أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-19
354
التاريخ: 27/11/2022
1239
التاريخ: 2024-09-29
319
التاريخ: 2024-11-25
293
|
تعني كلمة النينو (EL-Nino) بالأسبانيه أبن المسيح وهو الاسم البيروني لظاهرة مائيه مألوفه لدى صيادي السمك على طول سواحل الأكوادور وبيرو, وسمي بهذا الأسم من قبل سكان هذه المناطق لتزامن حدوثه مع أعياد الميلاد , كما يسميها بعضهم بأسم الطفل المسيح (Chris Child) لنفس السبب أعلاه ويطلق عليها ايضاً أسم الطفل المذكر تميزاً لها عن الوجه الآخر للنينو الذي يدعى الطفل المؤنث (النينا)(El-Nina) كما يطلق عليها أيضاً أسم الولد الشقي لكثرة ما يسببهُ من كوارث وتدمير في أنحاء العالم تعد ظاهرة النينو ظاهره قديمه قدم الارض بيابسها ومائها وحركات هوائها , ومنهم من يذكر بان الدراسات قد دلت على انها موجوده منذ آلآف السنين حيث أمكن التأكد من ان احداث النينو تعود في تأريخها ألى أكثر من 1500سنة مضت من ملاحظة الغطاءآت الجليدية وطبقاتها فوق جبال الانديز ومن اتساع المستعمرات ونمو المرجان في البحار الدافئه,وأن اول تسجيل موثق لها تم في القرن الخامس عشر في بداية أكتشاف المستعمرين الاسبان لأمريكا الجنوبية من قبل المستكشف (جيرونيموبنزوتي)خلال المده الواقعه بين سنة(1547-1550) وكذلك في بحث عنوانه ( ثلاثة عناصر) كتبهُ توماس لوييز ميديل سنة 1559. ويصادف حدوث النينو مع الفصل الذي تكون فيه الرياح التجاريه ضعيفه وتقل التيارات البحريه الصاعده في صيف النصف الجنوبي , ويقل السمك في مدة الدفء ,لذا يأخذ صيادوا السمك أجازه يستغلونها لتصليح المعدات والبقاء مع عوائلهم , وفي بعض الأحيان يستمر الدفء حتى آيار أو حزيران لذا عُرف النينو في بداية الامر على انهُ (تيار محلي دافئ ناتج من أستبدال تيار همبلت او بيرو البارد الذي يجري جنوباً على طول سواحل الإكوادور وبيرو في شرق المحيط الهادي خلال أعياد الميلاد من كانون الثاني وحتى نيسان )ويصل تأثير هذا التيار الى خط الاستواء حيث تعمل المياه الدافئه له على قطع تصاعد الماء البارد من الاسفل(Up Welling) ويحل محل شريط المياه البارده الساحليه الناتجه من تصاعد الماء البارد من الاعماق والغنيه بالمواد الغذائيه والعوالق (البلاتكتون) مياه دافئه متحركه من الشمال والغرب ذات محتوى قليل من المواد الغذائيه , تؤثر سلباً على الحياة السمكيه وعلى الطيور التي تعيش عليها ويساعد هذا التغير في مياه المحيط الى سقوط أمطار غزيره على سواحل الاكوادور وبيرو وشمال شيلي الجاف نتيجة تحرك الجهة الاستوائيه الى الجنوب لتجعل الصحراء أرض تزهو بالأزهار أما الآن فأن هذه التسميه لم تعد تستخدم للتعبيرعن هذه التغيرات الموسميه الطفيفه فقط بل تستعمل لوصف ظاهره أكبر تعمل على تسخين شرق المحيط الهادي الأستوائي بعد خط طول 180 ليصل إلى دائرة عرض 15 جنوباً أي تغطي ربع محيط الكرة الارضيه ويستعمل للتعبير عن التغير المتواصل في جو المحيط الهادي وذلك بأقترانه بما يدعى التذبذب الجنوبي (Southern Osillation) (SO) ,فأصبح يطلق عليه النينو التذبذب الجنوبية (El-Nino Southern Osillation) (ENSO) كان أول من توصل الى طرف الخيط في تفسير هذه الظاهرة (ENSO) التي طالما حيرت العلماء هو العالم الانكليزي جيلبرت ووكر (Gilbert Walker) عندما كان في الهند في الوقت الذي كان العلماء مشغولين بتسجيل آثار النينو , حيث لاحظ أن هناك ارتباطاً بين قراءة البارومتر (جهاز قياس الضغط الجوي) في بعض المناطق في الشرق ومثيلاتها في الغرب , فعندما يرتفع الضغط في الشرق ينخفض في الغرب والعكس صحيح وأطلق عليها التذبذب الجنوبي (Southern Osillation) وقد لاحظ أيضاً وجود علاقه ثلاثيه الأطراف تربط بين هبوب الرياح الموسميه (Monsoon) في آسيا وحدوث جفاف بكل من أستراليا , أندنوسيا , الهند , وبعض المناطق في أفريقيا , ودفء الشتاء نسبياً في غرب كندا وقد هوجم (Walker) كثيراً لربطه بين هذه الظواهر التي تحدث في شتى بقاع الارض, وعلى مسافات شاسعه من بعضها البعض , وفي عام 1966 جاء العالم النرويجي (جاكوب بيركنز ( Jacob Bjerknes) ليثبت وجود هذه العلاقه بتلك التغيرات الجويه وأطلق عليها جملة (ENSO) ومن خلال دراسة وولكر لظروف الضغط في عدد من المحطات غرب امريكا الجنوبيه, شمال أستراليا , وأندونسيا وعبر المحيط الهندي الى شرق أفريقيا وجنوباً الى دوربان , وجد ان أختلاف الضغط ينتج عنه دوره عرضيه للرياح في المنطقه الاستوائيه ذات أتجاه شرقي غربي على آثرها وضع فرضيته التي تقول (أن الاختلاف في الضغط عبر خط الأستواء في منطقة المحيط الهادي تُنتج دوره ذات أتجاه شرقي غربي , تتحرك فيها الرياح من الضغط شبه المداري لشرق الهادي ألى الضغط الواطئ الأندنوسي على شكل تيارات من الهواء الصاعد فوق المياه الدافئه في غرب المحيط الهادي (شرق آسيا) ليهبط فوق المياه الباردة غرب أمريكا وتتجمع الرياح فوق شرق الهادي شمال خط الاستواء مباشرةً على طول منطقة التجمع الأستوائيه (ITCZ) لتستقر بسبب الماء البارد عند هذه السواحل فلا يستطيع الهواء الأرتفاع ومشاركة دوران هادلي الأعتيادي , لذا سينساب غرباً مشكلاً رياح تجاريه جنوبيه شرقيه تهب من الشرق في أمريكا الجنوبيه عبر جنوب الهادي بأتجاه أتدونسيا فتدفع المياه السطحيه الدافئه بأتجاه الغرب دافعة مستوى المياه قرب اندونسيا بزياده حوالي 40 سم , وبأستمرار هبوب الرياح التجاريه ستعمل على تراكم المياه الدافئه عند سواحل غرب (أستراليا وأندونسيا ) مسببه تكون تيار داخلي من المياه البارده متجهاً الى الشرق ورافعاً الى السطح بتيار مندفع من الاعماق الى الأعلى مسبب ظهور حاله تفرق(divergance) عند سواحل امريكا الجنوبيه فتسبب ظهور التيارات الصاعده (Upwelling) تساعدها الرياح الساحليه في أزاحة الماء قرب السواحل لتسمح لها بالصعود من الأعماق كما في سواحل أفريقيا الغربيه وكاليفورنيا وبيرو. حيث أن هبوب الرياح مع خط الساحل يولد حالة تفرق نتيجة أختلاف الأحتكاك , فالهواء الجنوبي الموازي للساحل في هبوبه سيهب قسم منه فوق الماء , والقسم الاخر فوق اليابس أبطأ من الرياح فوق الماء , ولوجود قوه الانحراف فأن الرياح فوق الماء سوف سوف تنحرف غرباً (ألى يسار أتجاهها) في نصف الكره الجنوبي, مما يساعد على أزاحة الطبقه السطحيه للماء بواسطة الهواء ليرتفع مكانه ماء بارد من الاعماق يعمل على خفض درجة حرارة المياه عند هذه السواحل بحوالي (10م) عن المياه الاستوائيه , فمثلاً في شهر آب تكون درجة حرارة المحيط الهادي قرب بيرو (17م) بينما تصل الى (27م) قرب اندونيسيا , وتفصل بين المياه الساحليه الدافئه والمياه العميقه البارده طبقه حراريه حديه (Thermocline) يصل عمقها عند سواحل أندونيسا (200متر) نتيجة لتراكم المياه عندها في حين يكون عمقها (50متر) عند سواحل أمريكا الجنوبيه نتيجة لدفع الرياح التجاريه للمياه الدافئه غرباً فيسمح ضحالة عمقه للتيارات البارده بالصعود من الاعماق حاملة معها المواد الغذائيه التي تتغذى عليها الاسماك في المياه الضحله لذا يظهر مستوى الطبقه الحديه مائلاً.
