أقرأ أيضاً
التاريخ: 14/11/2022
1782
التاريخ: 14-12-2015
12005
التاريخ: 28-12-2015
8645
التاريخ: 10-12-2015
2826
|
مصبا- كلّمته تكليما ، والاسم الكلام ، وجمعها كلم وكلمات. والكلام في أصل اللغة عبارة عن أصوات متتابعة لمعنى مفهوم ، وفي اصطلاح النحاة : اسم لما ترّكب من مسند ومسند اليه ، وليس هو عبارة عن فعل المتكلّم. وقوله صلى الله عليه واله : اتّقوا اللّٰه في النساء فإنما أخذتموهنّ بأمانة اللّٰه واستحللتم فروجهنّ بكلمة اللّٰه. الأمانة : قوله تعالى : {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة : 229]. والكلمة إذنه في النكاح. وتكلّم بكلام حسن وكلاما حسنا. والكلام في الحقيقة هو المعنى القائم بالنفس ، لأنّه يقال في نفسي كلام ، وقال تعالى : {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ} [المجادلة : 8].
قال الآمدي وغيره : ليس المراد إلّا المعنى القائم بالنفس ، ومن جعله عبارة وحقيقة في اللسان : فإطلاق اصطلاحي ولا مشاحة في الاصطلاح. وكلمته كلما من باب قتل : جرحته. ومن باب ضرب لغة ، ثمّ اطلق المصدر على الجرح ، وجمع على كلوم وكلام.
مقا- كلم : أصلان : أحدهما يدل على نطق مفهم. والآخر على جراح.
فالأوّل - الكلام ، تقول كلّمته اكلّمه تكليما ، وهو كليمي إذا كلّمك أو كلّمته ، ثمّ يتّسعون فيسمّون اللفظة الواحدة المفهمة كلمة ، والقصيدة كلمة ، ويجمعون الكلمة كلمات وكلما- { يحرّفون الكلم عن مواضعه }. والأصل الآخر- الكلم وهو الجرح ، والكلام : الجراحات ، ورجل كليم وقوم كلمى ، أي جرحى. وأمّا الكلام : فيقال هي أرض غليظة.
التهذيب 10/ 264- قال الليث : الكلم : الجرح ، والجميع كلوم ، وتقول كلمته وأنا أكلمه كلما وأنا كالم وهو مكلوم- دابّة من الأرض تكلّمهم- قال الفرّاء : حدّثني بعض المحدّثين إنّه قرئ تكلمهم ، وفسرّ تجرحهم ، والكلام :
الجراح ، وكذلك إن شدّد- تكلّمهم - تجرّحهم. والكلام معروف. والكلمة : لغة تميميّة. والكلمة لغة حجازيّة. والكلمة تقع على الحرف الواحد من حروف الهجاء ، وتقع على لفظة واحدة مؤلّفة من جماعة حروف لها معنى ، وتقع على قصيدة بكمالها ، وخطبة بأسرها. والقرآن كلام اللّٰه ، وكلم اللّٰه ، وكلمات اللّٰه ، وكلمة اللّٰه. ورجل تكلامة يحسن الكلام.
مفر- الكلم : التأثير المدرك بإحدى الحاسّتين ، فالكلام مدرك بحاسّة السمع والكلم بحاسّة البصر. وكلمته : جرحته جراحة بان تأثيرها ، ومجرح اللسان كجرح اليد.
فرهنگ تطبيقي - عبرى- كالم - زخم زدن- الجرح.
فرهنگ تطبيقي - آرامى- كلم- زخم زدن ، اهانت.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو إبراز ما في الباطن من الأفكار والمنويّات ، بأيّ وسيلة كان ، وهو يختلف باختلاف الأشخاص والموارد.
وأمّا مفهوم الجرح : فهو مأخوذ من العبريّة والآراميّة.
والكلمة بمناسبة تاء الوحدة : تطلق على إبراز واحد ، وهو اللفظ المفرد. والكلام بمناسبة توسّط الألف : يطلق على كلمة وإبراز فيه استمرار ، وينطبق على الكلام المصطلح.
والتكليم : بمعنى إبراز الكلام في قبال المخاطب ، قال في الفروق ص 23- إنّ التكليم تعليق الكلام بالمخاطب ، فهو أخصّ من الكلام ، وذلك أنّ كلّ كلام ليس خطابا للغير.
والتكلّم : لا يلاحظ فيه التعليق بالمخاطب.
فالكلام اللفظي اللساني : {فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا} [مريم : 26]
والكلام من اللّٰه المتعال : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء : 164]
والتكلّم بأعضاء البدن : . {وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ} [يس : 65]
والتكلّم بارادة اللّٰه : {وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا} [آل عمران : 46]
والتكلّم بالوحي : {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا} [الشورى : 51] والكلمة التكويني :
{إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ } [آل عمران : 45] والكلام الخارجي :
{يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ } [البقرة : 75] فالمفهوم الجامع بين هذه الموارد : هو المبرز عن الباطن ، ولا خصوصيّة للغة ولا للفهم واللسان ولا للإنسان فيه.
