المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 18790 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أنباء الغيب في قصة نوح (عليه السلام) تأملات وعبر  
  
150   02:33 صباحاً   التاريخ: 2025-04-12
المؤلف : الفيض الكاشاني
الكتاب أو المصدر : تفسير الصافي
الجزء والصفحة : ج2، ص451-455
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي نوح وقومه /

قال تعالى: { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [هود: 49]

{ تِلْكَ} : إشارة إلى قصة نوح (عليه السلام).

{مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ}: أي بعضها .

نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر : على مشاق الرسالة وإيذاء القوم كما صبر نوح .

(عليه السلام)إن العاقبة : في الدنيا بالظفر ، وفي الآخرة بالفوز .

للمتقين : عن الشرك والمعاصي .

القمي : عن [الامام] الصادق (عليه السلام) بقي نوح (عليه السلام) في قومه ثلاث مئة سنة يدعوهم إلى الله عز وجل فلم يجيبوه فهم أن يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا وهم العظماء من الملائكة ، فقال لهم نوح (عليه السلام): من أنتم ؟ فقالوا : نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الدنيا ، وإن غلظ مسيرة السماء الدنيا خمسمائة عام ، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا خمسمائة عام ، وخرجنا عند طلوع الصبح ووافيناك في هذا الوقت فنسألك أن لا تدعو على قومك ، فقال نوح : قد أجلتهم ثلاثمأة سنة ، فلما أتى عليهم ستمائة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فوافاه اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية ، فقال نوح (عليه السلام): من أنتم ؟ قالوا : نحن اثنا عشر ألف قبيل من قبائل ملائكة السماء الثانية وغلظ السماء الثانية مسيرة خمسمائة عام ومن السماء الثانية إلى السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام ، وغلظ السماء الدنيا مسيرة خمسمائة عام ، ومن السماء الدنيا إلى الدنيا مسيرة خمسمائة عام خرجنا عند طلوع الشمس ، ووافينا ضحوة نسألك أن لا تدعو على قومك ، فقال نوح (عليه السلام): قد أجلتهم ثلاثمأة سنة ، فلما أتى عليهم تسعمائة سنة ولم يؤمنوا هم أن يدعو عليهم فأنزل عز وجل {وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [هود: 36] فقال نوح : { وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } [نوح: 26، 27].

 فأمره الله عز وجل أن يغرس النخل فأقبل بغرس النخل ، فكان قومه يمرون به ويسخرون منه ، ويستهزؤن به ، ويقولون : شيخ قد أتى له تسعمأة سنة يغرس النخل ، وكانوا يرمونه بالحجارة ، فلما أتى لذلك خمسون سنة وبلغ النخل واستحكم أمر بقطعه فسخروا منه ، وقالوا : بلغ النخل مبلغه وهو قوله عز وجل {وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ (38) فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [هود: 38، 39] .

فأمره الله أن يتخذ السفينة وأمر جبرئيل أن ينزل عليه ويعلمه كيف يتخذها فقدر طولها في الأرض ألفا ومأتي ذراع ، وعرضها ثمانمائة ذراع ، وطولها في السماء ثمانون ذراعا ، فقال : يا رب من يعينني على اتخاذها فأوحى الله عز وجل إليه ناد في قومك من أعانني عليها ونجر منها شيئا صار ما ينجره ذهبا وفضة ، فنادى نوح (عليه السلام)فيهم بذلك فأعانوه عليه ، وكانوا يسخرون منه ، ويقولون : سفينة يتخذ في البر .

