أقرأ أيضاً
التاريخ: 0000-00-00
4909
التاريخ: 0000-00-00
4833
التاريخ: 0000-00-00
5454
التاريخ: 0000-00-00
5632
|
قال تعالى : { وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج : 7].
{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [يس : 51].
طُرحت الآيات القرآنية تحت ثلاثة عناوين (الخروج من القبور والأجداث والمرقد) وإذا شفعناها بالآيات المشابهة لأصبح عددها سبع آيات، وكل هذه الآيات تبحث بوضوح في مسألة المعاد الجسماني.
ففي الآية الاولى، قال تعالى : { وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [الحج : 7].
وممّا لا شك فيه هو أنّ ما يَرْقُد في القبور هي أجسام البشر، وهذا التعبير يشير إلى أنّ ما يُحيى هو ذلك الجسم المادي.
وورد التعبير ب «الأجداث» في الآية الثانية بدلًا من القبور : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ } [يس : 51] ، و«الأجداث» جمع «جَدَث» (على وزن قَفَصْ) بمعنى القبر، قال بعض اللغويين إن «جدث» لغة «أهل تهامة» أمّا «أهل نجد» فإنّهم يستعملون كلمة «جدف» بدلًا عن «جدث».
على أيّة حال فإنّ هذا التعبير لا يدلّ إلّا على المعاد الجسماني، وذلك لأنّ القبور تضم في باطنها أجساد البشر أو عظامهم البالية وترابهم، وخروج الناس من القبور يوم القيامة هو دليلٌ حيّ على احياء تلك الأجساد.
وفي الآية الثالثة نواجه تعبيراً ثالثاً هو مسألة بعث الأموات من «مرقدهم» : {قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ} (يس/ 52).
ويتمّ ذلك بهذا النحو وهو إنّ مجموعة من الكفار عندما يبعثون من مرقدهم ويرون أنّهم عادوا للحياة وقامت القيامة يضجون بالصياح والعويل ويقولون : {يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَّرْقَدِنَا هذَا}. و«مرقد» من مادّة «رقود» و «رقاد» بمعنى النوم ليلًا أو نهاراً، ويرى بعض اللغويين أنّه يختص بالنوم ليلًا، وقيل أيضاً إنّه في الأصل بمعنى الاستقرار والنوم عند نزول البلايا المعضلات (أي النوم المُسكِّن) لذا استُخدم في المكث عند معالجة المعضلات أيضاً.
بناءً على هذا ف «المرقد» بمعنى المقر ومحل الاستراحة ومحل النوم، واطلق على القبر من أجل أنّ الميت يتحرر من الابتلاءات النازلة في هذه الدنيا وكأنّه يغرق في القبر في نومٍ مُسكّن ومُهدىء «1».
واستعمال هذا التعبير بشأن القبور لوجود شبه كبير بين النوم والموت، من أجل هذا قالوا النوم أخُ الموت.
وقال البعض : إنّ هدف المنكرين من استعمال هذا التعبير هو أنّهم أرادوا بذلك أن يظهروا شكهم مرّة اخرى ولسان حالهم يقول هل كنّا نياماً فاستيقظنا أم كُنّا أمواتاً فعدنا للحياة؟! ولكن لا يلبثون حتى يجيبوا عن سؤالهم هذا ويعترفوا بالحق قائلين : {هَذا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ المُرْسَلُونَ}.
فهؤلاء ومن خلال وصفهم اللَّه ب «الرحمن» كأنّهم يريدون التمسك بالرحمة الإلهيّة بالإضافة إلى اعترافهم بخطئهم لعلهم يصلحون ماضيهم الأسود بسلوكهم هذا الطريق.
ومهما يكن من شيء فإنّ هذا التعبير دليل آخر على صحّة المعاد الجسماني، وذلك لأنّ المعاد إن كان بالروح فإنّ ذكر «المرقد» لا يكون له أيّ معنى.
__________________________
(1) مقاييس اللغة؛ وصحاح اللغة؛ والتحقيق في كلمات القرآن مادة (رقد).
|
|
هل تعرف كيف يؤثر الطقس على ضغط إطارات سيارتك؟ إليك الإجابة
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تواصل إقامة مجالس العزاء بذكرى شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)
|
|
|