بل قد يكون إبراز ما في الباطن بظهور وجود خارجي تكويني يدلّ على ما في الباطن من الصفات والنيّات ، كوجود عيسى(عليه السلام)، فانّه مرآة الحقّ ومظهر صفات اللّٰه عزّ وجلّ وكلمة تدلّ عليه.
ولا يخفى أنّ التكلّم من الصفات الثبوتيّة للّٰه تعالى ، وحقيقته ظهور المراد وبيانه ، أو إظهاره وتبيينه ، وهذا الإظهار والإبراز يختلف باختلاف العوالم ، فانّ تبيين المراد للتفهيم ، والتفهيم لا بدّ أن يكون على وفق حال المخاطب وباقتضاء التناسب والخصوصيّات فيه ، من مراتب الفهم والإدراك ومن اختلاف العوالم والألسنة واللغات ، في كلّ عالم بحسبه ولكلّ مخاطب باقتضاء إدراكه.
فالتكلّم بمعنى مطلق تبيين المراد بأيّ نحو كان : يرجع الى مفهوم التجلّي والإيجاد والتكوين ، ويكون من صفات الذات.
وبمعنى التبيين للمخاطبين : يكون من صفات الفعل ، كما في قوله تعالى : {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء : 164].
فلا فرق في هذه الجهة بين أن يكون المراد من الكلام ، كلاما ظاهريّا بالأصوات والألفاظ ، أو بالمعاني ، وهو الكلام المعنوي ، فانّ الكلام المعنوي المعبّر عنه بالنفسيّ إمّا يتحصّل بواسطة الألفاظ ، أو بنفسه باقتضاء عوالم الروحانيّة والمعنويّة.
وقد أوضحنا ذلك البحث في شرح الباب الحادي عشر- فراجعه.
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} [الشورى : 51] فيشير الى أنّ للتكلّم ثلاث مراتب :
الأوّل - تكليمه بالوحي وإلقاء المعنى المراد الى البشر ، وذلك إذا استعدّ للإلقاء الروحاني واستخلص للارتباط والاستفاضة.
الثاني- التكليم بالكلمات والألفاظ على طبق لغة المخاطب ، وهذا يتحقّق بالحجاب ، فانّ مواجهة البشر ومقابلته باللّه المتعال غير ممكن ، ولا يمكن في حقّه المكالمة باللسان والأعضاء ، فهو تعالى يوجد الكلام في الخارج بأيّ وسيلة شاء ، وبينه تعالى وبين العبد حجاب.
وهذه المرتبة متأخرة عن الاولى ، بانتفاء الارتباط الروحاني ، والمواجهة الباطني القلبي والشهود فيها.
الثالث- التكليم بواسطة الأنبياء ، حيث إنّ اللّه عزّ وجلّ يكلّمهم بوحي أو كلام ، وهم يبلّغونها الى الناس ، فيسمعونها منهم.
ثمّ إن استماع كلام اللّه تعالى يوجد شوقا وولها الى قرب زائد ولقاء كامل ورؤية تامّة بالقلب.
{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف : 143] فالتكليم المطلق أوّل مرتبة من الارتباط وتبيين المراد ، فانتفاء التكليم المطلق يوجب قطع الارتباط وتحقّق المحروميّة التامّة.
{وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ} [آل عمران : 77]. {لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا } [الأعراف : 148] وأشدّ منه محروميّة وخسرانا : تحريف كلمات اللّٰه التامّة المرشدة حتّى تصرف عن حقيقتها وهدايتها الى الضلال والغواية.
{يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ} [البقرة : 75]. {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} [النساء : 46] {وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} [التوبة : 40]. ولا يخفى أنّ كلمات اللّٰه تعالى غير متناهية ، فانّ اللّٰه عزّ وجلّ غير متناه وغير محدود ذاتا وصفة ، ولمّا كان كلامه تبيين ما في الضمير وإبراز ما في الباطن وظهور أفكاره ونيّاته : فيكون كلامه أيضا غير محصور ولا يتناهى.
{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} [الكهف : 109] فانّ الكلام مظهر الإرادة والعلم والحكمة وتجلّى تلك الصفات غير المتناهية.
ولمّا كانت صفاته حقّا وعلى حقّ وهو الحقّ : تكون كلماته أيضا على حقّ وفي حقّ ولا يعتريها باطل بوجه.
{وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ } [يونس : 82]. {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا} [الأنعام : 115].
{لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ } [يونس : 64] فانّ الحقّ هو الثابت المتحقّق والثابت لا يمكن تبديله بشيء باطل أو غير ثابت ، وهذا المعنى من لوازم كلّ حقّ ، كما قال في شأن القرآن المجيد- لا يأتيه الباطلُ مِن بين يدَيْه.
_______________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تستعدّ لتكريم عددٍ من الطالبات المرتديات للعباءة الزينبية في جامعات كركوك
|
|
|