أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-3-2016
34202
التاريخ: 27-3-2016
10807
التاريخ: 24-3-2016
15713
التاريخ: 29-3-2016
6503
|
في عهود البشرية الأولى وقبل نشوء الدولة، كانت الحياة الاجتماعية تقوم على أساس الأسرة أو العشيرة، حيث عاشت حياة بدائية بسيطة أطلق عليها علماء الاجتماع أسم المجتمع البدائي القديم، في ظل ذلك المجتمع عاش الإنسان في عزلته متلمساً لحياة أفضل من خلال "قوة خارقة" تعلو فوق القوة البدنية وتسمو على القوة الطبيعية، متصوراً إياها آلهة ذات قوة خفية تمده العون وتحجب عنه الشر(1). حيث كانت الجريمة تعني مخالفة أمر أملته إعتقادات مقدسة، وكان ذلك يستغرق المحرمات جميعها في المجتمعات البدائية البسيطة التي تأخذ بالتوتمية طرازاً دينياً، فكانت كل عشيرة تلتف حول رمز "مؤله" غالباً ما يكون حيواناً أو نباتاً أو مكاناً أو بنياناً أو إنسانا يطلق عليه وصف التوتم (Totem)، وتعتقد العشيرة بأنها مرتبطة به على وجه ديني معين، وانها تنحدر من سلالته، ويتعين على أفرادها أداء بعض الطقوس الدينية للتوتم والامتناع عن البعض الآخر من الأفعال(2). وانبنى على ذلك أن وراء كل فعل ضار قوة شريرة تدفع الإنسان أو الحيوان أو الجماد للتسبب فيه، وأنه من الضروري طردها بالإيذاء أو القتل أو التهشيم حسب الأحوال(3). وفي مرحلة متطورة – من هذا المجتمع – كان رب الأسرة أو رئيس العشيرة يمثل القانون بل والقضاء، وكان يعتمد في إثبات الجريمة على اليمين سواء من قبل المدعى أو المدعى عليه، نظراً لشدة عقوبة اليمين الكاذبة، أو من خلال التحكيم الإلهي المتمثل بإجراءات ماسة بالحرية مثل التعذيب والتقاتل(4). إذ كان يسود الاعتقاد بقدرة تلك القوى الغيبية على تحديد المجرم الحقيقي، من ذلك على سبيل المثال: تعرض المتهم لاختبار الحديد الساخن أو الماء المغلي بما يعرف بامتحان النار. أو معرفة الجاني من خلال اتجاه الدخان المنبعث من المحرقة، أو هو أول من يقترب من قبر المجني عليه أو من تطرأ عليه تغيرات عند رؤية جثة القتيل(5). كان ذلك داخل العشيرة اما خارجها، كان الفرد يقيم العدالة بنفسه، إذ كانت الأفعال الضارة التي تقترف على الغريب تعدّ نوعاً من البطولة والفخر، لأنه عدوان يخرج من دائرة التجريم، وان كان يتسبب في ردة فعل مضادة من الجماعة التي بوشر العدوان ضدها، قد تتطور إلى إشعال حرب بين العشيرتين، واما تقوم عشيرة الجاني بتسليمه لهم أو بتقديم عوض مادي(6). عليه يمكن القول ان المجتمعات البدائية التي لم تعرف من النظام شيئاً في علاقاتها الاجتماعية، كان القضاء فيها للأقوى، بحيث إذا تعارضت المصالح كان الأقوى في كل واقعة على حدة يبيح أو يجرم، فيأمر ويتهم ويحكم وينفذ، من باب القوي يغلب الضعيف والأقوى يحكم، فضلاً عما سادها من معتقدات خرافية ساعدت على إخفاء أية صورة من صور العدالة الإنسانية، ذلك كله يشير وبدون ادنى شك إلى غياب أي دور لمبدأ البراءة الأصلية في الإنسان، بل على العكس من ذلك كان المتهم يعاني صنوفاً من الظلم والعذاب، وكثيراً من المعوقات التي تسد أمامه كل طريق يؤدي إلى براءته.
___________________
1- محمود السقا، "فلسفة وتاريخ النظم الاجتماعية والقانونية"، دار الفكر العربي، القاهرة، 1975، ص12.
2- انظر في هذا المعنى:
احمد محمد خليفة، "مقدمة في دراسة السلوك الإجرامي"، الجزء الأول، دار المعارف، القاهرة، 1962، ص12.
3- إذ كانت فكرة الشيطان أو الروح الشريرة هي اول نظرية تفسيرية للجريمة.
انظر في هذا المعنى: عدنان الدوري، "أصول علم الاجرام"، الجزء الأول، منشورات دار ذات السلاسل، الكويت، 1976، ص77.
4- انظر في هذا المعنى: محمد محمد مصباح القاضي، "حق الإنسان في محاكمة عادلة"، دار النهضة العربية، القاهرة، 1996، ص41.
5-M. J. Essaid, La Presumption dinnocunce, These Dactyl, Paris, 1969, P.9.
مشار اليه لدى: أحمد ادريس احمد، "إفتراض براءة المتهم"، رسالة دكتوراه، كلية الحقوق، جامعة القاهرة، 1984، ص90.
6- انظر في هذا المعنى:
حاتم بكار، "حماية حق المتهم في محاكمة عادلة" منشأة المعارف، الإسكندرية، 1997، ص11، 12.
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
بمناسبة تجديد الثقة لهما...الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يقدم التهاني والتبريكات لأميني العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين
|
|
|