عيد الام عنوان يعني جميع افراد البشر , لانهم جميعا ولدوا من الامهات , ونشأوا في احضان امهات اذقنهم طعم الحب غير المشروط ... لكل منهم خطوات ثابتة نحو التكامل الشخصي , الامر الذي يقودنا بلا ادنى مبالغة الى القول إن ذلك التكامل مرهون بالحب الذي اغترفوه , ولكمية الرعاية الصحية التي تلقوها .. فكيف للام ان تقوم بهذا الدور الانساني المهم بالغريزة كأم بالاكتساب ؟ وهل الامومة دور رسالي ام وظيفة غريزية ؟ , ترتبط الامومة بالغريزة , وهي غريزة طبيعية لدى المرأة كما يعتقد معظم الناس , علما بان غريزة الامومة لا تتفتح في المرأة الا مع الحمل والانجاب .. وهذه الغريزة كما هي الحال بالنسبة الى الغرائز الاخرى , ذات وظيفة بنائية اساسية في الحياة الانسانية , وغرضها حماية الطفل ورعايته حتى اكمال نضجه  ولا شك في ان ذاك المخلوق الصغير العاجز لا يمكنه ان يخطو خطواته الاولى في الحياة من دون معين ناصح يحبه ويتحمل مقدار ما يسببه من ازعاج بقصوره , فهو عاجز عن التحكم بجسده وتامين حاجته .. وبذلك فان غريزة الامومة هي نعمة الهية كبرى , من قبيل التسخير الالهي لطاقة المرأة للحب والعناية بالإنسان , خصوصا اذا ما امنا بان حب الام لا ينتظر مقابلا  ان الاقرار بان الامومة هي دور غريزي تقوم به المرأة , يسلب هذا الدور جزءا كبيرا من قدسيته , ويدفع الى التساؤل حول قول الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله وسلم):(الجنة تحت اقدام الامهات)(1) , فالأمومة حسب ما يوحيه قول النبي الكريم ليس مجرد غريزة تحرك المرأة باتجاه الاعتناء بالطفل ورعايته وحمايته , بل هي تتعدى البعد الغريزي الى ابعاد انسانية اكثر رحابة , وهذه الابعاد تحديدا هي التي تميز اما عن اخرى , وهي التي تجعل من الامومة دورا انسانيا , لا وظيفة بجيولوجية محضة , ثمة اعتقاد يتبناه غالبية الناس بان المرأة خلقت لتكون اما , وان الامومة هي دورها الاساسي والوحيد في الحياة ... وبالتالي فان اختصاص المرأة الوحيد يجب ان ينصب على اعدادها لدورها المستقبلي كأم . ­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­­

_____________________________________________________

1ـ اصول الكافي ص 167 .