وفي الاكمال : عنه وأما إبطاء نوح (عليه السلام)فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء بعث الله تعالى جبرئيل الروح الأمين معه سبع نوايات فقال : يا نبي الله إن الله تعالى يقول لك : إن هؤلاء خلائقي وعبادي لست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه ، وأغرس : هذا النوى فإن لك في نباتها وبلوغها وادراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص ، فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين ، فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت واغتصنت وزهى التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله العدة فأمره الله تعالى أن يغرس نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد ، ويؤكد الحجة على قومه فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به ، فارتد منهم ثلاثمأة رجل، وقالوا لو كان ما يدعيه نوح (عليه السلام)حقا لما وقع في وعد ربه خلف ، ثم إن الله تعالى لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها تارة بعد أخرى إلى أن غرسها سبع مرات ، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا فأوحى الله إليه عند ذلك وقال : يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل ، لنعينك حين صرح الحق عن محضه ، وصفا من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك ، واعتصموا بحبل نبوتك بأني أستخلفهم في الأرض ، وأمكن لهم دينهم ، وأبدلهم خوفهم بالأمن ، لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشرك من قلوبهم ، وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبذل الامن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وسنوخ الضلالة ، فلو أنهم تنسموا من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذ أهلكت أعداؤهم لنشقوا روايح صفاته ولاستحكمت مراير نفاقهم وثارت خبال ضلالة قلوبهم ، ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة ، وحاربوهم على طلب الرياسة ، والتفرد بالأمر والنهي ، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الامر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب ؟ كلا {وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } [هود: 37].

وفي العيون عن [الامام] الرضا (عليه السلام)إنه قيل له يا ابن رسول الله لا علة أغرق الله الدنيا كلها في زمن نوح (عليه السلام)وفيهم الأطفال وفيهم من لا ذنب له ؟ فقال: ما كان فيهم الأطفال ، لأن الله أعقم أصلاب قوم نوح وأرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا ولا طفل فيهم ، وما كان الله تعالى ليهلك بعذابه من لا ذنب له، وأما الباقون من قوم نوح فأغرقوا بتكذيبهم لنبي الله نوح وسائرهم أغرقوا برضاهم بتكذيب المكذبين ، ومن غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهد[1] الماء عن عظام الموتى فرأى ذلك نوح (عليه السلام)جزع جزعا شديدا واغتم لذلك فأوحى الله عز وجل هذا عملك أنت دعوت عليهم ، قال يا رب : إني أستغفرك وأتوب إليك فأوحى الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمك .

وعنه (عليه السلام): كانت أعمار قوم نوح ثلاثمأة سنة .

وفي الكافي : عنه (عليه السلام)عاش نوح ألفي سنة وثلاث مئة سنة ، منها : ثمانمائة سنة وخمسون سنة قبل أن يبعث ، وألف سنة إلا خمسين عاما وهو في قومه يدعوهم، وخمسمائة عام بعدما نزل من السفينة ونضب الماء ، فمصر الأمصار ، وأسكن ولده البلدان ، ثم أن ملك الموت جاءه وهو في الشمس فقال : السلام عليك فرد عليه نوح (عليه السلام) فقال : ما جاء بك يا ملك الموت ؟ فقال : جئتك لأقبض روحك ، قال : دعني أدخل من الشمس إلى الظل ، فقال له : نعم فتحول ، ثم قال : يا ملك الموت كل ما مر بي من الدنيا مثل تحويلي من الشمس إلى الظل فامض لما أمرت به فقبض روحه .

وعنه (عليه السلام): عاش نوح (عليه السلام) بعد الطوفان خمسمائة سنة ثم أتاه جبرئيل فقال : يا نوح إنه قد انقضت نوبتك واستكملت أيامك فانظر إلى الاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة التي معك فادفعها إلى ابنك سام فإني لا أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي ، ويعرف به هداي ، وتكون النجاة فيما بين مقبض النبي ومبعث النبي.

 


[1] حسره يحسره كشفه والشئ حسورا انكشف ق الآخر ولم أكن أترك الناس بغير حجة لي وداع إلي وهاد إلى سبيلي وعارف بأمري فإني قد قضيت أن أجعل لكل قوم هاديا أهدي به السعداء ويكون حجة لي على الأشقياء ، قال : فدفع نوح الاسم الأكبر ، وميراث العلم ، وآثار علم النبوة إلى سام ، وأما حام ويافث فلم يكن عندهما علم ينتفعان به ، قال : وبشرهم نوح بهود وأمرهم باتباعه وأمرهم أن يفتحوا الوصية في كل عام وينظروا فيها ويكون عيدا لهم .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .