية ولا حقيقة ولا شيئية ، كما قال تعالى : كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ([1]) ، وقال : كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ * وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ([2]) .

وقال سيّد الأنبياء وسند الأصفياء صلوات اللَّه وسلامه عليه وعلى آله الطيّبين الطاهرين : « فمن وجد خيراً فليحمد اللَّه ؛ ومن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلّا نفسه » ([3]) . فالخير لكونه منه لا بدّ من حمده تعالى عليه ؛ والشرُّ لكونه من جهة النفس حيثية الخلقي فلا لوم [ به ] إلّا لها .

وقال تعالى حكاية عن خليله عليه السلام : وَإِذا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ([4]) ؛ [ فانظر ] كيف انتسب المرض إلى نفسه ونقصان استعداده والشفاء إلى ربّه ، فالفيض والخير والشرافة منه ، والشرّ والنقصان والخسّة منّا : ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ([5]) ؛ وإن كان الكلّ من عند اللَّه بوجه .

وكتب القوم ([6]) لا سيّما كتب الفيلسوف الفارسي صدر الحكماء المتألّهين - رضوان اللَّه عليه - مشحونة تلويحاً وتصريحاً وبرهاناً على هذه المسألة ([7]) .

ويبتني عليها كثير من المسائل الإلهية والأصول الاعتقادية والأسرار القدرية ممّا لا مجال لذكرها ولا رخصة لكشف سرّها .

ولنختم الكلام بذكر كلام من هذا الأستاذ المتألّه ؛ قال في كتابه الكبير : « والحاصل أنّ النقائص والذمائم في وجودات الممكنات ترجع إلى خصوصيات المحالّ والقوابل ، لا إلى الوجود بما هو وجود . وبذلك يندفع شبهة الثنوية ويرتفع توهّم التناقض بين آيتين كريمتين من كتاب اللَّه العزيز ؛ إحداهما قوله تعالى : ما أَصابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَما أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ([8]) ، والأخرى قوله تعالى : قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ([9]) . وما أحسن ما وقع متّصلًا بهذه الآية إيماءً بلطافة هذه المسألة من قوله : فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً ([10]) ». ([11]) انتهى ما أردنا من كلامه .

ومن اشتهى أن يتّضح له الحال فعليه بكتبه ، لا سيّما كتابه الكبير .


[1] القصص ( 28 ) : 88 .

[2] الرحمن ( 55 ) : 26 - 27 .

[3] بحار الأنوار 10 : 454 / 19 ؛ كنز العمّال 15 : 925 / 43590 .

[4] الشعراء ( 26 ): 80 .

[5] النساء ( 4 ) : 79 .

[6] راجع الشفاء ، الإلهيات : 355 ؛ كشف المراد : 29 ؛ مجموعه مصنّفات شيخ إشراق ، التلويحات 1 : 78 ؛ القبسات : 428 .

[7] راجع الحكمة المتعالية 1 : 340 ؛ 7 : 58 ؛ مفاتيح الغيب : 293 ؛ شرح الهداية الأثيرية : 341 ؛ المبدأ والمعاد : 185 .

[8] النساء ( 4 ) : 79 .

[9] النساء ( 4 ) : 78 .

[10] النساء ( 4 ) : 78 .

[11] الحكمة المتعالية 2 : 354 - 355 .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.