المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6628 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



دلالة التوقيت في الصلوات  
  
269   03:12 صباحاً   التاريخ: 2025-03-19
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : فلسفة الصلاة
الجزء والصفحة : ص60-62
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / صلوات و زيارات /

يتفاوت إحساس الناس بالوقت هذا المحيط الزمني الذي يعيش فيه الإنسان وما حوله من أحياء وأشياء وتنظيمهم له واستفادتهم منه، ففي المجتمعات البدائية التي يمثلها في عصرنا بعض مناطق القارة الإفريقية ، وبعض القبائل المنعزلة في أمريكا اللاتينية وبعض جزر المحيط الهادي ، يعيش الإنسان في هذه المجتمعات بذهنية مسطحة لا عمق فيها ، وابرز ما في حياة أفرادها الكسل والتراخي وإهمال الوقت .

وفي المجتمعات المادية المتخلفة كما في أمريكا الجنوبية والمجتمعات البوذية والهندوسية في آسيا عدا اليابان هذه البلاد يعيث فيها الاستعمار فسادا فوق فسادها ويسيرها حسب مصالحه بنهب ثرواتها الخام ويستغل مواقعها الجغرافية ويفترس جهود أبنائها.. مقابل السلع الاستهلاكية التي يصدرها إليهم الوقت في هذه المجتمعات رخيص يهدر من قبل الأكثرية بالتوافه من الأمور ، ويصرف من قبل الحكام والمثقفين لخدمة الاستعمار ولا تجني بلادهم من وقتهم إلا التبعية والخضوع. يقول أحد شعراء أمريكا اللاتينية : الوقت نهر يجرفني وأنا النهر، أنه نمر يمزقني وأنا النمر، أنه النار تأكلني وأنا النار.

أما الوقت في مجتمعات المسلمين المتخلفة فهو يشبه الوقت في المجتمعات المادية المتخلفة مع اختلاف في وجود بقايا المفاهيم والعادات الإسلامية ووجود محاولات إسلامية جادة للخروج من المأزق الاستعماري ومن دوامة التخلف بكل أبعادها .

وأما مجتمعات الحضارة المادية المتقدمة وهي مجتمعات أمريكا وأوروبا واليابان وإسرائيل فقد اندفع الناس فيها للاستفادة من الوقت في الحصول على السلع والمتع الجسدية بأوسع نطاق ، ونمت عندهم الأشياء بما لم يسبق له مثيل في المجتمع البشري ، فلا يمر يوم لديهم إلا ويزداد انتاج السلع البسيطة المعقدة ، من وسائل الرفاهية إلى أسلحة الدمار والحرب . ويتميز المجتمع الشيوعي بالمركزية ، والمجتمع الرأسمالي بالانطلاق الفردي ، وكلاهما يعملان في اتجاه واحد اتجاه الترف واللهو والركض وراء السلع والانتاج والربح والسيطرة[1].

إن توقيت الصلاة اليومية الذي يبدو عملية تعدادية أو تقسيمية بسيطة هو إحدى العمليات التغييرية الكبرى التي يحدثها الإسلام في حياة الإنسان وحضارته . فقد بني هذا الدين الإلهي الخالد بناء محكما للإحاطة بحياة الإنسان وتنظيمها تنظيما شاملا ودقيقا وجعل لحياته محطات رئيسية تكون مصدرا حيويا للتنبيه للوقت إلى الخط السليم . ومن أهم هذه المحطات الصلاة اليومية ، علامة المؤمن التي تنهاه عن الفحشاء والمنكر .

إن توقيت الصلاة عملية رائعة يتذكر الناس من خلالها بصورة أكيدة ودائمة وعلى أحسن وجه صلتهم بربهم على مدار اليوم من الفجر إلى العشاء ( وإلى الثلث الأخير من الليل ) .

وأن التزام مجتمعاتنا الإسلامية بأداء الصلاة اليومية لهو واحد من أهم الأعمال والظواهر المؤثرة في كفاحنا لإقامة الحياة الإسلامية والحضارة الإسلامية ، هذه الحضارة الربانية المعنوية المادية التي تخرجنا من حالة الخضوع والتخلف وهدر الأوقات والأعمار ، كما تنجينا من الوقوع في مستنقع مجتمعات الحضارة المادية التي تستفيد من الوقت ولكن ركضا وراء ترفها وإمعانا في استعباد الشعوب المستضعفة .

ومن مفردات تأثير الالتزام بالصلاة اليومية الموقتة نذكر : تطبيق نظرية الإسلام عن الليل والنهار ونشير إلى المعطى الصحي والنفسي لهذا التوقيت والتنظيم.


[1] مستفاد من كتاب " دراسة الوقت والعمل " .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.