المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الشكر قناة موصلة للنعم الإلهية
2025-01-12
أسباب ودوافع الكفران وطرق علاجه
2025-01-12
عواقب كفران النعمة
2025-01-12
معنى كفران النعمة
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 2
2025-01-12
دور الإدارة الحكوميـة فـي التنـميـة التكـنولوجـيـة 1
2025-01-12



تهذيب الروح  
  
4634   09:19 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص154ـ155
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

 إن تهذيب الروح يعد قسماً من الأهداف الواسعة النطاق والملحوظة في تأهيل الأشخاص وإعادة بناء شخصياتهم وهذا الأمر لا يتم بمعزل عن عملية نمو الجسم حيث يرى علماء النفس كلهم ان الروح مؤثرة في الجسم والعكس صحيح أيضاً.

فمثلما يؤدي الاذى الجسدي الى أذية الروح أو اللذة إلى إدخال السرور عليها فإن الإغتمام يجعل الجسد يستشعر المرض والابتهاج يجعله حيوياً نشطاً، ولقد برهن العلم اليوم على ان الغموم والهموم تؤثر في إصابة الأمعاء والاحشاء بمختلف انواع الاختلالات.

يعتبر تهذيب الروح من القضايا الضرورية في حياة الإنسان وأن التباين بين الإنسان الطبيعي وغير الطبيعي والكامل والناقص يرتبط الى حد كبير بهذا الأمر، فمن يطغى التعب والكسل على روحه ولا يتمتع بالسلامة يكون غير عادي ولا منتظم وعلينا ان نعمل على تأهيله وبناء شخصيته مجدداً.

ـ محاور الموضوع :

من الضرورة بمكان الإلتفات في إطار تهذيب الروح الى ان الأبعاد الوجودية للإنسان متعلقة ببعضها الآخر وبالتالي لا بد من تنمية القوى والملكات الآدمية وليكون الإنسان أنموذجاً حياً لكل ما هو حسن وجذاب تنعم فيه نفسه وذاته.

وفي إطار تهذيب الروح أيضاً يجب الإهتمام بالأبعاد المختلفة للإنسان مثل طبيعته وفطرته والجوانب الوراثية فيه والقضايا المتعلقة بوعيه مثل (الاحاسيس والإدراك والعواطف والميول والآمال) وحالات مثل العجب بالنفس والجموح بالخيال والحرص واللهو وإطاعة الشهوات، والميل نحو الحريات المشروطة والاصلية، والرغبة في الوصول الى الأهداف السامية وآثار البيئة عليه والتي تمثل بمجموعها كياناً مركباً من ميزات جسمية وروحية.

ـ عقبات النمو :

كما هو معروف ان كثيراً من الأطفال يمنعون على انفسهم ان يكبروا وينموا، وبعبارة أخرى يلتصق مثل هذا النوع بأحضان امه ويسعى دوماً لأن يكون طفلاً صغيراً ويتمادى أحياناً في طفولته حتى كأنه لا يجرؤ على الكبر ويصعب عليه تحمل المسؤولية مما يجعله يفكر بأن الكبر في السن خطر يهدد حياته.

إن تحفيز مثل هؤلاء الأطفال على مصاحبة الاكبر وتشجيعهم ونصحهم وإقحامهم في ميادين المنافسة وتقوية جرأتهم ورفع معنوياتهم هو السبيل الى انتشالهم مما هم فيه علماً انه لا وجود لأسلوب محدد في إعادة بناء الشخصية وتأهيلها حيث ينبغي التعاطي مع الظرف القائم والإمكانات المتوفرة للمربي في تربية الطفل.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.