أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-01-2015
3633
التاريخ: 27-10-2015
4870
التاريخ: 9-5-2016
3944
التاريخ: 9-5-2016
4017
|
أخذ الحسن (عليه السلام) في تجهيز أبيه فغسل الجسد الطاهر وطيبه بالحنوط وأدرجه في اكفانه ولما حل الهزيع الأخير من الليل خرج ومعه حفنة من آله وأصحابه يحملون الجثمان المقدس الى مقره الأخير فدفنه في النجف الأشرف حيث مقره الآن كعبة للوافدين ومقرا للمؤمنين والمتقين ومدرسة للمتعلمين ورجع الامام الحسن بعد أن وارى أباه الى بيته وقد استولى عليه الاسى والذهول وأحاط به الحزن.
وفي صبيحة ذلك اليوم الخالد فى دنيا الأحزان طلب الامام الحسن احضار المجرم الأثيم عبد الرحمن بن ملجم فلما مثل بين يديه قال له ابن ملجم : ما الذي أمرك به أبوك؟
قال : أمرني أن لا أقتل غير قاتله وأن أشبع بطنك وانعم وطأك فان عاش اقتص أو عفا وإن مات ألحقتك به.
فقال الأثيم متبهرا : إن كان أبوك ليقول الحق ويقضي به في حال الغضب والرضا ! ثم ان الامام الحسن ضربه بالسيف فاتقى اللعين الضربة بيده فبدرت ثم جهز عليه فقتله ولم يمثل به وحلت على ابن ملجم لعنة الله ولعنة اللاعنين ومن ولدوا ومن ماتوا ومن قال الله لهم : كونوا فكانوا!! لعنة تجفف النبع وتخضم الزرع وتحرق النبت في الارض وهو وسيم وجعل الله زفير جهنم وشهيقها في أصول تكوينه! وأهلكه الف شيطان كبوه على وجهه في سواء الجحيم وفيها لفح وفيها أفواه من اللهب ذات أجيج وذات صفير ؛ وأما التمثيل به فقد ذهب إليه فريق من المؤرخين ولا شك انه من الموضوعات وذلك لنهي أمير المؤمنين عنه مكررا لقول النبي (صلى الله عليه واله) : المثلة حرام ولو بالكلب العقور فكيف يسوغ لريحانة الرسول (صلى الله عليه واله) وسبطه أن يعرض عن وصية أبيه ويرتكب ما خالف الشريعة الاسلامية؟ وقد اختلف القائلون بذلك في الشخص الذي مثل بابن ملجم : فالمحب الطبري ذكر ان الذي مثل به الامام الحسين ومحمد بن الحنفية وقد نهاهما الحسن عن ذلك فلم يذعنا له وذكر أبو الفداء ان الذي قام بذلك عبد الله بن جعفر وذكر ابن أبي الحديد ان الحسن هو الذي قام به .
ان هذا الاختلاف يزيدنا وثوقا بافتعال ذلك وعدم صحته وجزم الدكتور طه حسين بصدور التمثيل من اولياء الدم قال : والشيء المحقق هو ان ولاة الدم لم ينفذوا وصية علي في أمر قاتله فهو قد امرهم أن يلحقوه به ولا يعتدوا ولكنهم مثلوا به أشنع التمثيل فلما مات حرقوه بالنار .
ان الشيء المحقق على خلاف ما ذكره الدكتور وذلك لما ذكرناه من عدم اتفاق المؤرخين على التمثيل به والذين اتفقوا عليه قد اختلفوا في ذلك كما ذكرنا بالاضافة الى أن أولياء الدم بعيدون كل البعد عن ارتكاب ما خالف الشريعة الاسلامية.
وعلى أي حال فان الامام الحسن بعد ما فرغ من قتل ابن ملجم انثال الناس على مبايعته وقد استقبل الحسن الخلافة بما لم يستقبلها احد من الذين سبقوه فقد اصبحت الحاظرة الاسلامية الخاضعة لنفوذه مهددة بخطر معاوية فقد قوى أمره واستحكم سلطانه وعظم شره وانضم إليه كل من لم يع الاسلام من ذوي الاطماع والأهواء فعملوا جاهدين على إفساد امر الامام وتقويض خلافته ومضافا لهذا الخطر الخارجي الفتن الداخلية التي نشبت أظفارها في المجتمع العراقي وأهمها خطرا واعظمها محنة وبلاء هي فتنة الخوارج التي كانت سوسة تنخر في المعسكر العراقي وخطرا مسلحا من أهم الاخطار الفتاكة في الدولة الجديدة فقد انجرف بفكرتهم السذج والمغرر بهم من البسطاء.
هذان الخطران معظم ما استقبله الامام الحسن في دور خلافته ولقد ابتلى بهما أشد البلاء ولم يبتل وحده بهما فقد ابتلى بهما النظام الاسلامي والخلافة الرشيدة فقد كان يرجى في دوره ان تنتشر مفاهيم الاسلام وتسود العدالة الاجتماعية في الارض ويقضى على الغبن الاجتماعي والظلم الاجتماعي .
|
|
لصحة القلب والأمعاء.. 8 أطعمة لا غنى عنها
|
|
|
|
|
حل سحري لخلايا البيروفسكايت الشمسية.. يرفع كفاءتها إلى 26%
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تحتفي بذكرى ولادة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)
|
|
|