يحدث النينو نتيجة استمرار هبوب الرياح التجاريه الجنوبيه الشرقيه وتراكم المياه قرب أندونيسيا والأمساك بهذه المياه الزائده وأبقائها في مكانها , لذا فان تجمع المياه بكثره يجعل اي تغير بسيط في الدوره المناخيه يؤدي الى أضعاف الرياح لمدة كافيه تسبب أندفاع المياه شرقاً عبر المحيط الهادي فترتفع بذلك حرارة سطح المحيط قرب أمريكا الجنوبيه ويؤدي ذلك أضعاف نظام الضغط العالي فتقل سرعة الرياح التجاريه ثم تختفي أخيراً لينعكس أتجاهها وتبدأ بالأندفاع من الغرب لتنعكس مناسيبها في الغرب بالميلان بأتجاه الشرق , عاكسه بذلك اتجاه التيارات السطحيه , ورافعه مستوى المياه ودرجة الحراره السطحيه عند سواحل امريكا الجنوبيه قرب ساحل بيرو على بعد (4كم) دافعه الطبقه الحديه الى الاسفل وقاطعه امتدادات المياه بالغذاء من قاع المحيط الى السطح مسببه عودة سطح البحر نحو أتجاه افقي مولدة موجة كلفن التي تتكون في الغرب , وسط الهادي لتتحرك شرقا على طول خط الاستواء بسرعة عدة أمتار بالثانيه فتصل ساحل امريكا الجنوبيه بعد عدة اسابيع مرتبطه بركود الطبقه الحديه وأختفاء التيارات الصاعده في شرق الهادي مؤديه لظهور النينو. والنينو لا يوقف جماحها شيء ألا نفسها , حيث تنتهي دورتها ويرجع كل شيء الى ما كان عليه ,وهي في هذا تعتمد على نوعين من الامواج هما موجه روسبي (Rossby Wave) وموجة كلفن (Kelvin Wave) وهما يختلفان عن الامواج التي نراها على الشاطىء فموجة ال(Rossby) تشبه الى حد ما أمواج المد , والفرق هو أن امواج المد سريعه جداً , وتوجه المياه في أتجاه واحد , لكن موجة (Rossby) توجه الجزء الاعلى من المحيط حوالي المئة متر السطحيه في أتجاه , والجزء الاسفل ما بعد المائه متر في الاتجاه المعاكس , وبعد فتره تتغير أتجاهاتهم , ويحدث هذا ببطء شديد لذا فلا تتم ملاحظة أي شيء من على السطح , ولشدة بطء هذه الاشياء فهي تأخذ شهوراً أو سنين حتى تجتاز المحيط , أما موجة كلفن فلها بعض خصائص موجة روسبي , لكنها أسرع , وتوجد فقط بالقرب من خط الأستواء , وعندما تصبح في وسط المحيط الهادي او الجزء الشرقي منه تكون موجة روسبي التي تسيطر ببطء قد وصلت لجنوب شرق آسيا , ولأن هذه الأمواج تؤثر بشده في درجة حرارة المحيط الداخليه , وهذا بدوره يلغي التغيرات الأصليه التي أحدثت النينو , فيتوقف النينو,وتنتهي بمجرد وصول الأمواج الى هذه المرحله يمكن ان تعد ظاهرة النينا (EL-Nina) (كلمه أسبانيه معناها الحرفي الطفله الصغيره ) معاكسه للنينو على أساس أن النينو تمثل شذوذاً سلبياً في درجة حرارة سطح المحيط بالنسبه للأحوال العاديه المألوفه , غير ان هذا الشذوذ ليس كبيرأ وغير ملحوظ بشكل واضح , ذلك ان أنخفاض الحراره يتراوح بين (1-2درجه مئويه عن المعدل العام , مع تركيز