أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-4-2016
3480
التاريخ: 11-04-2015
4308
التاريخ: 1-11-2017
3181
التاريخ: 30-3-2016
3816
|
تخرج من مدرسة الإمام مجموعة كبيرة من كبار العلماء و الفقهاء من الذين نشروا العلم و العرفان في العالم الإسلامي و نعرض لتراجمهم و تراجم أصحابه و فيما احسب أن عرض ذلك من متممات البحث عن شخصيته :
1- ابان بن أبي عياش:
عده الشيخ من أصحاب الإمام السجاد قال ابن الغضائري: إنه تابعي روى عن أنس بن مالك و روى عن علي بن الحسين ضعيف لا يلتفت إليه و ينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه و قال أحمد بن حنبل أنه متروك الحديث ترك الناس حديثه منذ دهر .
2- أبان بن تغلب:
ابن رباح أبو سعيد البكري الجريري كان من كبار العلماء و من أعلام الفكر في الإسلام و قد نافح عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و حفظ علومهم و تراثهم فكان السادن الأمين لفقههم ...
كانت ولادته بالكوفة و لم تعين المصادر التي بأيدينا سنة ولادته و كانت نشأته بالكوفة التي هي عاصمة أهل البيت (عليه السلام) و كانت تعج مجالسها و أنديتها بذكر مآثرهم و فضائلهم و قد تغذى أبان بحبهم و الولاء لهم حتى صار من خيار الشيعة و من أعلام علمائهم و قد درس العلوم الإسلامية في الجامع الأعظم الذي كان من أهم المعاهد و المدارس الدينية في ذلك العصر.
كان أبان من أبرز علماء المسلمين و أنبههم في ذلك العصر و يقول المترجمون له أنه كان مقدما في كل فن من العلوم في القرآن و الحديث و الأدب و اللغة و النحو , و مما يدلل على سمو مكانته العلمية أنه إذا قدم إلى يثرب تفوضت إليه الحلق العلمية و أخليت له سارية النبي (صلى الله عليه واله) و يحف به الفقهاء و العلماء للاستفادة من ثرواته العلمية.
و كان أبان من سدنة علوم الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) فقد روى عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) و روى عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) و روى عن الإمام الصادق (عليه السلام) و قد روى عنه ثلاثين ألف حديث و قد قال (عليه السلام) لأبان بن عثمان: إن أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث فاروها عنه و روى سليم بن أبي حية قال: كنت عند أبي عبد اللّه (عليه السلام) فلما أردت أن أفارقه ودعته و قلت: أحب أن تزوّدني فقال: ائت أبان بن تغلب فإنه قد سمع مني حديثا كثيرا فما روى لك فاروه عني .
كان أبان موضع اعتزاز الأئمة و فخرهم و ذلك لما يملكه من ثروات علمية بالإضافة لما يتمتع به من التقوى و الورع و التحرج في الدين و كان إذا وفد على الإمام الصادق (عليه السلام) قابله بمزيد من العناية و التكريم فكان يصافحه و يعتنقه و يرحب به و يؤمر له بوسادة و كان الإمام أبو جعفر الباقر (عليه السلام) يقول له: اجلس في مسجد المدينة و افت الناس فإني أحب أن يرى في شيعتي مثلك .
و دل هذا الحديث على اجتهاد ابان و أنه أهل للفتيا بين الناس كما دل على اعتزاز الإمام به و قال له الإمام أبو عبد الله الصادق (عليه السلام): جالس أهل المدينة فإني أحب أن يروا في شيعتنا مثلك لقد اعتز الأئمة (عليهم السلام) بهذا العالم العظيم الذي حوى علومهم و سار على منهجهم و اقتدى بسيرتهم.
