فلسفة الإعلام الأمريكي

يستمد الإعلام في الولايات المتحدة فلسفته وحريته من القيم الاجتماعية والثقافية الأساسية السائدة في المجتمع الأمريكي، والتي تتمثل في: الفردية، وعدم الإيمان المطلق في الحكومة والشك فيها. لذلك يتميز النظام الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية عن مثيله حتى في الدول الغربية في كونه أقل مركزية وأكثر استقلالا عن الحكومة، وأكثر تجارية.

وتدفع القيم الثقافية في المجتمع الأمريكي الأمريكيين إلى الشعور بعدم الراحة من حديث بعض دول العالم الثالث عن مسؤوليات الصحافة في دعم برامج التنمية، ومن حديث الماركسيين عن الصحافة كأداة للتعبئة والدعاية والضبط الاجتماعي. ولا تقتصر هذه القناعات على المواطن الأمريكي العادي ولكنها تصل إلى رؤساء الدولة، فقد رفض الرئيسان السابقان رونالد ريجان وجورج بوش فكرة دعم محطات راديو وتليفزيون عامة من أموال الضرائب.

وإذا كنا ننظر إلى حرية الصحافة على أنها تعنى تحرر الصحافة من التأثير الحكومي قبل وبعد الطبع، فان الصحافة الأمريكية – بهذا المعنى تعد أكثر الصحافة حرية في العالم كله ولكن الحقيقة أننا لا يمكن أن نأخذ بهذا المعنى القاصر الذي يمنح حرية الصحافة للذين يملكون القدرة المالية على إصدار الصحف.

وينفى بعض الباحثين وجود أية مسؤوليات للصحافة الأمريكية تجاه المجتمع الأمريكي، فالصحافة تعمل حرة من كل قيد وشرط. ووصل الأمر بأحد رؤساء تحرير الصحف الكبرى وهي "وول ستريت جورنال Wall Street Journal" إلى القول بان الصحيفة ليست مسؤولة سوى أمام مالكها فالمجتمع الأمريكي ينظر إلى صحافته على أنها مشاريع تجارية من الطبيعي أن تسعى إلى الربح.