هذا الأنخفاض في الجزئين الشرقي والأوسط للهادي المداري , وأذا كان ينظر الى النينو والنينا على أنهما فترتان متعاكستان من دورة الأينسو (Enso) ومكملتان لها فأن ظاهرة النينو تمثل الفترة الحاره من هذه الدوره بينما تمثل النينا الفترة البارده منها , غير ان البعض يقسم دورة الأنيسو الى ثلاث فترات : فتره حاره وهي النينو , وفتره بارده تعقبها وهي النينا , ثم عوده الى الأحوال الطبيعيه ولكن أذا كانت ظاهرة النينوتحدث بصوره دوريه تقريباً , فأن هناك عوامل خارجيه لا تؤدي في بعض دورات الأينسو الى حدوث بروده في سطح المحيط (النينا) وهذا ما حدث خلال الفتره (83-1988) وكانت ظاهرة النينو قبل الثمانينات ترتبط بسنين حرارتها أعلى من المعدل (ولا سيما قرب خط الأستواء ) بينما أرتبطت ظاهرة النينا بالسنين البارده.
أظهرت نتائج احدى الدراسات التي درست تكرار حدوث هاتين الظاهرتين للفتره من (1900-2000م) عدم وجود دورية ثابته لهما , وأنما كانتا تحدثان بشكل عشوائي , وقد شكل تكرار حدوث ظاهرة النينو كل سنتان وكل خمس سنوات أعلى نسبه بين تكرارت حدوثها أذ كانت النسبه بحدود (22%) لكل منهما , وكل أربع سنوات شكلت نسبه بحدود (18,5%) وكل ثلاث سنوات شكلت نسبه بحدود (11%) وكل ستة سنوات شكلت نسبة بحدود (7,4%) وكل سبع سنوات شكلت نسبة بحدود (3,7) أما ظاهرة النينا فقد شكل تكرار حدوثها كل (2) سنه أعلى نسبه بين تكرارات حدوث هذه الظاهره وهي (22%) وكل (5,1) سنه (16,6%) لكل منهما وكل سبع سنوات (11%) وكل (13,12,10,8,6,4,3) سنه (5,5%) لكل منهما كما أظهرت دراسة أخرى بأن تكرار ظاهرة النينو بلغ من الربع الثاني للقرن الثامن عشر وحتى نهاية القرن العشرين كان هناك (41سنة) حدثت فيها ظاهرة النينو ,والباقي (59سنة) كانت من سنوات عدم حدوث ظاهرهة النينو, وهي سنوات عاديه حدثت فيها ظاهرة النيناكانت العديد من أحداث النينو تمتد لتغطي النصف الثاني من السنة الميلاديه والنصف الاول من السنه التي تليها, وتمتد بعض الاحداث الكبرى الى اكثر من 12 شهر , بحيث تمتد على أواخر سنة, وسنة تاليه, وأوائل سنة لاحقه , كما في حادثة نينو (1845 , 1888 , 1940 ) , وان من الثابت ان معظم احداث النينو تستمر ما لا يقل عن عشرة شهور موزعه على سنتين , بحيث تكون على أشدها عند بداية السنة الميلاديه , وهذا ما يتضح من احداث النينو في القرن العشرين المتداخله في سنتين , اما الشديده منها ربما نجدها متداخله في ثلاث سنوات كما في حادثة ( 1939 , 1940 , 1941 ) ومن اعنف حوادث النينو في القرن العشرين أحداث أعوام (1925 , 1972 , 1982 , 1983) واخيراً عامي ( 97-1998)وتجلى ذلك بالأثار التي تركتها تلك الأحداث على مناخ كوكب الأرض.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|