أجمع المترجمون لأبان على وثاقته و أمانته و صدقه في نقل الحديث و لم يجرحه أحد من هذه الجهة و لكن جماعة جرحوه لحبه أهل البيت (عليهم السلام) فقد قال الجوزجاني: إنه زائغ مذموم المذهب مجاهر و قال الذهبي: إنه شيعي جلد لكنه صدوق فلنا صدقه و عليه بدعته و أضاف قائلا: كيف ساغ توثيق مبتدع و حد الثقة العدالة و الاتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟
و جوابه أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع أو كالتشيع بلا غلو و لا تحرف فهذا كثير في التابعين و تابعيهم مع الدين و الورع و الصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية و هذه مفسدة بينة ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل و الغلو فيه و الحط من أبي بكر و عمر و الدعاء إلى ذلك فهذا النوع لا يحتج بهم و لا كرامة و لا يحمل هذا الرأي أي طابع من الموضوعية فإن التحقيق العلمي يقضي بقبول قول الثقة الصادق الذي يتحرج من الكذب و لا اعتبار بالنزعات العقائدية في ذلك.
و أنعم اللّه على أبان بمعرفته و ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) و قد حفظ علومهم و آدابهم و اجتهد في فقههم و راح يفتي الناس به و يحل مشاكلهم على ضوئه كما راح يتحدث في أندية الكوفة و مجالسها بفضائلهم و يحاج و يناظر خصومهم و أعداءهم في وقت كان من يذكرهم بخير يتعرض لأشق الوان المحن و الخطوب فقد جهد الأمويون على التنكيل و انزال أقسى العقوبات بمن يحبهم و يواليهم و لكن أبان قد وطن نفسه على ذلك لأن حبه لهم لم يك عاطفيا و إنما كان قائما على الفكر و الدليل فالكتاب و السنة قد فرضا على المسلمين الولاء لهم و جعلت ذلك جزءا من الإسلام لا ينفك عنه , و على أي حال فقد كان أبان شديد الولاء لأهل البيت و كان يرى فضل الصحابة و سمو منزلتهم بمدى اتصالهم بالعترة الطاهرة فقد روى عبد الرحمن بن الحجاج قال: كنا في مجلس ابان بن تغلب فجاء شاب فقال له: يا أبا سعيد اخبرني كم شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب النبي (صلى الله عليه واله)؟ و أدرك أبان مراده فأجابه: و كأنك تريد أن تعرف فضل علي بمن تبعه من أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه واله)؟ , و أسرع الشاب قائلا: هو ذلك ؛ فأجابه ابان جواب العارف بحق الإمام (عليه السلام) قائلا: و اللّه ما عرفنا فضلهم إلا باتباعهم إياه .
حقا لقد كان الإمام أمير المؤمنين رائد الحكمة و العدالة في الإسلام هو المقياس الذي تعرف به قيم الرجال فمن أخلص له فهو على جانب كبير من الفضل و من عاداه فقد انحرف عن الحق و مال عن القصد.
و من مظاهر ولاء أبان للسادة الأطهار من عترة النبي (صلى الله عليه واله) أنه مر على قوم فأخذوا يعيبون عليه لأنه يروي عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فسخر منهم و قال: كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله) .
إن روايته عن الإمام الباقر (عليه السلام) كانت تتصل بالرواية عن النبي (صلى الله عليه واله) و هي أوثق الروايات و أصحها سندا.
ألف أبان مجموعة من الكتب دلت على سعة علومه و معارفه و هذه بعضها:
1- تفسير غريب القرآن: ذكر شواهده من الشعر و جاء فيما بعد عبد الرحمن ابن محمد الأزدي الكوفي فجمع من كتاب ابان و محمد بن السائب الكلبي و ابن رواق بن عطية كتابا واحدا.
2- الفضائل و لعله عرض فيه لفضائل أهل البيت (عليهم السلام).
3- الأصول في الرواية على مذهب الشيعة .
توفي هذا العملاق العظيم سنة141هـو كان موته خسارة كبرى للإسلام و قد حزن عليه الإمام الصادق و راح يقول بأسى و حزن: أما و اللّه لقد أوجع قلبي موت أبان , و قال أبو البلاد: عض ببظر أم رجل من الشيعة في أقصى الأرض و أدناها بموت ابان لا تدخل مصيبته عليه .
رحم اللّه ابان فقد ناضل و جاهد جهاد الابطال في سبيل الحق و أعلاء كلمة اللّه و كان موته من أعظم النكبات التي رزيء بها الدين في عصره.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاب الفلسفة الغربية برؤية الشيخ مرتضى مطهري
|
|
|