أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-3-2016
3250
التاريخ: 18-10-2015
13906
التاريخ: 8-04-2015
3468
التاريخ: 7-5-2019
2627
|
انبرى زهير بن القين فألقى عليهم خطابه الحافل بالنصيحة والارشاد لهم قائلا : يا أهل الكوفة نذار لكم من عذاب اللّه إن حقا على المسلم نصيحة أخيه المسلم ونحن حتى الآن أخوة على دين واحد ما لم يقع بيننا وبينكم السيف وأنتم للنصيحة منا أهل فاذا وقع السيف انقطعت العصمة وكنا أمة وانتم أمة إن اللّه ابتلانا واياكم بذرية نبيه محمد (صلى الله عليه واله) لينظر ما نحن وانتم عاملون إنا ندعوكم إلى نصرهم وخذلان الطاغية يزيد ، وعبيد اللّه بن زياد فانكم لا تدركون منهما إلا سوء عمر سلطانهما يسملان اعينكم ويقطعان أيديكم وارجلكم ويمثلان بكم ويرفعانكم على جذوع النخل ويقتلان أماثلكم وقراءكم أمثال حجر بن عدي وأصحابه وهانئ ابن عروة وأشباهه.
وحفل هذا الخطاب بأبلغ وأروع ما تكون الحجة ففيه الدعوة إلى الحق بجميع رحابه ومفاهيمه والتحذير من عذاب اللّه وسخطه لقد عرفهم بأنه انما ينصحهم امتثالا للواجب الديني الذي يقضي بنصيحة المسلم لأخيه المسلم اذا رآه قد انحرف عن الحق وعرفهم قبل أن تندلع نار الحرب ان الأخوة الاسلامية تجمعهم فاذا وقعت الحرب انفصمت عرى تلك الأخوة وكان كل منهما أمة مستقلة لا تجمعهما روابط الدين والاسلام وقد عرض لهم ان اللّه قد ابتلى المسلمين بعترة نبيه فأوجب مودتهم في كتابه العزيز لينظر إلى الأمة ما هي صانعة فيهم؟ وذكرهم بجور الأمويين وبطشهم وما صنعوه في صالحائهم امثال حجر بن عدي وميثم التمار وغيرهم من الذين ناهضوا الجور وقاوموا الاستبداد فقد صبت عليهم السلطة الأموية وابلا من العذاب الأليم فسملت عيونهم وقطعت أيديهم وأرجلهم وصلبتهم على جذوع النخل.
وما انهى زهير خطابه الا وتوقح جماعة من جيش ابن سعد فسبوه وتوعدوه مع الامام الحسين بالقتل قائلين لا نبرح حتى نقتل صاحبك ومن معه أو نبعث به وباصحابه إلى عبيد اللّه بن زياد سلما ؛ واندفع زهير فخاطبهم بمنطق الحق قائلا : عباد اللّه إن ولد فاطمة أحق بالود والنصر من ابن سمية فان لم تنصروهم فأعيذكم باللّه أن تقتلوهم فخلوا بين الرجل وبين يزيد فلعمري إنه ليرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين , ووجم الكثيرون واستولت عليهم الحيرة والذهول ولما رأى ذلك شمر ابن ذي الجوشن خاف أن يثوب الجيش إلى الرشاد فسدد سهما إلى زهير وهو يقول : اسكت أسكت اللّه نامتك أبرمتنا بكثرة كلامك , واحتقره زهير فنظر إليه كأقذر مخلوق قائلا له : ما اياك أخاطب انما أنت بهيمة واللّه ما أظنك تحكم من كتاب اللّه آيتين فابشر بالخزي يوم القيامة والعذاب الأليم.
والتاع الوغد الخبيث من كلام زهير فصاح به : إن اللّه قاتلك وصاحبك عن ساعة .
- أفبالموت تخوفني؟ فو اللّه للموت أحب إلي من الخلد معكم ؛ والتفت زهير إلى الجيش قائلا : عباد اللّه لا يغرنكم عن دينكم هذا الجلف الجافي واشباهه فو اللّه لا تنال شفاعة محمد (صلى الله عليه واله) قوما هرقوا دماء ذريته وأهل بيته وقتلوا من نصرهم وذب عن حريمهم , ورأى الامام ان نصائح زهير لا تجدي مع هؤلاء الممسوخين فأوعز إلى بعض أصحابه يأمره بالكف عن الكلام وانطلق إليه فناداه : إن أبا عبد اللّه يقول لك : أقبل فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون نصح قومه وأبلغ في الدعاء فقد نصحت هؤلاء وابلغت لو نفع النصح والابلاغ .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
بمناسبة تجديد الثقة لهما...الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يقدم التهاني والتبريكات لأميني العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين
|
|
|